تم خلال حفل نظم أمس الجمعة بالرباط تدشين سفارة جمهورية سيراليون بالمغرب، وترأس حفل تدشين السفارة الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، محسن الجزولي، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية سيراليون، ديفيد فرنسيس.
وأعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية سيراليون، أول أمس الخميس بالرباط، أن بلاده ستفتح، يوم الاثنين القادم، قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وقال ديفيد فرنسيس، خلال لقاء صحفي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عقب مباحثات أجراها الجانبان، إنه «بالنظر للعلاقات المتميزة التي تجمع بين بلدينا، فإن سيراليون ستقوم بالافتتاح الرسمي لسفارة لها بالرباط وقنصلية عامة بالداخلة».
وأكد فرنسيس أنه بالنسبة لسيراليون فإن الصحراء تعد منطقة خاضعة للسيادة المغربية. كما سلط رئيس دبلوماسية سيراليون الضوء على الطابع «الخاص» للعلاقات بين البلدين، بدفع من قائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس جوليوس مادا بيو، اللذين يعملان على تعزيز هذه الروابط «الموثوقة والطويلة الأمد».
من جانبه، رحب بوريطة بإعلان جمهورية سيراليون عن فتح قنصلية عامة بالداخلة، مؤكدا أنه من خلال هذا القرار تشهد العلاقات بين البلدين اليوم «نقلة نوعية»، وأشار بوريطة إلى أن «الأمر يتعلق بالتمثيلية القنصلية ال25 التي يتم افتتاحها في الأقاليم الجنوبية للمملكة خلال الأشهر الأخيرة»، مشيرا إلى أن ذلك «يعكس الدعم المتواصل لمغربية الصحراء على المستوى الدولي، وخاصة على المستوى الإفريقي».
ووقع الطرفان، على هامش محادثاتهما، خارطة طريق للتعاون بين المغرب وجمهورية سيراليون بهدف توطيد العلاقات الثنائية في عدة مجالات، وتتعلق خارطة الطريق هاته بمجالات التربية والتكوين، والتعاون التقني، والترويج الاقتصادي والاستثمارات، والتعاون في مجال الأمن، علاوة على تبادل الزيارات الرسمية.
وبحسب رئيس الدبلوماسية السيراليونية، فإن خارطة الطريق هاته مصممة بطريقة «واضحة» للغاية، وهو ما سيمكن من تجسيد محتواها على أرض الواقع، وقال ديفيد فرانسيس إن هناك «الكثير من الأشياء» لنتعلمها من المغرب، الذي كان ناتجه المحلي الإجمالي قبل 15 سنة يعتمد بشكل كبير على قطاعي الفلاحة والسياحة، أما اليوم فهو يعتمد على صناعة السيارات والطيران، وهو « تحول ضخم».
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعرب فرانسيس عن رغبة بلاده في الاستفادة من «تجارب وخبرات» المغرب داخل هيئات الأمم المتحدة، وخاصة في مجلس الأمن، حيث تسعى سيراليون إلى الحصول على مقعد عضو غير دائم للفترة 2024-2025.
من جانبه، قال بوريطة إن زيارة نظيره السيراليوني تأتي في إطار التطور «المستمر» الذي تعرفه العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، وهي علاقات تقوم على أساس الصداقة المتينة والتضامن بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس جوليوس مادا بيو، وقال إن هذه الزيارة تشكل فرصة لترجمة طموح ورؤية جلالة الملك والرئيس مادا بيو لتطوير العلاقات بين البلدين.
وفي هذا الصدد، أبرز بوريطة أن المغرب وسيراليون اتفقا على الإعداد لانعقاد اللجنة المختلطة العليا المغربية -السيراليونية مطلع العام المقبل في فريتاون، بالتزامن مع افتتاح تمثيلية دبلوماسية مغربية بالعاصمة السيراليونية وانعقاد منتدى لرجال الأعمال من البلدين، وأوضح أنه تماشيا مع رؤية قائدي البلدين في مجال التنمية البشرية والتكوين، اتفقت الرباط وفريتاون أيضا على تخصيص 70 منحة دراسية لطلبة سيراليون، 20 منها بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وفي إطار التنسيق والتضامن بين البلدين، اتفق المغرب وسيراليون أيضا على الدعم المتبادل لترشيحات البلدين من أجل شغل مقاعد بالمنظمات الإقليمية والدولية. وفي هذا السياق، قال بوريطة، إن المغرب سيدعم ترشيح سيراليون لشغل مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة 2024-2025، وخلص الوزير إلى أن هذه القرارات تندرج في إطار رؤية قائدي البلدين، وتنفيذا لخارطة طريق التعاون الثنائي التي تم التوقيع عليها اليوم.
ومن جهة أخرى، أعرب ديفيد فرانسيس، عن دعم بلاده لمشروع خط أنبوب الغاز الذي سيربط بين نيجيريا والمغرب، وقال إن «التجارة والاستثمار هما مكونان على قدر بالغ من الأهمية، غير أن المكون السياسي يكتسي نفس الأهمية، ولهذا السبب نحن ندعم مشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب». وأكد رئيس الدبلوماسية السيراليونية، في هذا الصدد، أن بلاده «لا يساورها أدنى شك في أن هذا المشروع سيعود بالفائدة عليها، على غرار باقي الدول الأخرى في منطقة غرب إفريقيا»؛ موضحا أن «هذا الأمر يدل على ريادة المغرب ومكانته العالمية في دعم الأمن الطاقي والولوج إلى الكهرباء».