أفادت مصادر جماعية «الأخبار» بأن سلطات طنجة استعادت من الخواص، أخيرا، مقبرة للكلاب عمرها 80 سنة، حيث تم تسجيلها في الملك العمومي لمدينة طنجة، وبالتالي الحفاظ على هذا الموروث التاريخي الذي كان يعاني الإهمال، وكاد أن يتحول إلى مشاريع عقارية.
وحسب المصادر، فإن الأمر يأتي تنفيذا للمقرر الجماعي عدد 75/ 2022 المتخذ خلال الدورة العادية لجماعة طنجة لشهر أكتوبر 2022، والذي صادق خلاله أعضاء المجلس بإجماع الحاضرين على النقطة المتعلقة بالمصادقة على قبول هبة القطعة الأرضية ذات المساحة 23 آر 80 سنتيار المستخرجة من الرسم العقاري عدد 58.786/06 المحتضنة لمقبرة الكلاب والواقعة بمنطقة بوبانة.
وفي هذا الصدد، تم تسليم القطعة الأرضية المحتضنة لهذه المقبرة، التي تعتبر الأولى بإفريقيا، لفائدة الملك العمومي لمدينة طنجة، عبر عقد هبة تامة نهائية «لا اعتصار فيها». وتهدف هذه العملية إلى إدراج هذه المقبرة ضمن الأملاك العقارية التابعة للملك العام لطنجة، مما سيمكن من الحفاظ على هذه المعلمة التاريخية وهذا الموروث من التلاشي والضياع، وتثمينه وصيانته، باعتباره إرثا تاريخيا وتراثا إنسانيا وحضاريا لمدينة طنجة، كونها المقبرة الوحيدة الموجودة بالقارة الإفريقية، والرابعة من نوعها في العالم.
واستحسن الجميع هذه الخطوة، خاصة وأن المقبرة توجد بموقع استراتيجي وحيوي، وموقع عقاري مميز، جعلها دائما محط أطماع لوبي العقار، إذ إن تاريخ مقبرة الكلاب، كفضاء تاريخي وإنساني تتفرد به مدينة طنجة على المستوى الإفريقي، وأيضا على مستوى العالم إلى جانب ثلاث دول أخرى (فرنسا، أمريكا، التشيك)، يجعل من المدينة حالة إنسانية بامتياز ذلك أن طنجة تحتوي على مقبرة، لا توجد حتى في الدول التي استعمرت المدينة نفسها.
وتشير بعض المعلومات التاريخية، أن سنة 1943 كانت سنة انطلاقة ممارسة ثقافة إنسانية نادرة، حيث أن أول كلب قد دُفن بهذه المقبرة كان في هذه السنة بالضبط، مما يكشف عن تاريخ العناية بالكلاب والحيوانات بشكل عام، وتضيف المعلومات نفسها، أنه إذا كان دفن الحيوانات من العادات الثابتة أخلاقيا، فإن تخصيص مكان لها، بنصب تذكاري، يعبر عن نبل وإنسانية أصحابها، بل وتنظيم مراسيم دفن وزيارات سنوية، وهو ما يعتبر من الندرة والاستثناء، وما يعزز ذلك هو الاستمرار في دفن الكلاب والقطط وبعض الأحصنة هناك، خاصة بعد الاستقلال، وانحصار الدفن لدى ساكنة المدينة، مع بعض الأجانب القاطنين فيها.
طنجة: محمد أبطاش