في خضم الانشغال الشعبي العارم، بتتبع مباريات كأس العالم التي تدور أطوراها بقطر، لا حديث إلا عن الشاشات العملاقة لتتبع مباريات المنتخب المغربي لكرة القدم، الذي يرسم أعظم ملحمة كروية في تاريخ المشاركات العربية والإفريقية.
تعاظم اهتمام المغاربة بتتبع مباريات المنتخب الوطني بالمقاهي والساحات الكبرى، وسعي عدد من الجمعيات، والهيئات المهنية، والمصالح والقطاعات الحكومية والمجالس الجماعية إلى تمكين المواطنين من تتبع المونديال ومباريات «الأسود» تحديدا، في فضاءات مفتوحة، وبحضور أعداد كبيرة، فرض تدبر الشاشات العملاقة بأي ثمن، وأينما وجدت.
وتلقت المحلات التجارية الإلكترونية العملاقة بالدار البيضاء، والرباط، وطنجة ومراكش وفاس، طلبات كثيرة لاقتناء وكراء شاشات عملاقة، مباشرة بعد تأهل المنتخب المغربي إلى دور ثمن النهائي.
وإذا كانت بعض المحلات بالبيضاء استجابت لطلبات محدودة، وبأثمنة مرتفعة، فإن معظم الطلبيات لم تلب، الأمر الذي فرض على الجهات التي تطارد هذه العملة النادرة اللجوء إلى الكراء.
ارتفاع الطلب مقابل ندرة العرض، رفع أسعار الكراء التي وصلت الى مبالغ فلكية تناهز 7 آلاف درهم لليوم الواحد، إضافة إلى مصاريف نقلها من الجهة المكترية إلى الوجهة المطلوبة، قبل أن يرتفع ثمن كرائها مع تأهل «الأسود» إلى نصف نهائي كأس العالم إلى مليون سنتيم لليوم الواحد.
وتشير مصادر «الأخبار» إلى أن إحدى الجمعيات نواحي بني ملال اكترت هذه الشاشة العملاقة بـ7 آلاف درهم من أحد المحلات التجارية بالرباط، إضافة إلى كلفة نقلها التي بلغت 12 ألف درهم، وأجر التقني المكلف بتشغيلها وحراستها.
كما لجأت بعض الجمعيات إلى طلب دعم العمالات والمنتخبين، لتوفير شاشات بالساحات العمومية، لتوفير فضاءات ممتعة لمشاهدة مباريات المنتخب الوطني، إما بوازع المتعة الجماعية، أو تعذر مشاهدة هذه المباريات بسبب بثها على باقات وقنوات تلفزيونية حصرية، ما يدفع الجمعيات إلى محاولة توفير خلق أجواء احتفالية ببعد وطني يليق بتألق «الأسود».
وارتباطا بالمونديال، كانت أثمنة الأقمصة المغربية والأعلام الوطنية قد استعرت بشكل لافت، بعد أن تضاعفت تقريبا، مع تقدم المنتخب المغربي في الأدوار النهائية، حيث بات ثمن القميص العادي خلال مباريات الربع والنصف حوالي 200 درهم، في الوقت الذي لم يكن يتجاوز ثمنه 90 درهما خلال مباريات دور المجموعات، فيما بلغ ثمن أقمصة المنتخب الوطني من النوع الجيد حوالي 800 درهم.