بعد أن دوخ كل الأجهزة الأمنية بالهرهورة لمدة أربعة أشهر تقريبا، نفذ خلالها عشرات السرقات، وضع كومندو من الدرك التابع لسرية تمارة، أول أمس الاثنين، حدا لحالة الاستنفار القصوى التي تسبب فيها جانح أربعيني من ذوي السوابق القضائية وصف بالخطير، تخصص في مداهمة فيلات وإقامات فاخرة مملوكة لأعيان ومسؤولين وعسكريين، بمنتجع الهرهورة وأحياء بن خلدون وسيدي العابد وشاطئ سهب الذهب، بحي الفصول الأربعة.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن المتهم الخطير نجح في الإفلات من قبضة رجال الدرك لمدة طويلة لحد الاستفزاز، بالنظر إلى الأسلوب الإجرامي الذي كان يعتمده في مداهمة فيلات بشكل متواتر، حيث يستهدف إقامات خاصة ومسروقات بعينها، متحديا كل الخطط الأمنية التي سعت إلى إيقافه، بمشاركة درك تمارة الشاطئ والمركز القضائي بسرية تمارة والمصالح الجهوية للدرك التي دخلت على الخط في أكثر من مناسبة دون جدوى، قبل اعتقاله، أول أمس، متلبسا بسرقة ساعات فاخرة من إقامة سفير كويتي سابق بالمغرب، حيث تمت محاصرته وهو على متن دراجته على مقربة من الفيلا، يستعد للمغادرة نحو مدينة تمارة، حيث يقطن ويختبئ كعادته.
وحسب المعطيات المتوفرة، قادت عناصر الدرك الملكي المتهم الخطير إلى مقر سرية الدرك الملكي بتمارة، حيث يخضع لتدابير الحراسة النظرية والبحث التمهيدي من طرف مصالح المركز القضائي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في انتظار عرضه على النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، صباح اليوم الأربعاء، بعد عرضه رفقة المحجوزات التي ضبطت بحوزته على العديد من الضحايا الذين تعرضت إقامتهم الفاخرة للسرقة، بينهم مسؤولون سامون وكولونيلات وأعيان، فضلا عن المسؤول الكويتي الذي طوقت عناصر الدرك فيلته بالحراسة اللازمة، إلى حين حلول ممثلين عنه للاستماع إليهم حول تفاصيل السرقة، وسط توقع بإمكانية تنفيذ الظنين لسرقات مماثلة بالفيلا نفسها في أوقات سابقة، مستغلا عدم اعتمارها من طرف أصحابها.
مصادر خاصة أسرت لـ«الأخبار» أن المتهم اعترف لحد الساعة بتنفيذه العديد من السرقات بالهرهورة وأحيائها الراقية، في انتظار تعميق البحث من أجل تحديد تفاصيل أخرى مرتبطة بأسلوبه الإجرامي، ومساعديه المحتملين، والأشخاص الذين يقتنون منه المسروقات غالية الثمن، التي كان يسطو عليها من الفيلات والإقامات الفاخرة بالهرهورة.
وحسب المعطيات المتوفرة لدى الجريدة، فإن الظنين الذي نفذ عمليات سرقة كثيرة بأريحية كبيرة، خلال مدة ناهزت أربعة أشهر، استهدف من خلالها فيلات مسؤولين عسكريين ومدير ديوان بإحدى الوزارات، كان من بين الأسباب التي عصفت برئيس المركز الترابي تمارة الشاطئ، حيث تم تنقيله إلى أحد المراكز الترابية للدرك بإقليم خنيفرة، بعد تسجيل عجزه رفقة عناصره عن إيقاف الجانح الخطير الذي روع فيلات المسؤولين، قبل أن تنجح عناصر الدرك، أول أمس، بتعاون مع السلطات المحلية في اعتقاله وتقديمه إلى العدالة.
وكانت مصالح الدرك قد سجلت سرقات بالجملة، تضمنت شكايات الضحايا تفاصيلها والأسلوب الإجرامي الذي كان موحدا في تنفيذها من طرف المتهم نفسه، فضلا عن تركيزه على مسروقات بعينها، وتم رصد نوعية خاصة منها في شكايات الضحايا، حيث كان يهتم بالساعات الفاخرة وأجهزة الكاميرات، والحواسيب، ودراجة نارية غالية الثمن سطا عليها من فيلا كولونيل، فضلا عن سرقته مبلغ 10 ملايين سنتيم من فيلا مسؤول بأحد الدواوين، بعد سفره لقضاء فريضة الحج.
كما تبين من خلال المعاينات الميدانية التي أنجزتها الفرق العلمية، بعد تنفيذ المتهم لسرقاته الخطيرة، أنه كان يعتمد أسلوبا إجراميا واحدا يتمثل في استهداف فيلات غير «مسكونة» وغير محروسة تعتبر سكنيات ثانوية، حيث يتسلل إليها ليلا أو نهارا، ثم يقوم بكسر نوافذها باستعمال معدات بسيطة، ليقوم بتنفيذ سرقات محدودة، قبل امتطاء دراجته العادية ومغادرة موقع السرقة بهدوء وفي غفلة من حراس فيلات مجاورة، وأعين الدرك الذين حاولوا رصده أكثر من مرة بعد تقاطر الشكايات عليهم، إلا أن مداهمته لفيلا المسؤول الكويتي، أول أمس، بأرقى أحياء الهرهورة كانت هي الأخيرة، بعد أن حاصرته دورية الدرك وهو متلبس بسرقة ساعات فاخرة ومسروقات أخرى غالية الثمن.