طنجة: محمد أبطاش
أعلنت شركة «سیمنس غاميسا» بطنجة، عشية أول أمس الخميس، أنها بصدد إغلاق مصنعها بمدينة طنجة، بسبب تغير متطلبات السوق على حد وصفها، خاصة وأنها تشغل نحو 500 عامل في مقرها بعاصمة البوغاز.
وأكدت الشركة في بلاغ صحفي توصلت «الأخبار» بنسخة منه، أن القرار هو جزء من برنامج استراتيجية «ميسترال»، بهدف العودة إلى مستوى الربحية وتأمين الاستدامة للشركة على المدى الطويل، ناهيك عما قالت عنه القدرة الزائدة، ونقص الطلب على نموذج الشيفرات التي تصنع بمصنع طنجة، وهما أصل القرار.
وأوردت الشركة نفسها أنه رغم كل المجهودات بخصوص صناعة شيفرات أخرى، إلا أنه لم يثبت تقييم تصنيع أنواع أخرى من الشيفرات في المعمل جدواه، مما سيجعلها تغلق معملها بطنجة، وتحتفظ بمقرها الرئيسي بالدار البيضاء، وأنها ستبقى ملتزمة بخدمة السوق المغربي والإفريقي.
وبناء على نص البلاغ، فإن صناعة طاقة الرياح العالمية تخضع لضغوط مالية كبيرة، ومنافسة حادة، فضلا عن ضغوط الأسعار وزيادة هائلة في تكاليف المواد الخام واللوجستيات، وعلى هذه الخلفية أعلنت «سيمنس غاسيسا» عن قرارها بإغلاق مصنع إنتاج شيفرات الرياح، كجزء من برنامج استراتيجية «ميسترال» مصمم بهدف جعل المنظمة أكثر بساطة وتقشفا، وتحسين الكفاءة والفعالية التنظيمية.
وأكدت الشركة ذاتها أن الإعلان عن إغلاق هذا المصنع يأتي كذلك في أعقاب إجراءات التعديل، التي اتخذتها الشركة في السنوات الأخيرة في الدانمارك والهند وإسبانيا والولايات المتحدة، ويعكس توحيدا مشابها لبصمة التصنيع التي اتخذت عبر القطاع، حيث إن إغلاق المصنع هو نتيجة نقص في الطلب على الشيفرات التي تصنع بمعمل طنجة. ومع توجه السوق نحو توربينات أكبر وأكثر كفاءة في المستقبل، لم يعد المصنع منافسا لتلك النماذج المستقبلية.
ولعدة أسباب وفقا لنص البلاغ، قامت الشركة بتقييم سيناريوهات تصنيع نماذج شيفرات أخرى في المصنع، ولكن لم يثبت أي منها جدواه نظرا للطلب المتوقع، مشددة على أن الشركة ستحافظ على عملياتها في مقرها الرئيسي في الدار البيضاء ومواقع أخرى في المغرب، حيث ستواصل خدمة السوقين المغربي والإفريقي الهامين، رغم أن قرار الإغلاق سيتأثر به ما يصل إلى 500 أجير في المصنع.
وفي الوقت الذي باتت التخوفات تسود في صفوف هؤلاء العمال، فإن الشركة أكدت أنها تلتزم بدعم جميع الموظفين خلال عملية الفصل الجماعي، بهدف الوصول إلى اتفاق جماعي وفقا للقواعد واللوائح المحلية المعمول بها، مع توفير فرص للانتقال الداخلي، ودعم الموظفين للعثور على وظائف قارة في شركات أخرى.
وقالت المصادر إن السلطات المختصة والمكلفة بقضايا الاستثمار بطنجة، تدخلت في هذا الجانب للحيلولة دون التأثيرات السلبية لهذا القرار على هؤلاء العمال، حيث يجري التنسيق مع الشركة، في حال إيجاد صيغة أفضل للعدول عن قرارها، والتخفيف من حدته على الأقل.
