مطالب بتوسيع العملية لتشمل القرى المعزولة
طنجة: محمد أبطاش
في بادرة وصفت بـ«الطيبة»، قامت سلطات مدينة الحسيمة خلال الأيام الماضية، بحملة واسعة شملت المشردين والأشخاص دون مأوى من الشوارع والأزقة والساحات العمومية، حيث قامت هذه السلطات بنقلهم صوب مؤسسات الرعاية الاجتماعية، حتى يتسنى إبعادهم عن قساوة الشارع. وتأتي هذه العملية، في إطار المجهودات التي تبذلها السلطات من أجل إيواء الأشخاص بدون مأوى، لحمايتهم من البرد القارس والأمطار، خاصة مع الانخفاض في درجة الحرارة الذي تشهده المنطقة.
وقالت مصادر محلية إن الحملة جابت مختلف الشوارع والأزقة، وكذا الحدائق العمومية، للبحث عن الأشخاص المستهدفين، الذين يتم إحالتهم في البداية على المستشفى، من أجل إخضاعهم للفحوصات الطبية اللازمة، قبل إيوائهم في مركز مخصص لهذا الغرض بالمدينة ذاتها، وتوفير الطعام واللباس وكافة الحاجيات الأساسية لهم.
وتأتي هذه الحملة وسط مطالب بتوسيعها لتشمل مختلف المناطق، سيما وأن عددا من الأسر بمناطق الريف باتت شبه محاصرة بفعل تساقط الثلوج، بعد أن شهد عدد من الجماعات منها إساكن بإقليم الحسيمة، أخيرا، تساقطات ثلجية مهمة، وانخفاضا شديدا في درجة الحرارة، وهو الأمر الذي بث الخوف في صفوفها، في ظل غياب كلي لإعلان الجهات المختصة لاستنفارها لمواجهة موجة البرد القارس عبر إمداد السكان بالأغطية، فضلا عن الاستعداد لهذا الموسم الذي يتسبب في إغلاق الطرقات.
وحسب المصادر نفسها، فإنه في الوقت الذي خلفت التساقطات الثلجية ارتياحا لدى بعض المواطنين، لكونها ستساهم في إنعاش الفرشة المائية بالمنطقة، يتخوف آخرون من موجة البرد المصاحبة لهذه التساقطات والتي تزيد من معاناة سكان المناطق النائية، علما أن سكان مناطق شفشاون عانوا الأمرين خلال السنة الماضية، وسط شبه انسحاب كلي للمصالح المختصة لمواكبة هذه الأزمة، مع العلم أن السكان يفتقدون وسائل التدفئة وللوسائل الضرورية الأخرى لمواجهة هذه الظروف.
للإشارة فإن الآلاف من المواطنين يعيشون، بسبب هذه الثلوج، تحت معاناة يومية مع العزلة، خصوصا بالمناطق المجاورة لشفشاون وباب برد، بالإضافة إلى بعض المناطق بإقليم الحسيمة سالفة الذكر، فيما لم تعلن المجالس المنتخبة عن خطتها لهذه السنة، لمواكبة هذه التدخلات. ونبهت مصادر محلية إلى أن هذا الغياب يساهم بشكل كبير في خلق الهوة بين المواطنين والمنتخبين في ظل معاناتهم اليومية، حيث إنه ككل فصل الشتاء وعندما تتساقط الثلوج تنقطع الطرق المجاورة لجبل تيزيران بمناطق شفشاون، بفعل تراكم الثلوج وانهيار جنبات الطريق.