محمد اليوبي:
أصبح الحصول على موعد لدفع ملف تأشيرة «شينغن» من سابع المستحيلات، بسبب سيطرة «سماسرة» على النظام المعلوماتي المعتمد من طرف المراكز المكلفة بتلقي طلبات التأشيرة، كما أن العديد من المواطنين وجدوا أنفسهم عرضة للابتزاز والنصب والاحتيال.
وحسب معطيات حصلت عليها «الأخبار»، فإن شبكة من السماسرة ينشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقومون بحجز كل المواعد التي تطلقها المراكز المعتمدة من طرف الدول الخاضعة لنظام تأشيرة «شينغن»، ثم يعيدون بيع هذه المواعد بمبالغ مالية للراغبين في الحصول على التأشيرة. والمثير في الأمر أن هذه المراكز تفتح حجز المواعد في أوقات متأخرة من الليل، ويتم حجزها بالكامل في وقت وجيز، ما يثير الشكوك حول وجود اختراق للنظام المعلوماتي المعتمد من طرف هذه المراكز، أو وجود شبهة تواطؤ من طرف العاملين بهذه المراكز مع شبكة «السماسرة».
وتوصلت قنصليات الدول المعنية بعدة شكايات في الموضوع من طرف مواطنين مغاربة تعرضوا للنصب والاحتيال دون حصولهم على المواعد، كما أن آخرين ظلوا عدة شهور ينتظرون الحصول على موعد دون أن يتمكنوا من ذلك، من بينهم طلبة ورجال أعمال، ليخضعوا في الأخير للابتزاز من طرف «السماسرة»، الذين يحصلون على المواعد بطريقة سهلة، ما يثير الكثير من الريبة والشك.
وعلاقة بالموضوع، تمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن فاس، يوم الاثنين الماضي، من إيقاف سبعة أشخاص، ثلاثة منهم من ذوي السوابق القضائية، وذلك للاشتباه في تورطهم في قضية تتعلق بالنصب والاحتيال.
ويتحدد الأسلوب الإجرامي المتبع من طرف المشتبه فيهم في استهداف الراغبين في الحصول على تأشيرات «شينغن»، والذين يتم رصدهم بمحيط شركة مناولة متخصصة في معالجة ملفات التأشيرات، حيث يوهمونهم بضرورة الحصول على رمز محدد مقابل مبلغ مالي قدره 700 درهم لقبول طلباتهم، والذي يتم تحصيله بطريقة احتيالية.
وأسفرت عملية التفتيش المنجزة بداخل محل تجاري يستغله المشتبه فيهم بمدينة فاس عن حجز نسخ من جوازات سفر في اسم الغير وطلبات للتجمع العائلي واستمارات للشركة المناولة المكلفة بحجز المواعد، وهي الوثائق التي يشتبه في ارتباطها بأفعال النصب والاحتيال.
وتم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم السبعة تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة للمعنيين بالأمر.