شوف تشوف

شوف تشوف

شركة الإخوة العماري 1/2

يحلو لإلياس العماري، الأمين العام «ديال بزز» لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس جهة طنجة- تطوان مع وقف التنفيذ، أن يقدم نفسه كمواطن معدم لا يملك شيئا من متاع هذه الدنيا الفانية، وكسياسي زاهد لم يستثمر علاقاته ونفوذه لكي يراكم الثروات كما فعل كثيرون غيره.

ودائما في كل مرة يثار الجدل حول ممتلكاته يبادر إلى الخروج عن صمته لكي يتحدى كل من يتهمه بالاغتناء أن يقدم الدليل على ذلك، مهددا بمقاضاة كل من يشكك في ذمته المالية.

والواقع أنه لكي يفهم الواحد لغز ثروة إلياس العماري لا يجب عليه أن يركن إلى الحكايات الخرافية والمملة لفرط تكرارها، والتي يحكيها هذا الأخير لكل من يصادفه حول بقايا الأكل الذي كان يبحث عنه في «طوارو الزبل» بأزقة حي العكاري بالرباط، أو في تلك الوجبات الحقيرة التي كان يتقاسمها مع طلبة فصائل اليسار المخدوع الذي كان يرفع بقياداته التقارير إلى ادريس البصري.

بل إنه لكي يفهم الواحد لغز هذه الثروة عليه أن يبحث في التشعبات المعقدة التي أخفى وراءها ممتلكاته العقارية والتجارية، سواء داخل المغرب أو خارجه.

ولذلك نفهم حرص الرجل على التشبث بكل ما بقي له من أنياب ومخالب بكرسي الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة ورئاسة جهة طنجة- تطوان، فأخشى ما يخشاه ليس فقدان السلطة في حد ذاتها ولكن أن يصبح بعد رمال السلطة عرضة لسؤال من أين لك هذا؟

ومن أولياء النعم على إلياس العماري الذين لا يجب نسيانهم، قريبه البرلماني السابق وتاجر المخدرات الهارب والانفصالي الحالي سعيد شعو، الذي كان أول من استضاف مشاريع «الإخوة العماري» بمقر شركته RIDEAUX NORD  المتخصصة في صناعة ستائر الألمنيوم ذات السجل التجاري عدد 55938 والكائنة برقم 16 زنقة واد فاس شقة 8 الرباط أكدال، حيث احتضن المقر نفسه شركة باسم  OMARI FRERES  للأشغال العامة، والتي سيضطر العماري إلى نقلها من الرباط إلى دوار امنود دائرة بني بوعياش نواحي الحسيمة، وتقييدها بالسجل التجاري للحسيمة تحت عدد 139، بعدما كانت مسجلة بالرباط تحت عدد 47599 منذ 24 يناير 1997.

فأن ينقل العماري استثماراته برأسمال معلن مقدر في 5 ملايين درهم إلى الدوار الذي خرج منه حافي القدمين، قد يعتبر منتهى الوفاء للجذور والأرض التي نبت فيها، غير أنه إذا نحن لاحظنا عدم ظهور أي أثر للنعمة على ذلك الدوار المهمش، والذي فاز فيه العماري برئاسة جماعة النكور بـ174 صوتا، ومنها «شدها جرية وحدة» حتى وصل إلى رئاسة الجهة، مع استمرار شباب الدوار في الخروج في المسيرات الاحتجاجية بسبب البطالة والتهميش، سيبقى التساؤل مطروحا حول حقيقة تلك الشركة وخبايا نقلها من المركز إلى المحيط.

ولم يكتف العماري بنقل شركته المتخصصة في أشغال البناء والأشغال العمومية من العاصمة الرباط إلى دوار أمنود، بل قام، بالموازاة مع ذلك، بنقل شركة الشمال لاستثمارات السياحية Le nord d’investissement  et de tourisme  من الرباط إلى شارع سيدي منصور بالحسيمة، حيث شطب على الشركة الرباطية ذات السجل عدد 56047، والتي كانت متواجدة بنفس عنوان شركة شعو برقم 16 زنقة واد فاس أكدال الرباط، منذ 20/1/2002 وأعاد تسجيلها بالحسيمة تحت عدد 407 برأسمال قدره 5 ملاين درهم أيضا.

شركات إلياس العماري التي تظهر وتختفي مثل ثعلب زفزاف كثيرة، منها شركة أخرى سيقوم إلياس العماري بنقلها في نفس اليوم من الرباط إلى الحسيمة، والتي سجلها هناك تحت عدد 405 هي شركة الهولدينغ العبروطنية المغربية للتجارة  Holding transnationale maroc de negoce والتي وطنها بنفس العنوان بالحسيمة بشارع سيدي منصور برأسمال قدره مليون درهم، بعدما كانت مسجلة بالرباط تحت عدد 52863 منذ 14/1/2000، وكانت تستغل إحدى البواخر التابعة لشركة كوماريت، قبل أن تنقلب عائلة إلياس العماري على عائلة سمير عبد المولى ويسعى إلى انتزاع شركة «كاب راديو» منهم لفائدة صديقه لعروصي، ودفع الأب عبد المولى وابنه المدلل إلى طلب اللجوء السياسي عند حزب العدالة والتنمية الذي تنكر لهما في ما بعد عندما اقتنع بأن لا قبل له بإلياس وجنوده.

والغريب هنا أننا لن نجد لهذه الشركة أثرا تجاريا يذكر إلا من خلال موقع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في سياق التعريف بإلياس العماري كحكيم من حكمائها السابقين، حيث قدم نفسه كمسير للشركة المذكورة تحت تسميةHolding Transnational de Négoce  وكصاحب وكالة للإعلام والنشر، دون أن يأتي على ذكر اسم تلك الوكالة الإعلامية.

والمعروف عن إلياس العماري أنه كأي يساري يحلم بالثورة، مهتم بالإعلام إلى درجة الهوس، لذلك ابتدأ مشواره المهني بتجارة الورق والفوطوكوبي التي كانت سببا لتعرفه على عبد الإله بنكيران في وقت مبكر، وقد كان ذلك لافتا من خلال حرصه على إعطاء انطلاقة مجموعة «آخر ساعة» التي ضمت 6 منابر إعلامية دفعة واحدة، وكيفية تنصيب الإعلامي المصري طارق الفطاطري في إدارة نشر جريدة «آخر ساعة»، التي سيتخلى عنها لصديقه عبدالقادر الشاوي المعتقل السياسي السابق الذي أصبح سفيرا سابقا للمغرب في دولة الشيلي، لكي يحاول إنقاذ الجريدة من الغرق، بعدما فشل إلياس وأخوه فؤاد من بعده في تسيير دفتها.

كما لم يعد سرا اليوم مساهماته في عدد من المواقع الإلكترونية التي تسبح طيلة الْيَوْمَ والليلة بحمده، وكذا محاولاته إنشاء قناة تلفزيونة قبل أن يكتفي بإذاعة «كاب راديو» التي أرغم سمير عبد المولى على الانسحاب منها، والتي يوجد مقرها بفندق مصنف بشاطئ مدينة طنجة، والتي لم تنج بدورها من دوامة الأزمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى