تطوان: حسن الخضراوي
استقبلت شبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالشمال، مساء الجمعة الماضي، بمسرح لالة عائشة بالمضيق، كلمة الكاتب الأول إدريس لشكر باحتجاجات عارمة ورفع شعارات قوية تطالبه بالالتزام بالمبادئ التي أسس عليها الحزب، فضلا عن استنكار تنصله من مخرجات الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات التي يعقدها الحزب، ومحاولته ترقيع شعبيته بالركوب على بعض الملفات الاجتماعية الحساسة، وكذا موقفه الذي عبر عنه بخصوص الاحتجاجات التي شهدتها منطقة الحسيمة.
وعم الهدوء داخل القاعة التي احتصنت المؤتمر الوطني للمحاميات والمحامين الاتحاديين بالمضيق، تحت شعار “المحاماة شريك السلطة القضائية في تحقيق العدالة، وحماية الحقوق والحريات”، خلال الكلمات التي تناولها بعض القياديين، لكن بمجرد ما أعطيت الكلمة للكاتب الأول إدريس لشكر، تم استقباله من قبل شبيبة حزبه بالاحتجاج، وتذكيره بضرورة الالتزام بمواقف الحزب التاريخية، فضلا عن محاولة صعود المنصة للتعبير عن رأيهم ومعارضتهم تصريحات الكاتب الأول، وتوضيح التفاصيل للحضور والرأي العام، لكن تم منعهم من ذلك من طرف المنظمين، كما وصفهم لشكر ب”كمشة” لا يمكنها التأثير بأي حال من الأحوال في السير العادي للمؤتمر.
وحاول كمال مهدي القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ونقيب هيئة المحامين بتطوان، تهدئة الأمور ومحاورة المحتجين بطريقة إيجابية، أهمها التأكيد على احترام كافة الآراء، والالتزام بما يصدر عن الهيئات والمؤتمرات، لكن شبيبة الحزب اختارت التصعيد والاستمرار في الاحتجاج على كلمة الكاتب الأول، حيث تم تنظيم وقفة احتجاجية أمام مسرح لالة عائشة، والتأكيد خلالها على أن المواقف الفردية لا تلزم سوى أصحابها، والرأي الذي يعبر عنه الحزب يتم من خلال الهيئات والمؤتمرات المنعقدة.
وساهم تدخل نقيب المحامين بهيئة تطوان، في تخفيف التوتر والاحتقان، سيما ومحاولة تجاهل لشكر المحتجين على إلقاء كلمته، وطلبه من التقنيين رفع الصوت، وهو الشيء الذي استجابت له اللجنة المنظمة، حيث استمر الكاتب الأول في إلقاء كلمته المقروءة، دون أن يتمكن من إخفاء علامات الحرج والارتباك البادية عليه، ومفاجأته من قبل شبيبة الحزب التي ظن في أول الأمر أنها تحييه، قبل أن يظهر احتجاجها عليه بشدة.
من جانبه وصف قيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي بالشمال، ما وقع من احتجاج لشبيبة الحزب على كلمة لشكر بالحدث البسيط جدا، ودليل على أن الحزب لا يتم تسييره وفق منطق المزاجية أو الرأي الواحد وغياب حرية التعبير، فضلا عن إشارته إلى أن الحوار الداخلي كفيل بتقريب وجهات النظر، وتوضيح مجموعة من الأمور وتوجيه وتأطير الشباب، حتى يكتسبوا تجربة سياسية ميدانية، تمكنهم من التقدير الصحيح والمشاركة في إبداء الرأي في كل الملفات والأحداث.