سندريلا
هي
كنت، من يومي أميرة، اعتليت عرش الذكور في عائلتي، وهبوني الدلال والغنج، امتلأ بيتنا الكبير بالخدم والتحف، وكان لي ما أريده من مباهج ومتع الحياة. وفي إحدى الحفلات التي كان ينظمها أبي كنت أنت من بين الحضور، وسلبت عقلك كما أفعل بعقول كل الرجال.. لقد كنت فاتنة بشهادة الجميع، وكانت شهادتك عندي الأهم، أحببتك لدرجة لم أهتم فيها بمن تكون، وحقيقة كنت شخصا محترما ذا علم ومنصب، لكنك كنت من وسط متوسط. الحب بيننا لم يمهلنا فرصة للتفكير فتزوجنا لنرضي قلبينا، ووجدت نفسي في شقتك الصغيرة الضيقة، وكان علي أن أتظاهر بالسعادة حتى لا أرى الشماتة في عيون من تمنوني ولم يحصلوا علي.. نعم لم أكن سعيدة معك ولا راضية بوضعي، لم تكن هداياك كهدايا أبي ولم تكن تأخذني في الأسفار إلى تلك الفنادق التي تعودت ارتيادها. لم أكن أعامل كما أستحق، وكان أهلك يفتقرون إلى اللباقة والرقي، زياراتهم كانت دون موعد وكانوا يسمحون لأنفسهم بالتدخل في أمورنا الشخصية.. كنت تكره أن يعرفوا أنني أدخن وأشرب الخمر وكنت أكره أن أعيش بوجهين ولم أتعود في حياتي أن أسير على تعليمات أحد، لذا لم أكابر للإبقاء على هذا الزواج ولم أضيع المزيد من وقتي معك إذ كان علي أن أعود إلى عالمي..
هو
كما الحلم كان لقاؤنا، وعلى نغمات الحفل عزف قلبي حبا، وقعت في غرامك وسحرني جمالك. كنتِ محط الأنظار بشعرك الذهبي وفستانك الحريري وحذائك اللامع، وكأنك انبعثت سندريلا حقيقية، وكنت صاحية حين قبلتك، ولكم غبطت نفسي حين صرت ملكي وأقفلت باب شقتي علينا.. وكم كنت تذوبين عشقا في حضني، وكم انتظرتِ بلهفة مجيئي، ولكم اقتحمت باطني بنظراتك الملتهبة ولكم أحرقنا الشوق ولكم أذبنا جليد الانتظار ورقصنا على نغمات العشق.. ولم أكن أحسب أن حبك لي شمعة سوف تخبو يوما وستذوب وتنتهي، وأن الحظ سيكون بخيلا معي ويختزل سعادة عمري في أيامي القليلة معك.. وما أقسى القدر الذي يهب ويحرم، ولكم عزت علي نفسي وأنا أكتشف أنها كانت مجرد نزوة عندك، وأنني كنت مثل أي شيء تحصلين عليه وتملين منه. وكنت من غبائي قد صدقتك وأوهمت نفسي أنني أهم شيء عندك، بينما كنت فقط شيئا من أشيائك سرعان ما بليت من استخدامك وما عدت كما كنت قبل أن أعرفك.. أعرف أنني الآن أحدث نفسي بعيدا عنك، وأنت الآن مسترخية تحت يدي مدلكتك، لكنني حقا حزين لنهاية القصة ولعودة الأميرة إلى القصر ولبقاء الضفدع في النهر لوحده..