يواصل سكان درب الكبير ضحايا الانهيار الجزئي لبناية متضررة، الأسبوع الماضي، مبيتهم في الشارع للأسبوع الثاني على التوالي في ظل غياب الحلول المقدمة لهم من طرف السلطات المحلية ومقاطعة مرس السلطان وكذا جماعة الدار البيضاء.
حمزة سعود
قررت جماعة الدار البيضاء تمكين المتضررين من شقق سكنية، في إطار إعادة إيواء قاطني الدور الآيلة للسقوط، علما بأن البناية لا تندرج ضمن البنايات المعنية بالعاصمة الاقتصادية خلال رصد اللجان المختلطة في أحياء الفداء ومرس السلطان، لهذه النقاط السوداء، في حين يشير السكان إلى أن مدة انتظار حصولهم على الشقق موضوع الاستفادة ستزيد من مشاكلهم المادية والاجتماعية.
ويطالب السكان، الذين اضطروا لقضاء 4 أيام على التوالي في الشارع بعد استقبالهم من طرف الجيران، بحر الأسبوع الماضي، لقضاء الأيام الأولى التي أعقبت الانهيار في ضيافتهم، بحلول مستعجلة من أجل تأمين مبيت الأطفال والمسنين بالنسبة للأسر المعنية.
ويقر السكان في حديث مع “الأخبار” بأن إمكانياتهم المادية المحدودة تمنعهم من إيجاد سكن بديل في الوقت الحالي، في انتظار تدخل للمحسنين، رغم أن العديد من الأعضاء بجماعة الدار البيضاء اقترحوا ضرورة اعتماد حلول بديلة لفائدة السكان المتضررين من قرارات الهدم في شكل شيكات تساعدهم على مصاريف الكراء خلال الـ4 أشهر التي تلي انهيار البنايات.
وتداعت شرفة البناية المنهارة للسقوط، بشكل جزئي دون انهيار كلي للبناية، بحيث خلصت توصيات مختبر الأبحاث والدراسات العمومية، المنجزة في خضم الأسبوع الماضي، إلى ضرورة هدم البناية المتضررة بشكل كلي.
وصادق مجلس عمالة الدار البيضاء، شهر مارس الماضي، على دعم المتضررين من قرارات هدم المباني السكنية الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة، بمبلغ 100 ألف درهم لكل مستفيد وبشكل استثنائي على مستوى عمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، وبتراب مقاطعة سيدي بليوط على وجه الخصوص، إلا أن تعميم القرار على باقي العمالات مازال ينتظر تأشير السلطات، بحيث سيخصص مجلس العمالة هذه المبالغ المالية لدعم المتضررين من قرارات هدم المنازل السكنية بالعاصمة الاقتصادية، من أجل مساعدتهم على البحث وإيجاد سكن في حال تعذر إمكانية استفادتهم من مشاريع إعادة الإيواء.
وتواصل سلطات العاصمة الاقتصادية، هدم المباني المتضررة بمقاطعة مرس السلطان والفداء، رغم وتيرتها البطيئة، بسبب تداعي العديد منها للسقوط وبلوغ أساساتها مستويات عالية من التضرر والتآكل، بحيث باتت تشكل قنابل موقوتة تهدد سلامة المارة.
وتواجه مقاطعة مرس السلطان، حوالي 1200 قرارا لهدم البنايات الآيلة للسقوط بشكل جزئي وبعضها الآخر بشكل كلي، مع تراجع وتيرة هدم البنايات بشكل تدريجي خلال السنوات الماضية، في حين اضطر السكان لقضاء ليالي بيضاء في ضيافة الجيران طيلة الأسبوع الجاري، في انتظار إعادة إيواء السكان داخل مركز لإعادة الإيواء بتراب المقاطعة.