وجه سكان حي بئر الشفاء بطنجة مراسلة إلى المصالح المنتخبة الوصية على تراب مقاطعة بني مكادة، للمطالبة بالعمل على رصد ميزانيات لتأهيل وتسييج مقبرة الحي، نتيجة انتهاك حرمات الموتى من لدن المتشردين ورعاة الغنم وغيرهم.
وأكد الموقعون على مراسلة في الموضوع أن آباءهم وأجدادهم جميعا دفنوا في تراب هذه المقبرة، مما يعرضهم لانتهاك حرماتهم، بسبب عدم تسوية هذه المقبرة، وعدم وجود قناة لصرف مياه الأمطار بوسط المقبرة، مما يحولها أثناء التساقطات المطرية إلى برك مائية عائمة. وأضافوا أن الكثير من رعاة الغنم يقومون بجمع الأزبال في دراجات رباعية ووسائل أخرى مشابهة، ويعملون على إعطاء هذه الأزبال للأغنام، ثم بعدها يقومون بإشعال النيران في ما تبقى منها، فيتحول المكان إلى محرقة حقيقية، إلى جانب الروائح الكريهة الناتجة عن هذه النفايات وكذا بقايا الردم. وطالب السكان المصالح المختصة بالتدخل الآني للقيام بتسييج هذه المقبرة، حماية لحرمات الموتى.
وفي السياق ذاته، علمت «الأخبار» أنه في ظل غياب أي مبادرات من قبل المنتخبين للتدخل بخصوص هذه المقبرة، فإن السلطات الولائية لجهة طنجة تفاعلت مع شكاية السكان، حيث أرسلت في وقت لاحق جرافات إلى عين المكان لجمع النفايات الموجودة، ولتنظيف محيط هذه المقبرة بتعليمات ولائية مباشرة، في الوقت الذي يبقى بناء سور هذه المقبرة على عاتق المنتخبين للتدخل ورصد ميزانيات لهذا الغرض، مع العلم أن ملفات الجمعيات الاجتماعية والرياضية تمتص الملايين بشكل سنوي، دون أن يكون أي آثر لهذه الأموال على البنيات التحتية، ومثل هذه الأنشطة المتعلقة بنظافة بعض الأماكن القريبة من الأحياء، وضمنها المقابر.
وكان نشطاء في وقت سابق قد طالبوا المجالس الجماعية برصد ميزانيات لتسييج المقابر، حيث يتم انتهاكها من لدن المتشردين والأشخاص دون مأوى، والذين يبيتون في العراء بالمدينة، حيث يتوجهون بين الفينة والأخرى إلى المقابر، قصد المبيت داخلها، فضلا عن كون البعض منهم يعملون على المتاجرة في الممنوعات على مستوى النهار، ويلجؤون إلى النوم بالقرب من المساجد والمقابر وغيرها في الليل، مما يثير مخاوف وسط السكان المحليين، وقد سجلت في وقت سابق حادثة حرق شابة متشردة من لدن رفاقها، بإحدى المقابر المحلية.
محمد أبطاش