علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة، أن عناصر الشرطة القضائية التابعة لأمن سلا الجديدة أحالت، صباح أول أمس الأربعاء، أربعة متهمين على النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، يشكلون عصابة وصفت بالخطيرة، دوخت الأجهزة الأمنية بالمنطقة منذ سنتين، حيث نفذت عشرات الاعتداءات على المواطنين دون أن تنجح عناصر الشرطة في إيقاف أفرادها.
وقد قرر الوكيل العام، أول أمس، إحالتهم في حالة اعتقال على قاضي التحقيق لدى المحكمة نفسها، من أجل متابعتهم بتهم تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة بيد مسلحة، والضرب والجرح بواسطة أسلحة بيضاء المفضي إلى عاهة مستديمة واستهلاك المخدرات والأقراص، والقيام بأفعال من شأنها تهديد سلامة الأشخاص والممتلكات.
وذكرت مصادر «الأخبار» أن قاضي التحقيق قرر إيداع المتهمين الأربعة المركب السجني بالعرجات، في انتظار الشروع في استنطاقهم تفصيليا حول التهم المنسوبة إليهم، ومواجهتهم بالعديد من الضحايا الذين نفذوا في حقهم سرقات واعتداءات خطيرة، بعضها خلف عاهات مستديمة.
مصادر الجريدة قالت إن مصالح الحموشي بسلا الجديدة ظلت تترصد المتهمين بناء على شكايات مواطنين تعرضوا للسرقات واعتراض السبيل من طرف مجهولين، خاصة في أوقات مبكرة من الصباح، بإحدى الغابات والفضاءات الرياضية المجاورة للمدينة، قبل أن تنجح مساء الاثنين الماضي، في توقيف متزعم العصابة وهو من مواليد 1994 وابن عائلة ثرية بسلا، أسفرت التحريات التي خضع لها لدى مصالح الشرطة القضائية عن سقوط باقي شركائه في العصابة تتراوح أعمارهم بين 2002 و 1990.
وكشفت الأبحاث الأولية، حسب مصادر «الأخبار»، أن أفراد العصابة الإجرامية وهم عديمو السوابق القضائية وينحدرون من عائلات عريقة على مستوى المدينة، اعتمدوا أسلوبا إجراميا متفردا، مكنهم من النجاح في التواري لمدة سنتين تقريبا عن أعين المصالح الأمنية التي كانت تتعقبهم، بالتزامن مع تقاطر شكايات بالجملة على مقر مفوضية سلا الجديدة، تفيد تعرض أصحابها للسرقة والاعتداءات بيد مسلحة.
المتهمون الأربعة وبتخطيط من متزعمهم كانوا يرتدون ألبسة رياضية موحدة، ويتوجهون إلى الغابة المجاورة لسلا الجديدة والفضاءات الرياضية المفتوحة وكذا الأحياء الراقية المخصصة للفيلات بمحاذاة الطريق السيار، يتظاهرون بالركض ومزاولة الرياضة، قبل أن ينقضوا على الضحايا ويسلبونهم كل ما يملكون، خاصة الهواتف النقالة وحقائب اليد وغيرها، في الوقت الذي أنهوا تمنع بعض الضحايا في الاستسلام وتسليم ممتلكاتهم باعتداءات خطيرة استعملت فيها أسلحة بيضاء، وتسببت في عاهات مستديمة.
مصادر «الأخبار» ذاتها أكدت أن المتهمين كانوا ينفذون هجوماتهم على الضحايا من أجل السرقة بشكل جماعي، ويعمدون إلى تغيير الزي الرياضي والألبسة الموحدة من أجل التمويه، كما تبين من خلال التحريات الأولية أنهم كانوا يتنقلون بين مواقع مختلفة بسلا المدينة وسلا الجديدة، تفاديا لسقوطهم بين يدي المصالح الأمنية التي كانت تتعقبهم، وهو ما يرجح أن يظهر ضحايا آخرين خلال تقدم الأبحاث التفصيلية.
وارتباطا بالشأن الأمني بسلا، تمكنت فرقة الأحداث التابعة للشرطة القضائية الجهوية بأمن سلا من توقيف قاصرين من مواليد 2003 و2004 روعا ساكنة سلا المدينة بالسرقات بيد مسلحة، حيث تم وضعهما رهن المراقبة الأمنية، وإحالتهما، أول أمس الأربعاء، على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، التي قررت إيداعهما السجن ومتابعتهما بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة والضرب والجرح بالسلاح.
مصادر محلية بسلا أكدت أن القاصرين نفذا اعتداءات خطيرة في حق بعض الضحايا، عكستها صور في غاية البشاعة تضمنها الملف الذي تم إيداعه بين أيدي النيابة العامة، حيث وجها طعنات خطيرة لأحد الضحايا على مستوى جسمه بالكامل، وقد مكن تدخل المصالح الأمنية بسلا من حماية مواطنين آخرين من مثل هذه الاعتداءات بعد توقيفهما وعرضهما على العدالة، أول أمس الأربعاء.
واسترسالا للتدخلات الأمنية بالأمن الإقليمي بسلا، تمكنت مصالح الشرطة القضائية بأمن تابريكت من توقيف شابين من ذوي السوابق القضائية مبحوث عنهم بتهم تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة عن طريق النقل واستعمال أسلحة بيضاء.