العيون: محمد سليماني
خلفت سفن الغاز التي ترسو بميناء مدينة المرسى بإقليم العيون بشكل متواتر بين الفينة والأخرى، حالة احتقان بين مهنيين بالصيد البحري. واستنادا إلى عدد منهم فإن دخول السفن العملاقة المحملة بأطنان من الغاز الطبيعي إلى الميناء، يدفع السلطات المينائية إلى تعليق جميع أنشطة الصيد البحري، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على البحارة وعلى أرباب المراكب والمجهزين على حد سواء.
وما يزيد من رفع درجة الاحتقان والغضب، أن سفن الغاز أضحت ترد على ميناء المرسى بشكل متواتر، إلى درجة أنها تصل أحيانا مرتين خلال الشهر الواحد، وتظل تفرغ حمولتها من الغاز بالميناء لأيام، ما يحرم مهنيي الصيد البحري من ممارسة أنشطتهم، إذ يجدون أنفسهم في عطالة، بل إن مصادر متطابقة احتجت على وصول هذه السفينة العملاقة إلى الميناء في هذه الفترة، التي كان عدد من البحارة يمنون النفس بمواصلة أنشطتهم البحرية لتوفير مدخول مادي لاقتناء أضحية العيد وملابس الأطفال، خصوصا بعدما عرفت الأحوال الجوية نوعا من الاستقرار.
وكانت إدارة ميناء العيون، قد أعلنت قبل يومين عن منع خروج ودخول وتفريغ السمك وجميع أعمال الصيانة والأنشطة الموازية بميناء المرسى بالعيون، وذلك ابتداء من العاشرة صباحا يوم الأحد المنصرم، بعد وصول سفينة الغاز العملاقة «كينغ أرتور» إلى الميناء. ولم تحدد إدارة الميناء موعدا لانتهاء هذا المنع، بل تركته مرهونا بإفراغ السفينة لحمولتها من الغاز ومغادرتها الميناء. وحذرت إدارة الميناء من مخالفة منع جميع الأنشطة، مبرزة أنه ستتخذ في حق المخالفين، الإجراءات المعمول بها وذلك للظهير الشريف بتنفيذ القانون 18/71 المتعلق بشرطة الموانئ.
وبات تعليق أنشطة الميناء لأيام بسبب وصول سفن الغاز أمرا يتكرر بشكل مستمر، الأمر الذي يستوجب البحث عن حلول لمعالجة هذا المشكل الذي يؤرق مهنيي الصيد البحري على وجه الخصوص. ويرى عدد من المهنيين أن هذا النوع من السفن العملاقة من المفروض منه أن يرسو في الميناء التجاري المخصص لهذا الغرض، وليس الرسو بميناء الصيد البحري. وتسود مخاوف لدى مهنيي الصيد من أن يتحول هذا الأمر إلى حق مكتسب دائم يوقف أنشطة الصيد باستمرار.
وكانت السلطات المحلية بمدينة المرسى قد نظمت لقاء بمقر الباشوية أخيرا، وذلك لمناقشة غضب المهنيين من استمرار توقف أنشطة الصيد البحري بالميناء بين الفينة والأخرى بسبب سفن الغاز.
