يعيش سكان عمارة «وسيم» والفضاء المجاور لها، بزنقة «واد لحلو» المتفرعة عن شارع «الوفاء» بمدينة فاس، وضعا بيئيا مأساويا جراء وجود قطعة أرضية غير مبنية بجانب مقر مؤسسة «بنك المغرب» محفورة منذ ثماني سنوات ومسيجة بسور، ما جعلها مرتعا خصبا للتخلص من النفايات وتفريخ الجرذان والحشرات.
ويقول سكان العمارة إن الموقع المذكور بات يشكل خطرا حقيقيا على ساكنة الحي، لأن الحفرة تحولت إلى مزبلة تؤوي أنواعا متعددة من الحيوانات والحشرات الضارة، أخطرها الفئران من الحجم الكبير التي وجدت المناخ المناسب للتوالد والتكاثر، الشيء الذي جعلها تنتشر في الحي بشكل مهول، وهو ما يزيد من قلق السكان ويهدد صحتهم وسلامتهم.
هذا وسبق للمتضررين أن وجهوا عدة عرائض احتجاجا على هذا الوضع، وقدموا التماسات بمناسبة أو بغيرها للسلطات العمومية، آخرها استقبالهم من قبل الكاتب العام بمقاطعة سايس الذي استمع إليهم، ووعدهم باتخاذ قرار واضح، يلزم الجهات المسؤولة عن النظافة بتفادي إحراق النفايات بهذه البؤرة.
لكن ساعة واحدة بعد استقبال المتضررين من قبل الكاتب العام بالمقاطعة، فوجئ سكان العمارة والفضاء المجاور لها بإحراق كمية من الأزبال والنفايات المنزلية، وتصاعدت أعمدة الدخان الكثيف في كل الاتجاهات لتخنق أنفاس الساكنة بروائح سامة، رغم إقرار السلطات بأن القوانين تمنع ذلك .
وتزداد خطورة الوضع، تضيف شكاية مذيلة بتوقيعات السكان المتضررين، أن جهل أطفال الحي وعدم إحساسهم بخطورة الوضع، جعل بعضهم ينزلون على مرآى ومسمع الجميع إلى الحفرة بدافع حب الاستطلاع والفضول لرؤية الفئران، دون إدراك المخاطر والأمراض التي قد تلحقهم جراء ذلك، فضلا عن لسعات الحشرات التي تقض مضاجع السكان خلال الليالي الحارة.
وحيال هذا الوضع، يلتمس السكان التدخل العاجل لإنقاذهم من تلوث محيط مساكنهم، ووضع حد لمخلفات حرق النفايات بالقطعة الأرضية المذكورة، منبهين إلى الخطر الذي وصل مداه، جراء تكاثر الفئران وتسللها إلى قبو العمارة والشقق المجاورة.