أفرجت وزارة الصحة عن لائحة المرشحين الناجحين في الاختبارات الكتابية لمباراة ولوج المعهد المتخصص في التكوين في المهن الصحية. اللائحة التي كان متوقعا عدم صدورها بسبب شبهات حول عدم احترام معايير الشفافية والنزاهة، أكدت مخاوف بعض المرشحين، بعدما ضمت ثلاثة ناجحين باسم عائلي واحد وبالتتابع، مما يفرض التحقيق في هذه الواقعة.
ووفق مصادر «الأخبار» فإن لوبي حزب التقدم والاشتراكية، بوزارة الصحة، يصر على الإفراج على نتائج كل المباريات، كما أن مدير الموارد البشرية بالنيابة، والذي كان يشغل منصب رئيس قسم، يسعى إلى محاباة قيادة حزب التقدم والاشتراكية بهذه النتائج، من أجل ضمان تعيينه رسميا مديرا للموارد البشرية، رغم الجدل الكبير الذي أثير حول شفافية المباراة، علما أن مخاوف مشابهة همت مباراة توظيف المتعاقدين بقطاع التعليم فرضت تشكيل لجنة افتحاص وتدقيق على عجل، مما يفرض التساؤل حول دواعي صمت وزير الصحة الحالي عن الشبهات التي تلاحق تدبير قسم الموارد البشرية، سواء على عهد الرئيس السابق أو الحالي، سيما أن الرئيس السابق للقسم عوقب بالإعفاء من طرف الوزير الحالي، بعدما تم تداول شبهات حول التلاعب بالاختبارات الكتابية لتوظيف عدد من أنصار وتابعي الحزب، ليعين خلفه من نفس الحزب، وتستمر الضغوط نفسها.
يذكر أن أنس الدكالي، وزير الصحة السابق، أجرى مباريات توظيف لحوالي أربعة آلاف منصب شغل، إلا أن الشبهات التي رافقت هذه الامتحانات تهدد بإلغاء نتائجها اعتبارا لمتطلبات الشفافية والاستحقاق، كما تشير مصادر «الأخبار» إلى أن المكلف بتدبير قسم الموارد البشرية حاليا هو ابن أخت وزير سابق بالحزب، ويحظى بتأييد الأمين العام للحزب نبيل بنعبد الله، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لتثبيته في منصبه عبر التعيين، وهو أمر قد يثير الكثير من القلاقل في ظل الاحتقان الذي رافق إجراء مباريات التوظيف، وما رافقها من إغراق جميع التخصصات بمنخرطي التقدم والاشتراكية وهو ما ستؤكده النتائج التي يرفض الكاتب العام للوزارة الإعلان عنها..