النعمان اليعلاوي
تتجه الحكومة نحو تشديد الإجراءات الاحترازية ضد كورونا، ما يوحي بأنها على أبواب العودة إلى الحجر الصحي، فقد أعلن بلاغ حكومي بأنه استنادا إلى المقتضيات القانونية المتعلقة بتدبير حالة الطوارئ الصحية، وتعزيزا للإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار وباء كورونا المستجد، فقد قررت الحكومة منع جميع المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية. وجددت الحكومة، يضيف البلاغ ذاته، دعوتها للمواطنات والمواطنين إلى الانخراط القوي في «الحملة الوطنية للتلقيح»، ومواصلة الالتزام المسؤول، والحرص على اتخاذ كافة الاحتياطات الاحترازية، بما يحافظ على المكتسبات المحققة ويساهم في العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية ببلادنا.
في السياق ذاته وبعد تراجع الإقبال على مراكز التطعيم، عقب إصابة عدد من الملقحين بآثار جانبية للقاح، حسب ادعاءاتهم، عاد الإقبال من جديد على مراكز التلقيح، في ظل التخوف من عودة التشديد في تنزيل إجراءات الحجر ضد «كوفيد – 19»، وتم تطعيم أكثر من نصف السكان حتى الآن ضمن برنامج يهدف إلى تلقيح 80 في المائة من مجموع السكان. وكانت الحكومة قررت تقليص عدد الحضور إلى عشرة أشخاص كحد أقصى، للمشاركة في مراسم تأبين الموتى ومراسم الجنازة.
ويأتي قرار السلطات تقليص الحضور إلى الجنائز، بعيد أيام قليلة من قرار إغلاق الأجواء لمدة أسبوعين، بسبب انتشار المتحور «أوميكرون» في عدد من الدول الأوروبية. وقررت السلطات الصحية تعليق الرحلات الجوية المباشرة للمسافرين، لمدة أسبوعين من وإلى المغرب، وجاء هذا القرار جراء التفشي السريع للمتحور الجديد لفيروس كورونا الذي صار يعرف بـ«أوميكرون»، ويعتقد أنه أشد خطورة مما سبقه. كما يأتي هذا القرار، بعد ساعات من قرار سابق وسلسلة من الإجراءات تحسبا لوصول المتحور الجديد المثير للقلق، إذ تم فرض قيود على القادمين من عدة بلدان إفريقية، في مسعى لكبح انتشار المتحور الجديد، بعد قرار بمنع دخول القادمين أو العابرين لدول عدة، هي جنوب إفريقيا، بوتسوانا، ناميبيا، ليسوتو، إسواتيني، الموزمبيق وزيمبابوي.
واستنكر الدكتور سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، وعضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد «كوفيد- 19»، عدم إقبال المغاربة على التلقيح بالوتيرة نفسها السابقة، وذلك في ظل ظهور متحور جديد لفيروس كورونا يثير مخاوف العالم، مشيرا إلى أن 83 في المائة من الأشخاص الذين وافتهم المنية، خلال الموجة الوبائية الأخيرة، إما لم يستفيدوا من التلقيح، أو أخذوا جرعة واحدة فقط، مقابل 17 في المائة منهم مرت أزيد من 5 أشهر على تلقيهم الجرعتين معا، ويعانون من أمراض مزمنة. مؤكدا في هذا الإطار أن اللقاح يحمي أكثر من 90 في المائة من الحالات الخطيرة الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا، ويوفر على الدولة اتخاذ إجراءات أكثر تشديدا، والتي يمكن أن تؤثر سلبا على البلاد والمواطنين.