لم يجد شباب العالم القروي بإقليم سيدي قاسم، وتحديدا بالجماعات الترابية (سيدي الكامل والرميلة ودار الكداري)، من بديل لمواجهة تجاهل رؤساء الجماعات الترابية المعنية، للوضعية الكارثية التي أضحت عليها عدد من الطرقات والمسالك، سوى العمل على التطوع من أجل ترقيع العديد من هاته المسالك الطرقية، خاصة الإقليمية المؤدية إلى مدينة القنيطرة، بعدما عجز المجلس الإقليمي لعمالة سيدي قاسم، الذي يدبر شؤونه البرلماني سعد بنزروال، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، عن تنزيل عدد من الوعود الانتخابية، المتعلقة أساسا بفك العزلة عن العالم القروي، وتعبيد الطرقات.
واستعان شباب إقليم سيدي قاسم في أشغال ترقيع الطرقات، بعربات مجرورة محملة بأكوام من الطين المبلل، وآلات يدوية، من أجل طمس العشرات من الحفر المنتشرة على طول الطريق الرابطة بين سيد الكامل والقنيطرة، مع العلم أن محاولات مستعملي تلك الطرقات، الرامية إلى تجاوز تلك الحفر، ساهمت بشكل مباشر في تسجيل العديد من حوادث السير، التي خلفت عددا من الأضرار البشرية والمادية، دون أن يثير ذلك أي تدخل يذكر، سواء من طرف السلطات الإقليمية ومنتخبي الجماعات المذكورة، أو من قبل المجلس الإقليمي، الذي يتوفر ضمن ميزانيته السنوية، على اعتمادات مالية مهمة، مخصصة في الأصل لإصلاح وتهيئة الطرقات، ومساعدة الجماعات الترابية بالإقليم، بناء على شراكات في هذا الإطار.
يذكر أن البرلماني سعد بنزروال، رئيس المجلس الاقليمي لعمالة سيدي قاسم، يواجه خلال الفترة الأخيرة، انتقادات واسعة، بسبب تخصيص اعتماد مالي مهم، من مجموع الميزانية السنوية المخصصة لإصلاح المسالك الطرقية المهترئة بتراب الإقليم، لصالح مسلك طرقي، يصل طوله إلى حوالي ثلاثة كيلومترات، يؤدي خصيصا إلى مقبرة خاصة بعائلته، تقع وسط أرض فلاحية في ملكية العائلة، وهي القطعة الفلاحية التي تقع بمحاذاة الطريق الإقليمية رقم 4551، الرابطة بين مركز جماعة بئر الطالب وجماعة سيدي قاسم.
وتجدر الإشارة إلى أن المسلك الطرقي المنجز من قبل رئيس المجلس الإقليمي، لا يوجد بمحاذاته أي تجمع سكاني، وهو المسلك الذي تم إنجازه في زمن قياسي، وتم تجهيزه بمعايير خاصة، لتسهيل حركة مرور السيارات إلى المقبرة الخاصة، التي دفن فيها عدد من أفراد أسرته وعائلته، في وقت لازال الآلاف من سكان الجماعة القروية بئر الطالب، ينتظرون إنجاز وتأهيل الطريق الإقليمية رقم 4551، الرابطة بين جماعة بئر الطالب ومدينة سيدي قاسم.
وتم الإعلان عن برمجة هذه الطريق في وقت سابق، في إطار مخطط برنامج العمل لسنة 2020، لبرنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية الأساسية في العالم القروي، وهو الأمر ذاته بالنسبة للمقطع الطرقي، الممتد من النقطة الكيلومترية 44، إلى النقطة الكيلومترية 50، والذي يمر عبر دوار أولاد سليم، وأولاد عمار، وأولاد عميرة، وصولا إلى مركز بئر الطالب، علما أن برمجته كانت قد تمت في وقت سابق أيضا، في إطار برنامج محاربة الفوارق الاجتماعية والترابية بالعالم القروي، ناهيك عن تعثر أشغال الربط الطرقي الخاصة بمقطع من الطريق الإقليمية رقم 4252، وتحديدا من النقطة الكيلومترية 39 إلى النقطة الكيلومترية 50، والمقطع الرابط بين النقطة الكيلومترية39 ، عند الطريق الجهوية 413، المؤدية إلى مدينة سيدي قاسم، و النقطة الكيلومترية 44.