القنيطرة: المهدي الجواهري
رد سكان القنيطرة، في وقفة تضامنية حاشدة مع عمال النقل الحضري، بقوة على رئيس جماعة القنيطرة، بساحة النافورة، يوم الجمعة الماضي، وذلك بعدما صرح أخيرا بأن المواطنين لم يحتجوا على أزمة النقل رغم الاحتجاجات التي امتدت منذ سنوات على وضعية أسطول الحافلات وتواطؤ المجلس مع الشركة أمام معاناة سكان القنيطرة، بسبب تردي وضعية حالة التنقلات الحضرية. وندد عمال شركة النقل الحضري، المتوقفون عن العمل لمدة شهرين، بأسلوب تماطل المجلس الجماعي الذي يترأسه عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن بحكومة العثماني، فيما أكد أحد ممثلي العمال أن القنيطرة تعيش «خواض كبير» في غياب المحاسبة، وأن مدبري الشأن المحلي باعوا الشجر والبشر و«دارو لاباس» دون ترتيب المساءلة ومن أين لك هذا. وأضاف العمال أنهم مصممون على حقهم وفي حال عدم إيجاد حل لوضعيتهم سيخوضون اعتصاما داخل مقر البلدية ضد المجلس الجماعي الذي ساهم في تشريد 524 عاملا.
واعتبر محمد بلاط، عن هيئة تتبع الشأن المحلي، أن الجماعة الحضرية هي المسؤولة رقم واحد عن الأزمة المتواجدة بالقنيطرة التي تعانيها المدينة وساكنتها، وتجليها واضح في مأساة العمال وعائلاتهم، والمطلوب، حسب قول بلاط، هو المعالجة الجدية والشفافة والشاملة لأزمة النقل الحضري، مدخلها أن ترفع الجماعة الحضرية يدها عن عقد التدبير المفوض وملحقاته الثلاثة، ليطلع عليه الرأي العام القنيطري ويبدي ملاحظاته فيه، من خلال التنظيمات السياسية والنقابية وجمعيات المجتمع المدني.
وأكد بلاط أنهم ينتظرون تفاعل وزارة الداخلية مع مراسلة الهيئة المحلية لمتابعة الشأن المحلي في موضوع أزمة النقل الحضري، وفتح تحقيق في دواعي هذه الأزمة، وتحديد المسؤوليات والمساهمة بجدية في إيجاد حل ناجع يضمن مصالح كل الأطراف، وفي مقدمتها إعادة الاعتبار لساكنة القنيطرة عبر توفير أسطول نقل حضري في مستوى التطور الديمغرافي للمدينة، يرفع المعاناة عن ساكنتها ويضمن حقوق العمال وأسرهم.
من جهته، اعتبر مصطفى نعينيع، الكاتب الإقليمي لنقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن الوقفة الاحتجاجية جاءت لتؤسس للمرحلة الثانية عنوانها ملء الفراغ في النقل الحضري بالقنيطرة لمدة ثلاثة أشهر، وإشراك كل العمال في هذه المرحلة الانتقالية إلى حين إعداد دفتر تحملات جديد. وأضاف نعينيع أن المجلس البلدي هو الطرف الوحيد المعني بالموضوع، والذي لم يعقد لقاء رسميا مع ممثلي العمال لإحاطتهم علما بالإجراءات التي اتخذها والإجراءات القانونية العملية لكونه هو صاحب الصفقة والمسؤول عن حل أزمة النقل الحضري، أو على الأقل تسهيل وعدم عرقلة الحلول المقترحة. وأكد نعينيع أن الوقفة عرفت حضورا جماهيريا واضحا لشرائح مختلفة من ساكنة القنيطرة، على خلاف ما صرح به رئيس الجماعة، موضحا أن الساكنة خرجت بشكل عفوي ومنظم في عدد من المحطات النضالية. وأضاف النقابي ذاته أن رئيس الجماعة يحاول يائسا تهريب مسؤوليته عن أزمة النقل الحضري ورميها لجهات أخرى، وأنه تغافل عن تهريب أسطول الحافلات وتوريط القنيطريين ومؤسسات متابعة للموضوع لمعالجة أزمة هو المسؤول عنها بالدرجة الأولى.