شوف تشوف

تقاريرحوادثمجتمعمدن

سقوط رافعة حديدية للبناء وسط مدرسة بمراكش

«الأخبار» سبق أن نبهت لخطورة الوضع والرافعة تسبب خسائر بالمؤسسة

محمد وائل حربول

 

 عاشت منطقة السعادة، بمقاطعة جليز بمراكش، على وقع حادث خطير، بعدما تهاوت إحدى الرافعات الحديدية الخاصة بأشغال البنايات الكبرى والتجزئات السكنية، على مؤسسة تعليمية ابتدائية موجودة في المنطقة ذاتها، الشيء الذي خلف هلعا كبيرا بين السكان، وأحدث استنفارا أمنيا غير مسبوق بالمنطقة، خاصة وأن الرافعة المذكورة سقطت بشكل قوي وسط المدرسة التعليمية «الهدى»، ما حرك عددا من الفعاليات المدنية والحقوقية بقوة، إذ طالبت بتدخل عاجل من ولاية المدينة والمجلس الجماعي، وفتح تحقيق حول الواقعة التي كادت تتسبب في كارثة كبيرة.

وفي هذا السياق، كانت «الأخبار» قد نشرت تقريرا خاصا خلال شهر يناير الماضي، نبهت فيه إلى خطورة الوضع على التلاميذ بالمدرسة المذكورة، بسبب أشغال البناء وعدد الآلات والمعدات الموضوعة بجانب المؤسسة التعليمية، والتي قد تتهاوى في أي وقت، إذ واستنادا إلى المعطيات الأولية التي حصلت عليها الجريدة من عين المكان، فإن الرافعة الحديدية التي سقطت، أول أمس الأحد، تسببت في خسائر مادية كبيرة بالمدرسة، بعدما تم تخريب مجموعة من الجدران وبعض المرافق، ناهيك عن بعض الأقسام الخاصة بالتلاميذ.

وجنب وقوع الحادث، أول أمس (يوم عطلة الأحد)، وقوع كارثة كبيرة، إذ ومن حسن حظ التلاميذ والمشتغلين داخل المؤسسة المذكورة، ومن حسن حظ القائمين على مشاريع البناء المذكورة، أن الحادث وقع في وقت لم يكن يوجد أي شخص داخل فناء المؤسسة، خاصة وأن عدد التلاميذ الذين يدرسون بمؤسسة «الهدى» يفوق 500 تلميذ.

ولم يمر الحادث دون تدخل عدد من الفعاليات الحقوقية والمدنية وبعض أولياء أمور التلاميذ بالمؤسسة التعليمية المذكورة، الذين صبوا جام غضبهم على من قام بالسماح والتأشير على بناء تجزئات سكنية مجاورة للمدرسة، سيما وأن منها من هو ملاصق للمدرسة، حيث ذكرت كل الفعاليات التي تدخلت في الموضوع، أول أمس، أنها سبق وأن نبهت مرارا إلى هذا الواقع، وحذرت من إمكانية سقوط عدد من الرافعات والآلات التي تستخدمها الشركة الخاصة بمشاريع البناء، وهو الشيء الذي لم تتم الاستجابة له، بالرغم من المراسلات والنداءات المتواصلة التي قام بها أولياء أمور التلاميذ، وبعض الحقوقيين بمنطقة السعادة بمراكش.

وتم فتح تحقيق في الموضوع من قبل عناصر الأمن، للكشف عن ظروف وقوع الحادث، فيما علمت «الأخبار» من مصدر خاص أنه سيتم الاستماع إلى مدير المؤسسة التعليمية المذكورة، وصاحب المشروع، وعدد من آباء وأولياء أمور التلاميذ في هذا الإطار.

وكانت المؤسسة ذاتها قد عاشت على وقع «صدمة كبيرة وخوف شديد»، منتصف شهر يناير المنصرم، جراء سقوط عدد من القطع الخشبية التي تستعمل في البناء، والتي تعود إلى إحدى البنايات الكبيرة التي يتم بناؤها بجانب مدرسة «الهدى» الابتدائية، الشيء الذي خلف استياء عارما لدى أولياء وآباء التلاميذ بالمؤسسة التعليمية، إضافة إلى المدرسين بها، فيما تدخل حقوقيون على مستوى المدينة الحمراء، للتنديد بمنح الرخصة لهذا الورش الذي يهدد حياة التلاميذ الصغار.

واستنادا إلى المعلومات والصور ومقطع فيديو الذين كانت قد توصلت بهم «الأخبار» في هذا الصدد، فقد جاء سقوط كمية كبيرة من الخشب داخل مدرسة «الهدى» الابتدائية،، بسبب إحدى الرافعات الكبيرة التي كانت تحمله، حيث تسبب عطل تقني في سقوط الخشب داخل المؤسسة المذكورة، التي تضم عددا كبيرا من التلاميذ الصغار، ما نتج عنه سماع ذوي مهول داخل كل المدرسة، لينتشر الخوف والهلع في نفوس التلاميذ والأطر التربوية الموجودين ساعتها داخل المؤسسة التعليمية.

وجدير بالذكر أن الحوادث السابقة في المؤسسة لم تكن الهم الوحيد الذي عبرت عنه الأطر المدرسية وآباء التلاميذ، بل أيضا عمليات البناء التي تبتدئ من الساعات الأولى من الصباح الباكر وتنتهي حتى صلاة المغرب، حيث تتسبب هذه العمليات في ضوضاء وضجيج كبيرين، بسبب الآلات والمعدات التي يتم استخدامها في عمليات البناء، فضلا عن سماع دوي كبير لمحركات الرافعات المخصصة للبناء، ناهيك عن الأتربة والمواد التي يتم تركها بجانب المؤسسة التعليمية بين الفينة والأخرى، ما يتسبب في نشر الغبار داخل مرافقها وحجراتها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى