طنجة: محمد أبطاش
اختتم سكان مدينة طنجة، قافلة التضامن مع ضحايا زلزال الحوز وبقية الأقاليم المتضررة، بإرسال آخر دفعة من المساعدات والمتمثلة في التجهيزات الطبية والأدوية، ليصل تعداد إجمالي هذه المساعدات لنحو 90 شاحنة انطلقت بشكل متفرق انطلاقا من مدينة طنجة، لوحدها دون بقية أقاليم الجهة، مما يكشف عن كرم السكان، اتجاه المتضررين من هذا الزلزال، كما أظهر حجم التعاطف والتضامن، ومدى تأثر سكان المدينة بالمشاهد التي تابعها الجميع عبر وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، من فقدان للآلاف من الضحايا، وتضرر المئات من المباني وسط مخلفات من الخسائر البشرية متمثلة في الجرحى والأيتام والأرامل.
وفي هذا الصدد، انخرط الكل في هذه الحملة التضامنية كما تابعتها الجريدة، وبتنسيق مع السلطات المحلية، لتفادي أي انزلاقات أو تلاعبات بالمساعدات، وهو ما مكن الجميع من ربح هذا الرهان، خاصة وأن جميع المشرفين عليها، حاولوا التقليل من الظهور ونسبها لسكان المدينة لا غير، خشية أي استغلال سياسي أو حزبي من طرف بعض السياسيين والجمعيات التابعة لهم بالمدينة.
وفي هذا الإطار، قال يونس السهيلي منسق البرامج الخيرية في جمعية بلادي للتضامن والتعاون في تصريح خاص لـ «الأخبار»، أن البادرة التي أشرف عليها، انطلقت من منطقة كسبارطا، وذلك حتى يتسنى أن يساهم الكل، بعدما كانت بعض القوافل تقتصر فقط على المراكز التجارية، وهو ما جعل أبناء هذا الحي ينخرطون في بادرة إطلاقها من الأحياء الهامشية، مؤكدا أن الفكرة لقيت تفاعلا كبيرا ، وغير متوقع، مع العلم أن غالبية القاطنين بمنطقة كسبارطا وأحيائها المجاورة هم من فئة الدخل المحدود، لكن التجاوب كان كبيرا، حيث تمت المساهمة بالمواد الغذائية والأفرشة، ناهيك عن الأواني المنزلية والزرابي، مضيفا أن التجاوب كان بشكل كبير كبقية المغاربة، كما جاءت البادرة تلبية لنداء الوطن، التي انخرط فيها مجموعة من الأصدقاء في أحياء كسبارطا يضيف السهيلي.
إلى ذلك، انخرط عدد كبير من الأطباء بالمدينة أيضا في هذه البادرة المتعلقة بالمساعدات الطبية، عبر إمداد الفاعلين المدنيين المشرفين على هذه القوافل الأخيرة بكل التجهيزات الطبية والأدوية وغيرها من المستلزمات ذي صلة، بعدما توصل هؤلاء الفاعلين بنداءات من الأقاليم المتضررة بالتوقف عن إرسال المواد الغذائية نظرا لوجود فائض كبير في هذا الشأن.