تطوان: حسن الخضراوي
عاد مجموعة من سكان حي كرة السبع بتطوان، باعتباره من أكبر الأحياء العشوائية بالمدينة، إلى الاحتجاج، طيلة الأيام القليلة الماضية، على هشاشة البنيات التحتية وتضرر الطرق وكثرة الحفر، ما يعمق من معاناتهم مع مشاكل النقل العمومي، واكتظاظ السير والجولان، ورفض العديد من سائقي الطاكسيات التوجه إلى الحي بسبب الأضرار الميكانيكية التي تصيب سياراتهم والحاجة لدفع مصاريف مكلفة قصد الإصلاح والصيانة.
وطالب السكان المحتجون، المجلس الجماعي لتطوان، بتنفيذ الوعود الانتخابية بإصلاح وهيكلة حي كرة السبع والاهتمام بالمقبرة، فضلا عن الرفع من جودة الخدمات العمومية، وتحسين ظروف العيش وتسهيل وصول وسائل النقل العمومي، إلى جانب محاربة احتلال الملك العام، ما يضاعف من مشاكل الاكتظاظ وضيق الطرق واختناق عملية السير والجولان خلال أوقات الذروة.
وحسب مصادر مطلعة، فإن المجلس الجماعي قام بإطلاق دراسة ميدانية، بعد توليه مسؤولية تسيير الشأن العام المحلي، تتعلق بتوسيع مشاريع إعادة الهيكلة، ووعد بتعبيد الطرق وتوفير ميزانيات قصد الإصلاح وصيانة المرافق العمومية، وتجويد الخدمات العمومية، وهو الشيء الذي ينتظره العديد من سكان الأحياء الهامشية التي استمرت معاناتهم لأكثر من 12 سنة من جمود مشاريع إعادة الهيكلة.
من جانبه، ذكر نائب بالجماعة الحضرية لتطوان أن المجلس وضع استراتيجية شاملة قصد تمويل مشاريع إصلاح وصيانة كافة أحياء المدينة، بتنسيق مع السلطات المحلية والإقليمية، وتجري دراسة الأولويات في تنفيذ كل مشاريع معالجة النقط السوداء، علما أن المجلس وجد نفسه أمام تراكم الشكايات المتعلقة بهشاشة البنيات التحتية بشكل كبير جدا ولمدة تصل أكثر من 12 سنة، ومع ذلك تحمل مسؤوليته الكاملة في التفاعل الناجع مع الشكايات الواردة والبحث عن التمويل لتجويد الخدمات وإصلاح الطرق وفق منطق التدريج.
وأضاف المصدر نفسه أن برامج الهيكلة الخاصة بالأحياء يجري تنفيذها تدريجيا وفق معايير الأولويات ومشاريع الميزانيات السنوية، علما أن جل المشاكل تتعلق بمعالجة تبعات البناء العشوائي، والتدخل البعدي لتوفير شبكات التطهير السائل والكهرباء والطرق، فضلا عن مشاريع للحماية من الفيضانات وتعبيد الطرق وتسهيل وصول وسائل النقل العمومي.
ويشمل مشروع هيكلة الأحياء بجماعة تطوان 39 حيا، حيث تم رصد ميزانية ضخمة للتنفيذ، كما أن هناك لجنة مختصة قامت بزيارات ميدانية وبحثت الأولويات التي يتم على ضوئها تتبع سير الأشغال، والتجاوب مع أية شكاية للسكان أو اقتراحات لتخفيف السير والجولان والجودة، لأن الهدف يبقى هو تجويد الخدمات الصحية والالتزام بالوعود الانتخابية كما جاء على لسان مستشار جماعي في وقت سابق.
وكانت عملية رصد الأحياء ناقصة التجهيز وتضرر الطرق والشوارع بكافة تراب الجماعة الحضرية لتطوان، ثبت من خلالها توقف عمليات الصيانة وتوسيع شبكة الطرق لسنوات طويلة، حيث سبق وأثار ذلك جدلا واسعا خلال الولاية الانتخابية السابقة، وأدى إلى تقديم مستشار عن حزب العدالة والتنمية لاستقالته احتجاجا على الفشل في تنفيذ وعود الهيكلة، والتنصل من فك العزلة وتوسيع وتجهيز البنيات التحتية.