قامت السلطات المحلية لمدينة طنجة، أول أمس السبت، تحت إشراف مباشر وبتعليمات ولائية، بهدم العشرات من البنايات التي نمت أخيرا كالفطر في ظروف غامضة بمنطقة السانية، دون توفر أصحابها على أية وثائق أو رخص في هذا الإطار.
وحسب بعض المصادر، فإن السلطات، التي كانت مدعومة بالقوات العمومية وجرافات، قامت بهدم هذه البنايات وتحرير محاضر قانونية للمالكين، بغية إحالة الملف على النيابة العامة للكشف عن جميع ظروف هذه البنايات التي ظهرت أخيرا، وكانت موضوع تقارير وضعت أمام والي الجهة، الذي أمر بهدمها وتشكيل لجنة خاصة لتتبع مخرجات عملية الهدم بغرض إحالة الملف على العدالة لتقول كلمتها في الموضوع، والكشف أيضا عن الظروف المحيطة بهذا الملف، في حال وجود شبكات «تبيع الوهم» للسكان، أو تداول وثائق مزيفة في هذا الشأن على أنها صادرة عن السلطات العمومية والمجالس المنتخبة.
وقامت السلطات أخيرا، بالموازاة مع ذلك، بحملة مماثلة ضد البناء العشوائي بمنطقتي الهرارش والشجيرات، بعدما ظهرت العشرات من المباني في ظروف غامضة، بعضها خلال فترة انشغال الجميع بمباريات كأس العام. واستبقت السلطات عملية الهدم بتصفية شاملة لملفات سلالية لقطع الطريق أمام المتربصين بالعقارات المحلية، على اعتبار أن المناطق المذكورة تعتبر الأقرب للمدار الحضري للبوغاز، وبالتالي أصبحت العقارات تزحف نحوها.
وتوصلت السلطات الولائية بتقارير ميدانية من لدن مصالحها الإدارية المحلية، والتي تكشف بعض الهفوات التي يستغلها بعض المتلاعبين طيلة العقود الماضية، ووصل الأمر لتشييد عقارات فوق الأودية. وقامت هذه السلطات بتصفية شاملة، بناء على هذه التقارير التي وضعت أمامها، كما توصلت بها، أيضا، مصالح إدارة المياه والغابات، حيث تم العمل على الفصل في النزاعات بين السلاليين، وتحديد الملك الغابوي بشكل صارم لقطع الطريق أمام المتربصين بالعقارات المحلية. وتبين للسلطات وجود عمليات استحواذ بعض الأفراد على معظم أراضي الجموع التي تقدر مساحتها بمئات الهكتارات، وهي مشمولة بثلاثة مطالب للتحفيظ من طرف الجماعة السلالية، بل تمتد هذه العمليات إلى معظم الأراضي السلالية المغطاة بالغابة على صعيد مداشر فدان شابو، وبني مجمل والهرارش، ناهيك عن السانية التي شرعت فيها السلطات بعملية الهدم أول أمس السبت.
طنجة: محمد أبطاش