طنجة: محمد أبطاش
توفي دركي شاب ضمن كوكبة الدراجين التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بطنجة، عشية يوم الجمعة الماضي، إثر اصطدامه بسيارة لنقل عمال شركات بجماعة اكزناية بطنجة. وحسب بعض المصادر، فإن الدركي الشاب، الذي يبلغ من العمر 24 سنة، كان يسير فوق الدراجة التابعة للكوكبة بشكل اعتيادي، ولما حاول تجاوز السيارة المعنية، حيث كان في مهمة، اصطدمت به في ظروف غامضة، ما أدى إلى وفاته في الحين نتيجة قوة الاصطدام، ليتم فتح تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد ملابسات هذه الحادثة.
وخلفت الحادثة موجة حزن في أوساط مصالح الدرك الملكي بطنجة، خاصة وأن الهالك حديث الالتحاق بصفوف الدرك الملكي، ويكلف بمهام ذات صلة بمرافقة الوفود وتأمين الطرقات في بعض المناسبات، والحضور في بعض السدود القضائية للمراقبة والتفتيش وغيرها.
وأعادت هذه الحادثة ملف أسطول نقل العمال بشوارع طنجة، الذي بات يحصد الأرواح بشكل مهول، حيث أضحت الحوادث المرتبطة بهذا الأسطول تثير قلقا لدرجة أن وقت خروج عمال الشركات الاستثمارية يجعل حالة استنفار في الشوارع المحلية بسبب السرعة التي تتحرك بها هذه السيارات، فضلا عن أن بعض سائقيها من ذوي السوابق القضائية في ملفات جنحية وجنائية، وغالبا ما يترجلون لتعنيف المواطنين بشكل يثير القلق.
وتجوب نحو ألف حافلة لنقل العمال بالشركات الاستثمارية شوارع المدينة، وتسير في بعض الأحيان بسرعة جنونية، في ظل غياب قوانين زجرية لوضع حد لسقوط الأرواح بشكل دوري، كما تنشط هذه السيارات بكثافة في النقل السري على بعض الخطوط، وبعض الأحياء المجاورة، من قبيل بوخالف وبني مكادة وملابطا، إذ ما أن تنتهي فترة المداومة في نقل المستخدمين، حتى يستغل عدد من أصحاب هذه السيارات وقت الذروة المسائية قصد الاشتغال في النقل المزدوج، وهو الأمر الذي سبق لسائقي الأجرة أن نبهوا إلى خطورته على وضعهم الاقتصادي بالدرجة الأولى، إلى جانب سقوط الضحايا بشكل دوري.
وكانت مصادر محسوبة على تنسيقيات مهنية للسائقين طالبت بضرورة العمل على إيجاد حل لهذه المعضلة في ظل وجود تلاعبات حتى في الرخص الممنوحة أو مايعرف بـ«كوطا» النقل الموجه للشركات الاستثمارية.