أكدت مصادر رسمية لـ «الأخبار» أن التحريات الأمنية التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية للبحث في ملابسات الواقعة المتعلقة بوفاة أربعة أشخاص بالناظور على خلفية تناولهم لمادة سائلة سامة عبارة عن كحول الحريق المهرب، وهي الحصيلة التي تعززت بحالات وفاة أخرى، أول أمس الأحد، بعد أن تأثر أصحابها بتداعيات صحية خطيرة، عجز الأطباء عن علاجها.
وذكرت مصادر الجريدة ذاتها، أن العمليات الأمنية التي باشرتها عناصر الشرطة بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة الناظور، منذ زوال يوم الجمعة الماضي، أسفرت عن توقيف 9 مسيرين لمحلات تجارية لبيع المواد الغذائية، وذلك للاشتباه في تورطهم في بيع مواد مضرة بالصحة العامة والتسبب في وفاة مستهلكيها.
وكشفت نفس المصادر أن مصالح الشرطة فتحت بحثا قضائيا على خلفية تسجيل وفاة مجموعة من المدمنين على الكحول بمدينة الناظور ونواحيها، وإصابة آخرين بتسمم، وذلك جراء تناولهم لمادة كحول الحريق المهرب، التي يشتبه في اقتنائها وترويجها من لدن المشتبه فيهم.
وحسب معطيات بلاغ رسمي للمديرية العامة، تتوفر «الأخبار» على نسخة منه أن عمليات التفتيش المنجزة بالمحلات التجارية التي يديرها الموقوفون أسفرت عن حجز ما مجموعه 920 قنينة بلاستيكية تحتوي على مادة كحول الحريق، تعكف حاليا الأبحاث على تحديد مصدرها، فضلا هم حجز العشرات من القنينات الفارغة من نفس المادة.
وتضيف نفس المصادر أنه تم الاحتفاظ بأربعة من المشتبه فيهم تحت الحراسة النظرية، فيما تم إخضاع البقية لأبحاث قضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وتحديد العلاقة بين الوفيات المسجلة والمواد الكحولية المتناولة.
وكانت فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة الناظور، قد فتحت، صباح الجمعة الماضي، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد ظروف وأسباب وفاة أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 43 و53 سنة، يشتبه في تناولهم لمواد كحولية مضرة بالصحة العامة.
وأفادت نفس المصادر أن مصالح الشرطة بمدينة الناظور كانت قد توصلت بإشعار بخصوص وفاة أربعة أشخاص بالمستشفى المحلي بالمدينة، بسبب الاشتباه في احتسائهم لمشروبات ممزوجة بكحول الحريق، حيث أوضحت الأبحاث الأولية المنجزة أن اثنين من الضحايا تم نقلهما للمستشفى من طرف أفراد أسرتهما من المنطقة القروية «بني سيدال» فيما الآخران تم استقدامهما من منطقة «أزغنغان».
وقد تم الاحتفاظ بجثث الضحايا بمستودع الأموات بالمستشفى المحلي رهن إجراءات التشريح الطبي، للكشف عن الظروف والملابسات الحقيقية وراء وفاة المعنيين بالأمر، فيما لازالت الأبحاث والتحريات جارية تحت إشراف النيابة العامة لتحديد هوية مزودهم بهذه المواد المضرة بالصحة العامة في أفق توقيفه وتقديمه أمام العدالة.
وكانت مدينة وجدة قد عرفت، منتصف الشهر الماضي، واقعة مماثلة أودت بحياة ثمانية أشخاص معظمهم متشردون، بعد تناولهم مشروبا كحوليا فاسدا، وقد أسقطت الأبحاث المنجزة من طرف عناصر الشرطة تحت إشراف النيابة العامة عن المتهم الرئيسي الذي أغرق المنطقة بالمشروب الفاسد، وتسبب في مقتل ثمانية أشخاص دفعة واحدة.