كشف مصدر مطلع من داخل الشركة المصنعة لمياه “سيدي حرازم” المعدنية عن تفاصيل جديدة بخصوص عينة المياه الملوثة التي كشفتها الجامعة الوطنية لحماية وتوجيه المستهلك، حيث أشار مصدر الشركة في اتصال هاتفي مع “تيلي ماروك” إلى أن “حالة التلوث تتعلق ببكتيريا “بسودونماد ايريغينوسا”، وهي بكتيريا متواجدة في كل مكان في الطبيعة، خصوصا في المياه الجارية والخضر”، مضيفا أن “هذه البكتيريا عادة ما تكون غير ضارة، غير أنه يمكن أن تسبب أمراضا في بعض الحالات في المستشفيات عند الأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة”، مشيرا إلى أن “الشركة تلتزم بالقانون الذي يشترط انعدام هذه البكتيريا في المياه المعبئة، غير أنها عثرت على آثار هذه البكتيريا في ثلاث دفعات من قنينات المياه المعدنية سيدي حرازم حجم نصف لتر، وقامت بسحبها من الأسواق”.
وبخصوص أضرار شرب المياه التي تحتوي على هذه البكتيريا، كشف المتحدث على أن “هناك عدة دراسات أكاديمية، من بينها دراسة للوكالة الوطنية للسلامة الصحية الفرنسية تؤكد أن شرب مياه بها هذه البكتيريا قد لا يشكل خطرا على صحة المستهلك، ولهذا لم ترى الوكالة أن وجود هذه البكتيريا يشكل سببا لمنع استهلاك مياه الصنابير”، مشددا على أن “الشركة، على الرغم من ذلك، قامت بسحب جميع قنينات المياه المعدنية من حجم نصف لتر من السوق حفاظا على صحة المستهلك”، مؤكدا أن “التلوث لم يحدث قط في المنبع الذي يزود المصنع أو في خط الانتاج، بل تواجد البكتيريا ضل على مستوى أحد مكوناتآلة تعبئة تم اقتناؤها أواخر شهر غشت 2019”.
من جانب أخر، أشار المتحدث إلى أن “الشركة لم تسجل أي تلوث في منتجاتها منذ 50 سنة من تواجد المياه المعدنية “سيدي حرازم”، في الأسواق”، مبينا أن “الشركة تدخلت بشكل مستعجل من أجل توقيف خط الإنتاج المعني بحادث التلوث وسحب جميع قنينات الدفعات المعنية خلال 48 ساعة على المستوى الوطني، بالإضافة الى تدمير جميع قنينات الدفعات المعنية”، وأن الشركة “تعتبر أن حالة التلوث هذه لا تهم إلا دفعات محدودة من قنينات المياه المعدنية سيدي حرازم من حجم نصف لتر تم إنتاجها ما بين 26 غشت و 13 شتنبر الماضيين”، وأنه “رغم تشخيص ثلاث عينات فقط من هذه الدفعات على أنها غير موافقة لمعايير الجودة، فقد فضلت الشركة احتياطا إرجاع جميع الدفعات لتجنب تعريض المستهلكين لأي خطر”، مبرزا أن “المياه المتواجدة حاليا في الاسواق موافقة لمعايير السلامة بناء على التشخيص الذي أجري على آلة التعبئة، وبعدما تمت مراجعة تصميم جهاز التعبئة، كما تم تعزيز مراقبة الجودة من أجل تفادي أي احتمال لوقوع حادث مشابه”.
وأكد المصدر ذاته على أن “الحصة السوقية التي تستحوذ عليها شركة “صوطيرما”، التي تسوق مياه ” سيدي حرازم” و”عين سايس” أزيد من 17 في المائة، من السوق الوطني”، كاشفا أن “الشركة بدأ تسويق المياه المعدنية “سيدي حرازم” في سنة 1968 لتكون أول مياه معدنية تسوق في المغرب”، موضحا أن الشركة المصنعة تستغل ثقبا في منطقة سيدي حرازم يبلغ عمقه 100 متر في وسط طبيعي محمي بتضاريس جبلية، حيث يتم جلب المياه المعدنية من العين إلى الوحدة الصناعية لشركة “صوطيرما” التي تتواجد بمركز السخينات، عبر أنابيب فولاذية “، وأنه المراحل الصناعية التي تمر بها هذه المياه قبل الوصول إلى المستهلك “تنطلق من التعبأة في الوحدة الخاصة بشكل لا يترك مجالا لأي تلامس بين المياه المعدنية والهواء أو أي مادة أو رائحة أخرى، للحفاظ على الخصائص المعدنية والطبيعية التي تتميز بها هذه المياه”.