مصطفى عفيف
دخلت السلطات المحلية ببرشيد، منذ أيام، في العد العكسي مع مسلسل تحرير الملك العمومي من الاحتلال العشوائي، الذي يفرضه الباعة المتجولون، وهي العملية التي يشرف عليها قائد الملحقة الإدارية الثالثة، والقوات المساعدة وفرق خاصة من الأمن العمومي، والتي شملت، أول أمس، السوق الحرفي المعروف بـ»الحدادة».
وانطلقت العملية بتحرير شارع بئر أنزران على مستوى السوق الحرفي، بعدما أصبح المرور منه صعبا بسبب إقدام عدد من الحرفيين على احتلال الشارع العام والرصيف وتحويلهما إلى مرافق تابعة للمحلات التي يستغلونها بدون سند، وحولوا المكان إلى ورشات متخصصة في التلحيم والحدادة معرضين حياة المارة للأخطار.
واستعانت السلطات المحلية ببعض الآليات لإزلة أجزاء وهياكل السيارات والشاحنات التي يتم تركها فوق الملك العمومي بالشارع المذكور.
من جانبه، طالب عدد من المهنيين بالسوق الحرفي بتدخل السلطات الإقليمية والمجلس الجماعي لبرشيد من أجل جعل ملف تنظيم الفضاء الحرفي من أولويات برامج عملهما، وذلك بغية إخراجهم من الوضع الكارثي الذي أصبح عليه هذا الفضاء الحرفي، جراء غياب تام للبنية التحتية وسوء تنظيم الفضاءات الحرفية، ما ساهم في خلق فوضى عارمة في غياب تام للتنظيم، وذلك أمام مرأى ومسمع من جميع المسؤولين عن تدبير الشأن العام المحلي، سواء السابقين أو الحاليين، والسلطات المحلية، بالرغم من أنه يعتبر من أهم الأسواق الحرفية المعروفة على المستوى الجهوي، والذي يتوافد عليه الحرفيون، خاصة في مجال إصلاح مختلف الأجهزة من سيارات وشاحنات وآلات فلاحية وصناعية.
وأكد الحرفيون أنفسهم أن السوق الحرفي تحول، بسبب الإهمال وغياب البنيات التحتية، إلى مطرح لرمي الأزبال والنفايات التي أصبحت تنتشر داخل السوق وخارجه. في وقت يعيش الحرفيون، سواء أصحاب المحلات بالسوق أو الأشخاص الذين قدموا من مدن أخرى، معاناة كبيرة جراء الحالة الكارثية التي يعرفها السوق كل فصل شتاء، والذي تتحول أرضيته إلى مستنقعات وبرك مائية يصعب على المرء معها المرور من بعض الممرات بداخل السوق الحرفي، حيث يضطر الحرفيون إلى العمل فوق البرك المائية، مستعملين الأحجار والألواح الخشبية، معرضين أنفسهم للخطر بسبب الأسلاك الكهربائية ذات الجهد المرتفع «380 فولتا» ببعض المحلات.
كل هذه المشاكل تقع دون أي تدخل من الجهات المسؤولة لوضع حد للمعاناة التي يعيش على وقعها الحرفيون، وهي وضعية تزداد سوءا بسبب غياب التجهيزات الضرورية بهذا المرفق الحيوي، الذي يعتبر من أهم الأسواق الحرفية بالجهة، بالإضافة إلى غياب النظافة، سيما من حيث المرافق الصحية.
وطالب الحرفيون، الجهات المسؤولة، بالتدخل لفك الحصار المضروب عليهم، بهيكلة الموقع أو البحث لهم عن بديل آخر، بعدما أصبحت البقعة الأرضية التي يوجد فوقها السوق تسيل لعاب مافيا العقار ببرشيد، سيما بعدما تم إخلاء الجزء الكبير منها الذي كان يوجد فوقه السوق الأسبوعي «اثنين برشيد»، وهو الفضاء الذي حوله البعض إلى تجميع الخردة من متلاشيات العربات والسيارات التي يتم تفكيكها وبيع أجزائها في غياب المراقبة.
وطالب الحرفيون، كذلك، في الوقت نفسه، بالتزام المنتخبين بوعودهم التي قدموها لهم إبان فترة حملاتهم الانتخابية الأخيرة، حيث وعدوهم بحل مشكل الهيكلة والبنية التحتية.