العيون: محمد سليماني
تواصل السفن العملاقة المحملة بالغاز والمحروقات خلق حالة من الارتباك بميناء العيون، حيث يؤدي دخولها إلى توقف كل أنشطة الصيد البحري والأنشطة الموازية للميناء إلى حين مغادرتها.
واستنادا إلى المعطيات، فقد قررت قبطانية ميناء العيون، من جديد، منع خروج ودخول وتفريغ السمك وجميع أعمال الصيانة والأنشطة الموازية بالميناء، ابتداء من الساعة الخامسة من عصر يوم أمس الأحد، تاسع يوليوز الجاري، وذلك من أجل فسح المجال لرسو سفينة محملة بأطنان من الغاز لإفراغ حمولتها. ولم تحدد إدارة الميناء موعدا لانتهاء هذا المنع، بل تركته مرهونا بإفراغ السفينة لحمولتها من الغاز ومغادرتها الميناء، كما حذرت إدارة الميناء من مخالفة منع جميع الأنشطة، مبرزة أنها ستتخذ في حق المخالفين الإجراءات المعمول بها وذلك تنفيذا للظهير الشريف بتنفيذ القانون 18/71 المتعلق بشرطة الموانئ.
واستنادا إلى تصريحات متطابقة لعدد من مهنيي الصيد البحري، فإن دخول السفن العملاقة المحملة بأطنان من الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي إلى الميناء، يدفع السلطات المينائية إلى تعليق جميع أنشطة الصيد البحري، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على البحارة وعلى أرباب المراكب والمجهزين على حد سواء.
وما يزيد من رفع درجة الاحتقان والغضب أن سفن الغاز أضحت ترد على ميناء المرسى بشكل متواتر، إلى درجة أنها تصل أحيانا مرتين خلال الشهر الواحد، وتظل تفرغ حمولتها من الغاز بالميناء لأيام معدودة، ما يحرم مهنيي الصيد البحري من ممارسة أنشطتهم، إذ يجدون أنفسهم في عطالة.
وبات تعليق أنشطة الميناء لأيام بسبب وصول سفن الغاز أمرا يتكرر بشكل مستمر، الأمر الذي يستوجب البحث عن حلول لمعالجة هذا المشكل الذي يؤرق مهنيي الصيد البحري على وجه الخصوص. ويرى عدد من المهنيين أن هذا النوع من السفن العملاقة من المفروض أن يرسو في الميناء التجاري المخصص لهذا الغرض، وليس الرسو بميناء الصيد البحري. وتسود مخاوف لدى مهنيي الصيد من أن يتحول هذا الأمر إلى حق مكتسب دائم يوقف أنشطة الصيد باستمرار.
وكانت السلطات المحلية بمدينة المرسى بإقليم العيون نظمت، أخيرا، لقاء بمقر الباشوية، لمناقشة غضب المهنيين من استمرار توقف أنشطة الصيد البحري بالميناء بين الفينة والأخرى بسبب سفن الغاز.
وتزامن وصول سفينة الغاز مع موعد مغادرة عدد من مراكب الصيد الساحلي للميناء في اتجاه مصيدة الأخطبوط، حيث سبق أن حددت مندوبية الصيد البحري موعد خروج هذه المراكب في 16 ساعة قبل موعد انطلاقة صيد الأخطبوط يوم 10 يوليوز الجاري، ما سيخلق حالة من الارتباك في الميناء وسيمنع عددا من المراكب من المغادرة في الوقت المحدد.