كشفت مصادر «الأخبار» أن حالة من الارتباك تسود داخل أروقة مصالح وأقسام المجلس الإقليمي لعمالة القنيطرة، الذي يتحمل مسؤولية تدبير شؤونه جواد غريب، بعد تصاعد الحديث عن عدد من الصفقات العمومية المتعلقة أساسا بتهيئة الطرقات والمسالك، التي تم تمويل إنجاز أشغالها من ميزانية المجلس الإقليمي لعمالة القنيطرة، سواء خلال الولاية الماضية أو الحالية، والتي كانت معظمها من نصيب مقاول معروف بمنطقة الغرب، ظل طيلة العقود الثلاثة الماضية، يستحوذ على صفقات إنجاز الطرقات وتهيئتها بعمالات القنيطرة وسيدي قاسم وسيدي سليمان، ناهيك عن تمكينه من صفقات تهيئة المطارح العمومية بكل من جماعتي سيدي يحيى الغرب وسيدي سليمان، في صفقة فاقت قيمتها المالية 3 مليارات سنتيم، أنجزها مجلس مجموعة الجماعات الترابية بني احسن للبيئة بسيدي سليمان، خلال ولاية عبد الواحد خلوقي.
وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن من ضمن الصفقات العمومية الممولة من مالية المجلس الإقليمي لعمالة القنيطرة، والتي نالها المقاول المحظوظ المتحدر من إقليم سيدي قاسم، تلك المتعلقة بتهيئة الطريق الموجودة على مستوى منطقة باب فاس بالقنيطرة، وصفقات تهيئة الطرقات الموجودة على مستوى منافذ المدينة، إضافة إلى الصفقات المتعلقة بإنجاز أشغال تهيئة وإصلاح الطرقات والمسالك بكل من الجماعة الترابية سوق الأربعاء الغرب، التي ترأس مجلسها الجماعي الحالي «سمية الضيف»، زوجة رئيس المجلس الإقليمي جواد غريب، وكذا بالجماعة الترابية سيدي محمد لحمر، الذي يرأس مجلسها الجماعي «محمد غريب»، نجل رئيس المجلس الإقليمي لعاصمة الغرب، إضافة إلى الصفقات التي أنجزت أشغالها بالجماعة الترابية علال التازي والجماعة الترابية عرباوة، وهي الجماعات الموجودة ضمن النفوذ الترابي لإقليم القنيطرة.
وكانت مصادر مطلعة أسرت لـ«الأخبار» في وقت سابق، بمعطيات تفيد بقيام قضاة المجلس الأعلى للحسابات بمهمة افتحاص صفقات المجلس الإقليمي لعمالة القنيطرة، المرتبطة أساسا بالولاية السابقة، حيث ذكرت المصادر ذاتها أنه جرى الاستماع إلى المقاولين الذين نالوا تلك الصفقات، في مقدمتهم مقاول معروف من سيدي قاسم، استفاد من جل الصفقات المتعلقة بإنجاز الطرق والأوراش المختلفة التي تقدر الاعتمادات المالية المرصودة لها بالملايير. مثلما ذكرت مصادر الجريدة، قيام قضاة المجلس الأعلى للحسابات بزيارة ميدانية إلى المشاريع موضوع الصفقات، والتي من بينها مركز جماعة سيدي علال التازي، كما استمعوا إلى مقاول يتحدر من الخميسات، وهو شقيق برلماني وقيادي بارز بحزب التجمع الوطني للأحرار، فاز بعدة صفقات تتعلق بالتأهيل الحضري لمجموعة من الجماعات بالإقليم، من بينها جماعة عرباوة، التي تترأسها الوزيرة السابقة فاطنة الكحيل.
