اقتحم سكان حيي «تمدغوست» و«بوتيني» القاعة التي احتضت أشغال الجلسة الثانية لدورة مجلس جماعة تيزنيت، صباح يوم الثلاثاء الماضي، وذلك للاحتجاج ضد الأغلبية المسيرة لمجلس الجماعة.
ورفع المحتجون شعارات تستنكر استمرار تهميش الحيين معا، ولا مبالاة المتدخلين والسلطة المحلية والإقليمية بحل المشاكل التي يتخبط فيها حيا «تمدغوست» و«بوتيني». وندد المحتجون بالوضع الكارثي والمأساوي للطريق التي تؤدي إلى الحيين معا، إضافة إلى مشاكل أخرى أثارها الغضبون خلال الدورة، من قبيل غياب مركب اجتماعي، والصرف الصحي، والإنارة العمومية والحدائق وملاعب القرب، وعدم وفاء المكتب المسير بتعهداته التي قطعها سابقا مع السكان.
ومن بين ما أثار غضب السكان المحتجين واحتجاج المعارضة، خلال الدورة، استمرار غياب الرئيس عن دورات المجلس، حيث استنكر المحتجون الغياب المتواصل للرئيس للمرة الثانية على التوالي عن أشغال الدورات، واعتبرت المعارضة ذلك استخفافا بالمجلس.
وبحسب المصادر، فقد عرفت الجلسة الثانية لدورة فبراير، المنعقدة أول أمس، احتقانا ما بين الأغلبية المسيرة والمعارضة، واستمرت فيها لحظات من التوتر والأجواء المشحونة، ذلك أن المعارضة رفعت منسوب الاحتجاج على غياب الرئيس عن الدورة، واحتج بعض الأعضاء على استمرار رفض استقبالهم من قبل الرئيس رغم الطلبات المتعددة المرفوعة إليه في هذا الشأن.
في المقابل، برر أحد أعضاء المجلس الجماعي، من فريق الأغلبية، استمرار غياب الرئيس عن الدورتين معا بكونه «سافر إلى الرباط من أجل البحث عن المشاريع لمدينة تيزنيت»، الأمر الذي أثار موجة من الضحك داخل قاعة الدورة.
ورد محمد الشيخ بلا، عضو المجلس الجماعي، عن الأغلبية المسيرة، على احتجاجات المعارضة، قائلا: «لقد أصيب الخائفون من نجاح التجربة الجماعية الحالية بتيزنيت في الأسابيع الأخيرة بالسعار والهيجان، وبدأ إيقاع التشويش يرتفع لدى (أبواقهم)، كما بدأ حنينهم للماضي غير البعيد يقض مضاجعهم ويوقظ فيهم حماسة اللهفان».
وأضاف المتحدث أن احتجاجات الغاضبين من التجربة الحالية للمجلس الجماعي تعود إلى احتمالات، منها «تتبعهم وتوجسهم من تحركات رئاسة المجلس الجماعي ومكتبه وأغلبيته في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد المصادقة على برنامج عمل الجماعة منذ ما يقرب من شهر ونصف، وظهور عدد من المؤشرات وعدد من بشائر الخير التي تخص تنمية هذه المدينة، بل وتقدم وتيرة المفاوضات والمرافعات بشكل كبير جدا مع عدد من المؤسسات الإقليمية والجهوية والمركزية، الرامية إلى إخراج جملة من المشاريع المهيكلة إلى الوجود، ناهيك عن تتبعهم وتوجسهم من كثرة تنقلات الرئيس إلى العاصمة الرباط في الآونة الأخيرة، وعلمهم بأن هناك شيئا ما يلوح في الأفق، يتجاوز مراهناتهم ومستوى رهاناتهم».
وكشف المتحدث، الذي يشغل في الآن نفسه منصب رئيس للمجلس الإقليمي، أن بعض أعضاء المعارضة يقومون بـ«تجييش بعض الفئات من المواطنين بالأحياء ناقصة التجهيز وغيرها، ناسين أو متناسين أنهم كانوا مسؤولين عنها يوما ما، وأنهم دبروا لسنوات بل لعقود تلك الأحياء». وبرر تصاعد التحركات ضد المجلس بكونها تأتي مباشرة «للتشويش وعرقلة تأهيل أحياء المدينة، خصوصا بعد يومين من تداول لجنتي إعداد التراب والمالية بمجلس الجهة، ومصادقتهما على اتفاقية تأهيل مدينة تيزنيت، وضمنها المشروع المندمج والشامل لكل الأحياء بتكلفة مالية تناهز 10 ملايير سنتيم لهذه الأحياء».
تيزنيت: محمد سليماني