طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة، أن سكانا بحي العزيب حاج قدور بطنجة، وجهوا خلال الأسبوعين الماضيين، رسائل وصفت بالتذكيرية إلى يونس التازي والي جهة طنجة، بخصوص تغيير مجرى واد يعرف بأنه ضمن الأودية الخطيرة بالمدينة، وذلك بغرض إقامة مجمع سكني فوقه في تحد صارخ للقوانين الجاري بها العمل. وأكد السكان أن تشييد المجمع السكني فوق الوادي، بات يهدد سلامتهم خاصة بعد دخول موسم التساقطات المطرية، وكون مدينة طنجة، من ضمن المدن المهددة بالفيضانات في كل سنة.
وعاد السكان لتذكير الوالي التازي بأن القضية تعود للأربع سنوات الماضية، حين تم منح رخصة جماعية للشركة المعنية، إبان فترة حزب العدالة والتنمية وقتها، وفي ظروف غامضة، حيث تم طمر واد بأكمله وتغيير مجراه حتى يتسنى إقامة المجمع السكني فوقه، ما دفع بالسكان وقتها للتنبيه لخطورة هذا الأمر على حيهم، نظرا لكون طنجة ضمن المدن المهددة بالفيضانات، وفي ظل تجاهل أصواتهم، قاموا بوضع شكاية لدى مصالح ولاية جهة طنجة، وتم بعدها انتداب لجنة خاصة بغرض الإطلاع على تفاصيل ما ورد على لسان هؤلاء السكان، والظروف المحيطة بعملية الترخيص، حيث انتقلت لعين المكان، ممثلة في مصالح الوكالة الحضرية ومصالح التعمير بالجماعة والولاية، ثم السلطات المختصة.
وكانت بعض المصادر قد كشفت أن تقرير اللجنة المعنية، لم يتم الكشف عن نتائجه سوى بعد مرور زهاء أشهر من المعاينة الميدانية، والتي أكدت أن المجمع السكني لا يشكل خطرا على القاطنين بجواره، بدون الغوص في حيثيات مراحل الترخيص لإقامة المجمع فوق مجرى للوادي، خاصة وأن وثائق صادرة عن المحافظة العقارية وقتها، كشفت عن وجود تغيير في مجرى الوادي، وتم طمره، كما اتضح في ما بعد أنه تم استعمال مواد للبناء مقاومة للماء، من قبيل الخرسانة القوية، مما يؤكد ما ذهب إليه السكان من تغيير مجرى للوادي، رغم عدم قانونية هذا الأمر، في وقت أورد السكان أن الرد الذي تلقوه من ولاية الجهة مجانب للصواب.
وأكدت المصادر، أنه تم حفظ شكاية السكان أمام القضاء في وقت سابق، ليتم بعدها إعادة المحاولة بغرض البت في هذا الملف، حيث تحرك السكان مجددا للمطالبة بفتح تحقيق شامل ومنع مثل هذه التجمعات السكنية، خاصة بعد الفيضانات التي عرفتها المناطق الجنوبية، والتي خلفت عددا من الضحايا، بسبب تشييد المنازل بمحيط الأودية، حيث يخشى السكان تكرار مثل هذه الفواجع بطنجة، والمهددة أصلا في كل موسم شتوي بالفيضانات والأمطار الطوفانية.
