شوف تشوف

الرئيسية

سيسيل أوبري.. الفاتنة التي تزوجت إبراهيم وأنجبت للباشا الكلاوي حفيده الذي أدى دور سيباستيان الشهير

باريسية، وممثلة شهيرة أيضا، تتزوج ابن الباشا الكلاوي. لم يكن الأمر مزحة رغم أن عددا من الممثلين اعتبروا الأمر نكتة طريفة في البداية ولم يصدقوه، إلا وهم يرون الممثلة الفرنسية «سيسيل أوبري»، التي ولدت بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بسنوات، لتكون من بنات الجيل الجديد للفرنسيين الذين عاصروا انبعاث أوربا من رمادها خلال نهاية العشرينيات.. هؤلاء لم يصدقوا الإشاعة إلا عندما رأوها تتجول في أحياء باريس الراقية مع زوجها إبراهيم الكلاوي، بعد أن كان زواجهما سرا لأزيد من ست سنوات، تناسلت خلالها الإشاعات.
لم تكن سيسيل تتوقع أن تبلغ شهرتها درجة العالمية عندما وقّعت عقدا مع واحدة من كبريات الشركات العالمية. ولم تتوقع أيضا أن تتزوج من مغربي. فعندما كان عمرها عشرين سنة، كانت قد وقعت لشركة «فوكس» العملاقة، متجاوزة بذلك بشهرتها حدود فرنسا وأوروبا لتصل إلى العالمية وتصبح من النجمات المطلوبات في «هوليوود»، خصوصا وأنها شاركت في أفلام شهيرة، وحازت على دور البطولة أيضا، لتصبح خلال الأربعينات مفخرة فرنسا.
لعبت سيسيل دور البطولة في الحياة أيضا، فقد كانت سفرياتها كثيرة، واضطرت إلى التحليق فوق المحيط الأطلسي ساعات كثيرة من عمرها، كضريبة على التنقلات الكثيرة بين القارات، لحضور مهرجانات الأفلام وتصوير أخرى..
عندما حلت سنة 1949، توجت سيسيل بواحدة من أضخم جوائز السينما في العالم. وحسب بعض المصادر التي كانت قريبة منها، فإنها كانت تعلم أنها وصلت القمة، وبدأت ترسم لنفسها سيناريوهات الانحدار، خصوصا وأنها خلال تلك الفترة بالذات، كانت قد بدأت تتعرف على الشاب إبراهيم الكلاوي، ابن باشا مراكش الذي كان نافذا جدا خلال تلك الفترة، واشتهر بعلاقاته الوطيدة مع الفرنسيين والبريطانيين والأمريكيين أيضا.
هذا لا يعني أن معرفة ابن الباشا الكلاوي شكلت نهاية لمسار سيسيل السينمائي الحافل، فقد كانت علاقة تعارفهما السرية وهي في قمة عطائها في الشاشة الكبيرة، لكن زواجها منه وإنجابها لابنهما الأول، سنة 1956، جعلها تفكر في تحقيق طموحها الأكبر، المتمثل في كتابة السيناريو والإنتاج.
زوجها إبراهيم الكلاوي كان واحدا من أكثر الشبان حظا خلال نهاية الأربعينات، فوالده هو الباشا الذي كان في أوج قوته، خصوصا سنة 1953، وبفضل علاقاته الواسعة مع كبار عسكريي العالم وسياسييه، فقد كان الابن يشق طريقه نحو العالمية بسهولة أيضا ويلتقي كبار الشخصيات مع والده، أو بمفرده، خلال زياراته المتكررة إلى أوروبا.
لم يكن الباشا يعيب على ابنه أن يسهر رفقة أصدقائه الجدد ويحضر حفلاتهم الباذخة، لأنه كان يؤمن بأن عهد «القصبة» ورجال القبيلة ربما يكون قد انتهى، وأن على الشاب أن يضمن استمرار نفوذ العائلة حسب متطلبات العصر الجديد.
لكن إبراهيم الكلاوي ترك كل شيء خلفه عندما تعرف على الممثلة الشهيرة سيسيل، في أحد اللقاءات التي جمعت المشاهير، بحضور سياسيين فرنسيين وأمريكيين، وكان إبراهيم من بينهم، وأثارها هدوؤه الكبير وسحنته العربية التي كانت تختلف تماما عن ملامح الأوروبيين والأمريكيين.
لم تكن سيسيل تعلم أن علاقة حب وطيدة ستتأسس في تلك الليلة بينها والكلاوي، رغم أنها لم تكن تعلم في البداية أنه ابن الباشا الذي سمعت عنه الكثير من خلال أصدقائها الممثلين، وأيضا في بعض الحفلات التي كانت تحضرها في أمريكا، ويشرف عليها جنرالات عسكريون.
ست سنوات من السرية، بطلب من سيسيل ومن إبراهيم الكلاوي أيضا. فهي كانت تريد لمسارها السينمائي أن يكبر، وهو كان يريد أن يحافظ على تقاليد العائلة العريقة والأصول التي لا تتوافق مع التحرر الذي كان يعيشه مع سيسيل. وهكذا توصل الاثنان إلى حل وسط يقتضي بجعل ارتباطهما سرا لفترة، إلى أن يقررا الإعلان عنه في وقت لاحق. لكن الإشاعات سرعان ما لاحقتهما، خصوصا وأن الحياة العاطفية للنجمة العالمية كانت مطلوبة من طرف الصحافة في فرنسا وأمريكا، وهو الأمر الذي عجل بضرورة ترتيب الأمور حتى يعلن إبراهيم الكلاوي عن ارتباطه بالفرنسية الحسناء.
أنجبت سيسيل لإبراهيم المهدي الكلاوي، وعكفت على الكتابة وتأليف السيناريو، والإنتاج السينمائي، لتجلس خلف الكاميرا بعد أن صنعت اسمها بارزا أمام عدستها. وجلعت من ابنها المهدي أيقونة الشاشة الفرنسية عندما أنتجت فيلم «بيل وسيباستيان»، إذ لم يكن الطفل الأشقر الشهير في تلك السلسلة، إلا ابنها المهدي، حفيد الباشا الكلاوي نفسه!
لم يكن من الصعب على أسرة الباشا أن تتقبل زواج ابنها إبراهيم من فرنسية، ممثلة ومشهورة، لأن الجو المحيط بالأب كان يتكون من المشاهير وكبار السياسيين، وبالتالي فإن المشاكل التي توقعها إبراهيم، لم تكن بتلك الحدة أبدا، وسرعان ما كان يشير إليه الأوروبيون والأمريكيون بداية الخمسينات، كأحد أكثر الرجال حظا لأنه فاز بقلب الحسناء «سيسيل». لكن الأمور سرعان ما عرفت منعطفا خطيرا، لأن العلاقة بين الزوجين استحالت تماما، خصوصا أمام انشغالات سيسيل واضطرار إبراهيم الكلاوي إلى تحمل المشاكل وحده، سيما بعد أن أصبح والده الباشا الكلاوي غير مرغوب فيه بعد الأحداث التي عرفها المغرب سنة 1955، والتي جعلته يرجع إلى الوراء ويخبو تماما وينتهي حلمه بالوصول إلى قمة السلطة في المغرب.
كان على حياة سيسيل الحافلة أن تنتهي سنة 2010، بعد ثمانية عقود من الجري وراء الحياة واقتحام العالمية. إذ كانت خلال سنواتها الأخيرة متأثرة بالسرطان، لترحل عن الدنيا صيفا، عن 81 سنة.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى