شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

سيارات الملوك..من «الشيفروليه» إلى السيارة الهيدروجينية

قصة إهداء الحسن الثاني لأسطول سيارات لحكومة الجزائر

بقدر ما ينشغل المواطنون بسياسات زعمائهم وبأساليب حياتهم وطقوس حكمهم، فإنهم ينشغلون أيضا بسيارات ملوكهم ورؤسائهم الذين يفضل كل منهم نوعا من السيارات قد تختلف من شخصية لأخرى، لكنها تلتقي في مواصفاتها ومعايير انتقائها، خاصة معيار الأمان الذي يتصدر كل المعايير على أن يليه عامل الرفاهية والراحة، فضلا عن التميز، أي أن تكون الشركة المصنعة قد اكتفت بعينة بسيطة منها.
غالبا ما يركب أفراد العائلة الملكية في بريطانيا سيارات من نوع «ليموزين» طراز «بنتلي»، بل إن شركة للسيارات صممت سيارات خصيصا لإليزابيث الثانية في تحركاتها الخاصة والعامة.
لكن كثيرا من الزعماء يختارون سيارات صنعت في بلدانهم، على غرار فلاديمير بوتين، الذي دشن سيارته الليموزين الروسية، وكذا الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يركب «الوحش»، وهي سيارة رئاسية خاصة، من فصيلة ليموزين تتميز بكونها «تحفة تكنولوجية» و»قلعة دفاعية» حصينة، لتوفير الحماية القصوى للرئيس.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيفضل ركوب سيارات من صنع فرنسي، وفي آخر زيارة له للمغرب اختار ركوب سيارة تصنع من طرف شركة فرنسية في المغرب.
ويعتبر عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني أكثر القادة العرب عشقا للسيارات الكلاسيكية، خاصة «مرسيدس بنز»، وهي من مقتنيات والده الراحل الملك حسين بن طلال، ويملك العاهل الأردني متحفا للسيارات الملكية، المملوكة لملوك الأردن.
في تاريخ المغرب، لم تدخل السيارات القصر الملكي، إلا كلعبة للأمراء، إذ كان الملوك العلويون في بداية القرن الماضي وفقهاء البلاد كلها يرفضون وجود مثل تلك «المظاهر الأوروبية» في المغرب. لكن التطور التكنولوجي فرض على الملوك ركوب سيارات من الطراز الرفيع تماشيا مع مقام الحكام ومكانتهم الاعتبارية.

مقالات ذات صلة

الملك يدشن أول سيارة مغربية تعمل بالهيدروجين
شهد القصر الملكي بالرباط حدثا استثنائيا، حين ترأس الملك محمد السادس قبل أيام حفل تقديم نموذج سيارة من صنع مغربي تعمل بالهيدروجين قام بتطويرها مغربي، في إطار تعزيز علامة «صنع في المغرب»، وتدعيم مكانة المغرب كمنصة تنافسية لإنتاج السيارات عالية الجودة، وفق الرؤية المستنيرة بخصوص التنمية المستدامة وتعزيز الطاقات المتجددة، سيما في قطاع الهيدروجين الأخضر الواعد.
وكانت شركة «نيو موتورز» قد قامت بإحداث وحدة صناعية بعين عودة ضواحي الرباط، لتصنيع سيارات موجهة للسوق المحلية وللتصدير، بغلاف مالي استثماري فاق 156 مليون درهم.
ولم يفوت ملك البلاد الفرصة، دون توشيح الكفاءات التي ساهمت في هذا المشروع الرائد الذي يضع المغرب في صلب الدينامية المتجددة، على المستوى العالمي، ويساهم في تطوير أشكال جديدة للنقل تجمع بين النجاعة واحترام البيئة، حيث وشح العاهل المغربي كلا من نسيم بلخياط، المؤسس المدير العام لشركة «نيو موتورز»، وفوزي النجاح، المؤسس المدير لشركة «نامكس»، بوسام الكفاءة الفكرية من درجة قائد.
وتمكن المهاجر المغربي ورجل الأعمال، فوزي النجاح، ابن مدينة الرشيدية، من اختراع أول سيارة رباعية الدفع تعمل جزئيا بنظام خزان الهيدروجين القابل للإزالة الحاصل على براءة اختراع، وهي بإيطاليا صاحبة التصميم التاريخي، ويمكن لها أن تعمل لمسافة تصل إلى 800 كيلومتر، ومن المقرر إطلاقها في عام 2025، كما تعتبر من السيارات الهجينة والصديقة للبيئة.
كما أنه سيتم تسويقها في نسختين مختلفتين، بما في ذلك الدفع بالعجلات الخلفية للمبتدئين بسرعة قصوى منظمة تبلغ 200 كم في الساعة، أو دفع رباعي مع سرعة قصوى منظمة تبلغ 250 كم في الساعة، وسيتراوح سعر الإصدارين بين 65000 و95000 أورو (حوالي 65 و95 مليون سنتيم).
وإذا كانت عملية إعادة الشحن في السيارات الكهربائية تأخذ وقتا طويلا في العادة، وقد تستمر ساعات إذا تمت عملية الشحن في المنزل، وحوالي 40 دقيقة في أفضل الأحوال في محطات الشحن على الطرقات، فالسيارات الهيدروجينية لا تعاني هذا المشكل، إذ إن مدة الشحن لا تزيد عن خمس دقائق فقط.
من جانبه، قال وسيم بلخياط، المؤسس المدير لشركة «نيو موتورز»، إن السيارة المغربية، التي جرى تقديمها ستكون متاحة في السوق ابتداء من شهر يوليوز المقبل بسعر يتراوح ما بين 170 ألف درهم و190 ألف درهم، مبرزا أن السيارة تعمل بالبنزين من فئة «كروس أوفر» صالحة للمناطق القروية والجبلية، وستوجه بالأساس إلى السوق المغربية وفي ما بعد إلى السوقين الإفريقية والأوروبية، على أن يتم في مرحلة مقبلة إصدار نسخة رباعية الدفع بمحرك كهربائي، مشيرا إلى أن المصنع الذي أنتجها متوفر منذ سنة 2021، وقال إن النسخة التي تم تقديمها أمام الملك محمد السادس قابلة للتسليم، وهي عبارة عن نسخة نهائية حصلت على جميع المصادقات، واجتازت جميع التجارب المطلوبة في الخارج.

محمد السادس يعشق السيارات الرياضية
قالت مجلة «أفريك» الفرنسية إن الملك محمد السادس اهتم، ومنذ ريعان شبابه، بسيارات السباق والسيارات الفارهة، والتي بعضها من طراز كلاسيكي موروثة عن والده وجده، وبعضها اشتراه الملك أيام كان وليا للعهد، وبعضها أهدي له من طرف أصدقائه وبعض الشخصيات في مناسبات مختلفة خاصة في أعياد ميلاده.
وأضافت المجلة أن سيارة «رولز رويس» من نوع «كامارغو»، كانت تستهوي والده الحسن الثاني، ولقد ورثها عنه قبل أن تباع في مزاد. وخلافا لوالده، دأب الملك محمد السادس على محاولة التخلص من حراسه عندما يقود سيارته بنفسه سواء بالعاصمة الرباط أو خارجها، بل إن العاهل المغربي يختلف عن أسلافه في اختيار نوعية السيارات، إذ يفضل السيارات الرياضية. لكن الأمر لا يتعلق بسيارات سباقات السرعة كما يتهيأ للمرء، لسبب بسيط هو أن الملك يفضل السيارات الرياضية المريحة. لذلك لا نراه يقود سيارات «البورش» أو «فيراري» أو «مازيراتي» إلا نادراً جدا.
كان المهندس الميكانيكي جلبير كوزو، هو مستشار الملك في مجال السيارات منذ عهد الحسن الثاني، وفي السنوات الأخيرة، من عمر العاهل الراحل سنة 1999، أشرف المهندس الفرنسي بأوامر من الملك آنذاك على تصنيع سيارة فاخرة ذات مظهر كلاسيكي حديث، مصنعة من مواد ذات مقاومة كبيرة، ومجهزة بأحدث المعدات، وبمحرك قوي، اختار لها الحسن الثاني اسم «منارة»، في إشارة إلى الموقع التاريخي الشهير «المنارة» بمدينة مراكش، هي نموذج مُتفرِّد عبر العالم، صمَّمها الملك الراحل وركبها محمد السادس.
واعتاد المواطنون المغاربة على رؤية ملك البلاد يقود سيارته المفضلة «ميرسيدس سبور» رمادية اللون، بكورنيش الدار البيضاء أو أحياء الرباط وسلا وفاس وطنجة وغيرها من المدن، بجانبه ولي العهد الذي ورث عن والده عشق اقتناء السيارات وقيادتها.
ولكن الملك معروف بولعه بالسيارات التاريخية، لذا أهداه الرئيس التشيكي «ميلوس زيمان» سيارات عتيقة يملكها القصر الرئاسي التشيكي، خلال زيارة قام بها العاهل المغربي لهذا البلد سنة 2016. ونشرت الصحف التشيكية صوراً للملك رفقة الرئيس التشيكي وهو يعاين السيارات العتيقة، وهو المعروف بولعه بالسيارات والتاريخية خصوصاً.

سيارة صيد الصقور للملك الحسن الثاني
كشف موقع «أوطو سكوت 24» الألماني عن عرض سيارة في المزاد العلني تعود للعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، كان يستخدمها في رحلات الصيد في أواخر سبعينات القرن الماضي، وهي من نوع «رولز رويس» كان الملك قد انتدب مهندسا ميكانيكيا إيطاليا لتعديلها حتى تتلاءم ومهام الصيد البري في المناطق الصحراوية، ورغم هذه الخاصية إلا أن عدادها يشير إلى أنها لم تقطع سوى 36 ألف كيلومتر.
ووصف الموقع الألماني السيارة بـ «الفريدة من نوعها»، مؤكدا أن مهندسا إيطاليا أدخل تحسينات عليها لتلائم عمليات الصيد بالصقور، كالزجاج الأمامي القابل للطي ومزايا أخرى لتناسب حياة الملوك، كما نشرت صحيفة «ذا صن» البريطانية تقريرا عن السيارة، تحدثت فيه عن مزاياها الفريدة، وكان سعرها قد قارب 245 ألف دولار أمريكي.
وعرف الملك المغربي الراحل بعشقه للسيارات، إذ كان يملك أسطولا من السيارات الكلاسيكية والحديثة، وفق وسائل إعلام مغربية وأجنبية. كما تلقى الملك بعدها سيارة فاخرة بدون أبواب ومع زجاج أمامي قابل للطي، بعد تعديلها من قبل مصمم السيارات الإيطالي الشهير فرانكو سبارو، في ورشته السويسرية، حيث خضعت لتعديلات خاصة لتلائم احتياجات الملك الراحل الحسن الثاني الذي استعملها آنذاك لممارسة هوايته في صيد الصقور.
من جهة أخرى، أشارت جريدة «لوبوان» الفرنسية إلى عرض ملفت للنظر من شركة «سيتروين» الفرنسية، في أحد معارضها للسيارات التاريخية، عبارة عن سيارة كانت في ملكية الملك الراحل الحسن الثاني والتي كان مواظبا على ركوبها، حسب ما أوردته الصحيفة، التي أفادت بأن السيارة هي من تصميم خاص للملك الحسن الثاني، سنة 1970، وكان يملكها أيضا كل من العداء الإثيوبي الشهير هايلي جيبرسي لاسي، ونجم الكرة الهولندية يوهان كرويف، ونجوم آخرين في السينما والسياسة، وهي السيارة التي شهدت معه انقلاب الصخيرات.
يشار إلى أن الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه اعتاد ركوب سيارات من تصميمه الخاص، كانت تشرف على صناعتها شركات فرنسية وأمريكية متخصصة، وما زال البعض منها يواظب على ركوبه الملك محمد السادس.

سيارات فخمة.. هدايا الحسن الثاني لكبار ضيوفه
امتلك العندليب الأسمر، عبد الحليم حافظ، عددا من السيارات الرائعة والنادرة للغاية، من بينها سيارة حصل عليها كهدية من الملك الراحل الحسن الثاني، وهي من نوع فيات 130 موديل 1969، والتي كانت تملك محرك سعة 3200 سي سي بناقل حركة أتوماتيكي لونها فضي. ورغم أن نوعية السيارة لا تغري اليوم هواة ركوب السيارات، إلا أن هذه السيارة الإيطالية كان يوجد منها أربع نسخ فقط في مصر، واحدة عند الرئيس السادات وواحدة عند صاحب توكيل شركة «فيات»، وأخرى عند السفير البريطاني، أما الرابعة فكانت بحوزة العندليب الأسمر كانت هدية من ملك المغرب.
وسبق للملك الحسن الثاني أن أهدى لمدرب المنتخب الوطني عبد الله بليندة سيارة فخمة من نوع «فولفو» عقب تأهل المنتخب المغربي لمونديال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994، إذ حجت أفواج الجماهير إلى فندق في المحمدية لتحية عناصر المنتخب المغربي وابن تواركة بليندة وهي تتهامس وتنظر بذهول إلى سيارة المدرب الفخمة.
وفي مذكراته، تحدث عبد الله غرنيط حفيد الوزير المؤرخ محمد غرنيط صاحب كتاب: «فواصل الجمان»، عن هدية من الحسن الثاني عبارة عن سيارة أمريكية كبيرة طويلة، فسأل غرنيط وماذا أعمل بها فأجابه الحسن الثاني: ليركب معك فيها أولادك الإثني عشر، ما يؤكد عمق الصداقة التي كانت تجمع بين الرجلين.
في نهاية الستينات، شاءت الأقدار أن يتلقى الحلاق اليهودي شريكي باروخ دعوة للالتحاق بمقر الإقامة الصيفية للأمير مولاي عبد الله بالمحمدية، من أجل حلق رأسه، وهو ما استجاب له باروخ على الفور، حيث نسج أول علاقة مهنية مع الأمير، بل إن الأقدار شاءت أن شقيق الملك الحسن الثاني ذهب إلى صالون اليهودي بالدار البيضاء، بعد أن «دهش من كون الحلاق الشهير يتحدث بالعربية المغربية والدارجة بطلاقة».
في الخامسة والعشرين من عمره، قرر باروخ مغادرة الدار البيضاء نحو الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تلقى عرضا للاشتغال كحلاق في مدينة السينما هوليود، وهو ما أكدته صفحة «إسرائيل تتكلم العربية» التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، التي أضافت أن شريكي «تلقى من الأمير عبد الله دعوة لحضور حفل عيد ميلاد الملك الحسن الثاني، فلبى الدعوة، وهناك تعرف على الملك.
بتوصية من الأمير، تلقى باروخ دعوة للالتحاق بالقصر الملكي من أجل حلق رأسه ودقنه. وحسب المصادر، فإن الحلاق شعر بانفعال شديد وانتابته نوبة ارتباك قبل أن يتجاوزها بدعم من الملك، وقيل إن يدي الحلاق كانتا ترتعشان من شدة رعب البداية، لكنه «دهش لكرم الملك البالغ وسخائه، حيث قدم له قطعا ذهبية أجرة عمله، باعتبار أن هذه المرة الأولى التي يحلق فيها للملك».
هاجر شريكي بعدها إلى الولايات المتحدة لاستئناف عمله، في المجال السينمائي، وبعد ثلاثة شهور سيتلقى عرضا من القصر ليكون حلاق الملك الشخصي فلبى الطلب. وحسب موقع «ماينت»، فإن العلاقة مع الحسن الثاني لم تقتصر على الجانب المهني، بل «تطورت شيئا فشيئا، حيث كنت ألعب الغولف مع الملك وأرافق حاشيته عند خروجه للصيد وكنت أتمتع بامتيازات عديدة»، يقول شريكي في تصريحاته.
ومن الحكايات التي ارتبطت بهذا الحلاق أنه عند اقتراب موعد زواجه تقدم بملتمس إلى الديوان الملكي، حيث طلب باروخ أن يستخدم سيارة المرسيدس الملكية، لتقل العروسين إلى مكان الحفل، فوافق الحسن الثاني على الملتمس، وعندما أعاد شريكي السيارة، جزاه الملك بإهدائها له، أمام استغراب العريس.

مستشار محمد الخامس في مجال السيارات أول من أوصاه بركوب «شيفروليه»
بدأت علاقة أبراهام إسرائيل بالسلطان محمد الخامس مباشرة بعد انتهاء مؤتمر أنفا في يناير 1943، حيث توجه إلى القصر رفقة أفراد الطائفة اليهودية لتهنئته على موقفه من قضية اليهود، خاصة حينما رفض طلبا تقدمت به حكومة «فيشي» الفرنسية يقضي بتسليم المغاربة اليهود لفرنسا، لكن السلطان تصدى للطلب وقال عبارته الشهيرة: «لا يوجد يهود هنا.. فقط مواطنون مغاربة».
أثنى موفدو الطائفة اليهودية على مواقف السلطان وحمايته لمبدأ التعايش بين الأديان، وشكروه على موقفه الواضح في قمة سياسية بحضور الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت والرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول، ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، والجنرال الفرنسي هنري جيرو، وولي عهده مولاي الحسن.
توطدت العلاقة بين أبراهام ومحمد الخامس، خاصة بعد محنة السلطان مع المقيم العام كيوم، وخلال فترة نفيه إلى كورسيكا ومدغشقر ظل خيط الود قائما بين الرجلين، بل إن أبراهام كان يراسل باستمرار السلطان المنفي ويخفف عنه تبعات النفي برسائل تنقل تضامن اليهود المغاربة مع محمد الخامس.
مباشرة بعد انتهاء فترة النفي، توقف محمد الخامس وأسرته في باريس، قبل السفر إلى المغرب، وخلال إقامته بقصر سان جيرمان أون لي، زاره أبراهام رفقة زوجته وابنه دافيد وكانوا أول المهنئين بحصول المغرب على الاستقلال.
ولأن أبراهام قد شغل منصب مدير لشركة «جنيرال موتورز» الأمريكية، فقد اقترب أكثر من السلطان وأصبح ممون القصر الملكي بالسيارات، حيث كان يوجد مقر الشركة في مدينة طنجة، وهو من أوصى الملك باقتناء سيارات «بويك»، بل إن محمد الخامس تنقل شخصيا إلى مدينة طنجة والتقى أبراهام في ميناء طنجة حيث تسلم السيارة.
يقول إيستر غولدبيرغ نجل أبراهام إنه عثر في ألبوم صور العائلة، على عدد كبير من الصور التي جمعت والده بمحمد الخامس ليس فقط في المغرب، بل في دول عديدة، مشيرا إلى أن مجرد النظر إليها يدفعه إلى البكاء.
خلال فترة إشرافه على حظيرة السيارات الملكية، ظلت شركة «جينيرال موتورز» التي تأسست سنة 1908، تسيطر على معاملات القصر في مجال السيارات، وغدت «بويك» سيارة الملوك والأمراء بامتياز، وهو الامتياز الذي استمر إلى ما بعد رحيل محمد الخامس مع وارث سره الحسن الثاني، رغم أن أبراهام كان يفضل ركوب سيارة «كادياك».
حققت الشركة الأمريكية أرباحا كثيرة وأضحت في عهد أبراهام واحدة من أكبر الإمبراطوريات المالية في قطاع السيارات في المغرب، قبل أن تنتقل إلى قطاعات أخرى كالتأمين والتمويل التجاري.
في 6 شتنبر 1964، توفي أبراهام في مدينة طنجة، بعد مرض عضال ألم به، حيث دفن بتوصية منه في مدينة البوغاز، وقام ممثل حكومي بتعزية أفراد أسرته بتعليمات من الحسن الثاني الذي كان صديق ابنه دافيد.

الحسن الثاني يهدي 23 سيارة لحكومة بن بلة
في أول زيارة للملك الحسن الثاني إلى الجزائر، عقب حصولها على الاستقلال، وتحديدا في مارس 1963، تم تأويل مساعدة المغرب للبلد حديث الاستقلال على نحو آخر، إذ روى عبد الهادي بوطالب في حوارات «نصف قرن تحت مجهر السياسة»، خص بها صحيفة «الشرق الأوسط» قبل رحيله، تفاصيل الاجتماع والأجواء الباردة التي ميزته وانقباض الرئيس بن بلة، رغم أن هذا الأخير هو من وجه الدعوة إلى الملك الذي كان قد أعلن عن زيارة وشيكة إلى الولايات المتحدة تلبية لدعوة الرئيس الأمريكي، لكنه أخرها وأعطى الأسبقية لزيارة الجزائر.
يقول بوطالب: «رافقته بوصفي وزير الإعلام والشباب والرياضة. وأتاحت لي هذه المرافقة أن أتعرف على الجزائر لأول مرة. أعد الملك الحسن الثاني كل ما يلزم لتعكس زيارته مشاعر المودة والأخوة والتعاطف المتأصلة بين شعبي المغرب والجزائر، وحرص على أن يحس القادة الجزائريون بدفء حرارة العواطف المخلصة التي يكنها لهم ملك المغرب، ففجر منها شحنات دافقة بالعطف، وأطلق للإعراب عنها يده سخية مِعطاءة حيث حمل معه متنوع الهدايا، وكان من بينها 23 سيارة مرسيدس من النوع الكبير جاءت من مصانعها بألمانيا إلى المغرب ليلة الزيارة، فوضعها في خدمة الوزراء الجزائريين الثلاثة والعشرين الذين كانوا يشكلون حكومة بن بلة».
تقبل الرئيس الجزائري الهدية على مضض، «لم يضحك بنبلة قط ولا ابتسم، إلا مرة واحدة خلال لقاء لم يحضره الملك الحسن الثاني تحلَق فيه حوله الوفد المغربي والوفد الجزائري في جلسة استراحة واسترخاء، حين بادر عبد الكريم الخطيب وزير الدولة في الشؤون الإفريقية، الذي رافق الملك إلى ارتجال نكتة حين قال: «ألا تفكرون فخامة الرئيس في إدخال تعديل على حكومتكم أعتبره منطقيا، إذ به تضعون الرجل الصالح في المكان الصالح، فتسندون وزارة تربية المواشي إلى الوزير بومعزة، ووزارة التموين إلى الوزير بوخبزة، وتضعون الوزير بومنجل في وزارة الفلاحة، والوزير بوتفليقة على رأس الأمن. وكانوا جميعهم على رأس وزارات أخرى. فتوزعت مشاعر الرئيس، بين كبح الغضب وفهم بلاغة النكتة، فاحمر وجهه، وتزحزحت شفتاه في مشروع ابتسامة لم تقو على شق طريقها».
سيارة «بوغاتي بيبي» أول سيارة يركبها الحسن الثاني

بدأت علاقة القصر بعالم السيارات من خلال شركة «بوغاتي» الفرنسية، التي تأسست سنة 1909 على يد الإيطالي إيتور بوغاتي، الذي سميت الشركة باسمه، وكان مقرها في مدينة مولشيم التي تقع في شمال فرنسا، وتخصصت في صناعة السيارات أولا قبل أن توسع نطاق نشاطها ليشمل بعض قطع الطائرات.
لكن الحرب العالمية الثانية ضربت أحلام شركة «إيتور»، بسبب أزمة اقتصادية حادة جعلتها تنتج آخر طراز لها في تلك الفترة في عام 1950، لتغادر عالم السيارات مؤقتا ثم تعود إليه بإنتاج سيارات فارهة عالية الجودة.
خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 1926 و1936، صنعت شركة «بوغاتي»، حوالي 500 نسخة من سيارة كهربائية رياضية للأطفال أطلق عليها اسم «بوغاتي 52» كما تسمى أيضا بـ «بوغاتي بيبي»، أي لفئة الصغار. وجاءت الفكرة من إيتور بوغاتي ليقدم هدية لابنه المدلل رولاند، قبل أن يحصل الأمير مولاي الحسن على نسخة منها، ما يؤكد ولع ولي العهد منذ صغره بالسيارات وإصراره على أن يكون سائقا لها، علما أنه ركبها وعمره خمس سنوات وظل يطوف بها في ساحة القصر بشكل يومي أمام عيون المشرفين على تربيته.
كان لبوغاتي، مصمم هذه السيارة، ابنا يافعا يدعى جان، هذا الأخير تحول إلى مصمم للسيارات المصغرة التي توجد بين مرتبة اللعب وسيارات السباقات. لكن الإبن الأصغر رولاند كان حقل تجارب لكل الإصدارات، ما زاد الإقبال على هذا النوع من السيارات خاصة من طرف رؤساء الدول وزعمائها، سيما وأن بوغاتي كان يحرص على تقديم نسخة من السيارة إلى أمراء صغار صاروا في ما بعد ملوكا، من بينهم الأمير بودوان البلجيكي والأمير مولاي الحسن قبل أن يصبح ملك المغرب.
وحسب موقع «رويياك» فإن «الأمير الشاب الملك الحسن بن محمد، حصل على نسخة من «بوغاتي 52 بيبي»، خلال زيارة والده محمد الخامس لمصانع «مولشيم»، وأشار إلى أنه حتى الأمير بودوان شوهد وهو يحصل على نفس السيارة في نفس الوقت. وتم التقاط صورة للأمير الحسن وهو يركب السيارة الصغيرة خلال الزيارة المذكورة.
حتى وهي صغيرة الشكل، فإن سرعتها كانت تصل إلى 18 كيلومترا في الساعة، فيما كان سعرها يقارب 100 دولار في تلك الفترة قبل أن تباع اليوم في المزادات العلنية بما لا يقل عن 80 ألف دولار.
ولم تكن سيارة «بوغاتي بيبي» النوع الوحيد المفضل لدى الملك الحسن الثاني، من خلال ما تظهره صورة تعود للثلاثينيات، حيث يظهر الأمير الصغير رفقة والده محمد الخامس وهو يركب سيارة «يوريكا» صغيرة على غرار والده، حسب ما أورده موقع «فرانس تيفي أنفو»، لكن حين كبر الأمير الحسن كبر معه ولعه بالسيارات، إلى درجة أنه طلب من جيلبيرت غوزو، صاحب شركة السيارات ومستشاره الخاص في هذا المجال، صنع سيارة مشابهة لبوغاتي لأبنائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى