أكادير: محمد سليماني
تمكنت عناصر الشرطة بالمنطقة الإقليمية للأمن بأكادير أخيرا، من شن حملة واسعة النطاق، تستهدف الدراجات النارية صينية الصنع، والتي عمد أصحابها إلى تعديل مواصفاتها التقنية، قصد استعمالها في السياقة الاستعراضية والسباقات المثيرة على الطرقات.
واستنادا إلى المعطيات، فقد أدت هذه الحملات الواسعة النطاق، إلى حجز عشرات الدراجات النارية، التي ثبت أن أصحابها قاموا بتعديل مواصفاتها التقنية، بمواصفات أخرى أكثر إزعاجا وضجيجا، وإثارة للرعب. وقد تم نصب حواجز أمنية بعدد من المحاور الطرقية، يتم فيها افتحاص وثائق الدراجات النارية صينية الصنع المارة بهذه الطرقات، ثم التأكد من الأرقام المثبتة على الهيكل الحديدي للدراجات، والذي يقوم أصحابها بمسحه بتقنيات عديدة، وذلك لعدم إظهار حقيقة حجم أسطوانة المحرك. وقد تم إيداع عشرات الدراجات النارية مختلفة الأحجام بالمحجز الجماعي التي لا وثائق لها، أو تم تغيير مواصفاتها التقنية.
وحسب المعلومات، فإن عددا كبيرا من الدراجات النارية صينية الصنع، يعمد أصحابها إلى تغيير مواصفاتها التقنية، بمواصفات أخرى غير تلك التي تناسبها، وذلك لزيادة سرعة هذه الدراجات النارية، وإصدار أصوات أكثر إزعاجا وضجيجا في الشوارع العامة، كما يقوم بعض اللصوص والجانحون باستعمال هذه الدراجات في عمليات السرقة، خصوصا في الشوارع والأزقة والأحياء غير المأهولة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تباشر فيها مصالح الشرطة بالمنطقة الإقليمية للأمن بأكادير حملات ضد الدراجات النارية المعدلة، فقبل أسابيع قليلة، تمكنت عناصر الشرطة بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من توقيف أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 18 و22 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهم في سياقة دراجات نارية بطريقة استعراضية وخطيرة بالشارع العام وتعريض أمن المواطنين ومستعملي الطريق للخطر. وكانت مصالح ولاية أمن أكادير قد تفاعلت، بسرعة وجدية كبيرتين، مع تسجيل فيديو منشور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه مجموعة من الأشخاص يقومون بمناورات استعراضية وخطيرة في الشارع العام بواسطة الدراجات النارية. وقد أسفرت الأبحاث والتحريات المنجزة في إطار هذه القضية عن تحديد هوية المشتبه فيهم، قبل أن يتم توقيف أربعة منهم.
إلى ذلك، تلاحق مصالح الأمن أصحاب دراجات يبثون أشرطة على الشبكات الاجتماعية، خاصة المراهقين منهم، وباتوا يشكلون خطرا على الطرق المحلية، في وقت كانت تعليمات أمنية صارمة تلقتها مختلف المصالح التابعة لولاية أمن أكادير، بهدف تطبيق القانون، وزجر المخالفين، لمواجهة ما بات يعرف بـ«السياقة الاستعراضية» باستعمال الدراجات النارية، التي تجوب شوارع المدينة، وباتت تبث الرعب في صفوف الجميع، كما تسببت في حوادث مميتة لمرات متكررة، وأضحت كابوسا مرعبا، خصوصا في بعض أحياء المدينة، حيث يحتل هؤلاء بعض الأزقة، ويحولونها إلى حلبة لسباقات الدراجات والألعاب البهلوانية بواسطة الدراجات النارية.