طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة بأن سلطات مدينة طنجة عملت على توقيف أشغال باتت تحجب المنظر البانورامي للمدينة العتيقة والمطل على المحيط المحلي، ناهيك عن بقية البنايات العتيقة، حيث قامت بوقف جميع الأشغال التي كان يقوم بها أحد الأجانب، وتحرك على إثرها عدد من النشطاء بالمدينة العتيقة عبر حملة على المنصات التواصلية للمطالبة بوقف هذه الأشغال، وهو ما جعل السلطات تتدخل في وقت لاحق من أول أمس الأربعاء، لوقف هذه الأشغال، مع فتح تحقيق بخصوص ظروف استصدار رخصة للإصلاح، سرعان ما تحولت إلى رخصة لتشييد طوابق جديدة.
وكانت بعض المصادر قد كشفت أن المدينة العتيقة تتعرض لتشويه شبه ممنهج، بسبب غياب الرقابة، ناهيك عن كون المشهد الحضري للمدينة العتيقة لطنجة بات يعرف تحولا وصف بالمقلق، ويتمثل في ظهور بنايات عشوائية تحجب المناظر البانورامية التي تعد من أبرز معالم المدينة الجمالية والثقافية. وحسب بعض المصادر، فإن البناية المذكورة آنفا تقع في جنان قبطان، حيث تشير المعطيات إلى أن التصميم الحالي للبناية تجاوز الحدود التي كان يُفترض أن تلتزم بها، ووفقا للتصميم المعدل، فإن المناظر التي اعتاد زوار جنان قبطان الاستمتاع بها ستصبح محجوبة تماما من جانبي البناية، فيما ستبقى الرؤية متاحة فقط من فتحة ضيقة عند مدخل باب العصا. وأكدت المصادر نفسها أن هذا التغيير أثار استياء واسعا بين سكان المدينة وزوارها، الذين يعتبرون هذه المناظر رأسمالا ثقافيا وسياحيا للمدينة العتيقة، خاصة وأن التصميم الأصلي للبناية خضع لتعديلات، وتم اعتماد تصميم جديد أدى إلى تفاقم الوضع، كما أن البناء تجاوز الحد الذي كان قائما عندما كانت البناية في ملكية سيدة إسبانية تدعى كارمينا، مما يظهر غياب الرقابة الصارمة على مشاريع الترميم والبناء في المناطق الحساسة تاريخيا، حسب المصادر ذاتها.
وسبق أن طالب نشطاء بالمدينة العتيقة والي الجهة بالتدخل لوقف ما وصفوه بهذا العبث، على غرار تدخل سابق لإعادة الأمور إلى نصابها خلال قضية هدم متحف ابن بطوطة، مع ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الوضع، ومن ضمنها ما وُصف بالعبث الذي لحق بالمعالم والمآثر التاريخية بالمدينة العتيقة، خصوصا فندق دار الدباغ الذي يعتبر من أبرز المعالم التراثية في المنطقة، ناهيك عن التشويه الكبير الذي طال المناظر الجميلة للمدينة، بسبب اللوحات الإشهارية الكبيرة، خاصة في منطقة «دروج ميريكان» التي تعد من الوجهات الرئيسية للزوار والسياح.