في أبريل الماضي التأم القناصل الشرفيون المعتمدون بالمغرب في جمع عام نظم بالدار البيضاء، كان مناسبة لميلاد جمعية «اتحاد القناصل الشرفيين المعتمدين بالمغرب». انتخب الحاضرون ماجد بوطالب، القنصل الشرفي لرومانيا، رئيسا للجمعية، وحسن كتاني، القنصل الشرفي لأوكرانيا، نائبا للرئيس. وتقرر أن تعمل الجمعية «على إرساء حوار مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، والسلطات والمنتخبين والسلك القنصلي، وإعطاء دينامية لمهمة القنصل الشرفي عبر إطلاق مبادرات اجتماعية وثقافية واقتصادية». لم تدعم وزارة الخارجية المغربية المولود، وتبين أنها ترفض ظهور هذه الفئة وانتظامها في إطار جمعوي. علما أن بعض الدول تسند مهام القنصلية إلى قنصل فخري، تختاره الدولة الموفدة من رعايا الدولة المضيفة، ولا يملك القناصل الفخريون اختصاصات القناصل العاديين، كما لا يتمتعون، كقاعدة عامة، بحصانات وامتيازات هؤلاء القناصل.
في كثير من التنظيمات يوجد مغاربة يحملون الرسالة الديبلوماسية، دون علم أو اعتراف من وزارة الخارجية، هم في الغالب خبراء في تخصصاتهم، أو نجوم بهروا العالم بإنجازاتهم، أريد لهم أن يستثمروا رصيدهم في دعم مبادرات الخير، والتصدي للشر في جميع أوجهه.
في تشكيلة سفراء النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، يحضر المغرب في شخص رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، الأميرة لالة مريم، مناصرة حقوق الطفل والمرأة، إلى جانب أميرة هانوفر بإمارة موناكو، المهتمة بقضايا المرأة والطفل والتعليم، والناشطة في مجال المشاريع الإنمائية وحقوق الطفل، الأميرة التايلندية مها شاكري سريندهورن، والناشطة في مجال حقوق الطفل وقضايا تعليم المرأة والفتاة، الأميرة دوقة ليكسمبورغ ماريا تيريزا، وأميرة الأردن فريال، وشانتال بيا، السيدة الأولى للكاميرون، وريغوبيرتا منشو توم، الحائزة على جائزة نوبل للسلام والمناصرة لقضايا الشعوب، يينما يغيب عدد من الفاعلين المغاربة في مجالات أخرى، داخل هيئة تضم رؤساء دول سابقين على غرار فالداس أدامكوس، الرئيس السابق لليتوانيا، والمناصر لقضية التنوع الثقافي فيغديس فينبوغادوتير، الرئيس السابق لإيسلندا، وزعماء سياسيين مشهود لهم بالدفاع عن حقوق الطفولة والمرأة، إضافة إلى لاعبين على غرار رابح ماجر، اللاعب الدولي الجزائري السابق، والكوبية ألونسو، مصممة الرقصات، وباتريك بودري، رائد الفضاء والناشط في قضايا الشباب، وعدد كبير من المبدعين في مجالات الفن والهندسة الاجتماعية.
مولاي حفيظ الفاضل سفير في الظل
بعد أن تعاملت الخارجية المغربية مع قضية الصحراء برؤية «خارجية»، دون أن تولي للملف ما يستحقه من عناية داخلية، تحركت قافلة سفراء النوايا الحسنة من الدار البيضاء، في اتجاه مدينة العيون، لتنظم ندوة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، حول موضوع «الدبلوماسية الموازية في خدمة القضية الوطنية»، وعلى امتداد عشرة أيام ظل السفراء يناقشون مع جمعيات المجتمع المدني بالعيون ومدن أخرى مقترحات التسوية.
يقف وراء هذه المبادرة مولاي حفيظ الفاضل، وهو سفير من سفراء النوايا الحسنة، خبير دولي في التنمية المحلية مقيم بين الرباط ومونريال، جمع في ندوة العيون نخبة من سفراء النوايا الحسنة من المؤسسات الأممية والاتحاد الأوربي والمنظمات الدولية والبرلمانية من أكثر من 20 دولة، اختاروا أن تكون أول انطلاقة بالمغرب في قافلة تقودهم إلى دول عديدة، دون أن تستثمر وزارة مزوار الحدث، سيما وأن القافلة تهدف، حسب الفاضل، إلى دعم مشروع الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب، و«نشر ودعم الدبلوماسية الموازية في القضايا الوطنية والإنسانية، بالتنسيق مع الحكومات والدول، للتعرف على أهمية مدينة العيون ومؤسساتها واحتياجاتها في شتى المجالات».
لم يكن الهدف الأساسي من القافلة هو ملف الصحراءـ بقدر ما كانت هناك أهداف فرعية ترمي إلى تشجيع الاستثمار، من خلال الكشف عن تبني المغرب مجموعة من القوانين لأجل جلب رؤوس الأموال الأجنبية، وخلق مناصب شغل لليد العاملة، سعيا إلى تحقيق تنمية شاملة من شمال المغرب إلى جنوبه، وإعطاء المناطق الجنوبية حكما ذاتيا، وتحقيق طفرة كبرى في المجال التنموي بهذه المناطق.
شارك في القافلة النرويجي، فتحي ناطور، رئيس المنظمة العالمية للإعلام، وسفير الشبكة الدبلوماسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي، فيما غابت وزارة الخارجية عن الحدث.
جمال بن عمر.. معتقل سابق في بؤر التوتر
ظل المغربي جمال بن عمر، الناشط السياسي والدبلوماسي، يقود جهود الوساطة بين نظام علي عبد الله صالح وشباب الثورة اليمنية وقوى المعارضة المساندة لها، بصفته مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، علما أنه قاد مفاوضات بين المعارضة السورية ونظام الأسد في الأشهر الأولى من الأزمة السورية. يملك ابن مدينة الناظور خاصية فريدة في التفاوض وقدرة على الإقناع، وملكة تواصل وصفها معارض سوري بـ«العجيبة».
عاش جمال حياة الاعتقال في المغرب خلال سنوات الرصاص، وتحديدا سنة 1976، بتهمة التعاطف مع اليسار «إلى الأمام» ومعاداة نظام الملك الراحل الحسن الثاني. تم الإفراج عنه بوساطة مجموعة من الأكاديميين الفرنسيين، وغادر المغرب إلى لندن حيث اشتغل ضمن طاقم «أمنيستي إنترناسيونال». ومن لندن سافر جمال إلى جنيف، والتحق بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وفي سنة 2004 تزعم شعبة التعاون الفني في المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
تولى الدبلوماسي المغربي، عدة مهام على مستوى المنظمة الدولية، حيث كلف بالملف العراقي، كما رافق في مسيرته الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي في مهمته، مبعوثا أمميا خاصا إلى أفغانستان، وشارك في تسوية نزاعات دولية هامة في كوسوفو والبوسنة وجنوب إفريقيا ومنطقة البحيرات الكبرى، دون أن يلفت نظر وزارة الخارجية والتعاون المغربية، بل إنه اشتغل مع شخصيات معروفة مثل الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، الذي أشاد به، كما أصبح مقربا من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي أصر على تعيين جمال مستشاره الخاص في اليمن٬ في منصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة.
قام ابن الريف المغربي بإعداد خطة سلام للشمال اليمني، من خلال مفاوضات مباشرة مع كل الأطراف المتنازعة، استندت على توصيات مؤتمر الحوار الوطني التي تدعو إلى «نزع واستعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كافة الأطراف والجماعات والأحزاب والأفراد، التي نهبت، أو تم الاستيلاء عليها، وهي ملك للدولة على المستوى الوطني وفي وقت زمني محدد وموحد». بل إنه كان وراء تسليم الحوثيين لجثة الطيار المغربي ياسين بحتي بعد إسقاط الطائرة، في وادي نشوان بصعدة، وبفضل جهوده تمكن أهله من استلام الجثمان ودفنه في المغرب.
هرب السفير الرسمي وقتل القنصل الفخري بسوريا
حسب الرواية المتداولة لحظة وقوع الحادث، فإن مجموعة من المسلحين داهموا أحد المقاهي الشهيرة بمدينة حلب وتدعى «بولمان الشهباء»، في عشية يوم المداهمة كان المقهى الأكثر أمنا وأمانا في المنطقة يعرف جلسات حوار بين فعاليات وازنة في المجتمع الحلبي، على رأسهم القاضي محمود بيبي والمهندس سامر كيالي، ومدير الخدمات الفنية السابق في حلب، والمهندس علاء الدين كيالي، القنصل الفخري للمغرب في حلب.. نزل أربعة مسلحين من سيارة أجرة وأفرغوا شحنات رصاصهم في المتحلقين حول مائدة القهوة الحلبية، وانصرفوا في سرعة البرق دون مقاومة تذكر. كان الجميع يستعد لأعياد رأس السنة الميلادية 2013، قبل أن يتحول الجمع إلى مشهد دام.
ونظرا للمكانة الاعتبارية التي يحظى بها الراحل، فقد بعث الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم محمد علاء الدين كيالي، القنصل الشرفي للمملكة المغربية بحلب، أعرب من خلالها الملك لأفراد أسرة الفقيد، ومن خلالهم للشعب السوري الشقيق، عن إدانته القوية لهذا الاعتداء الإجرامي المقيت، «الذي يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتنبذه كل الديانات السماوية والمبادئ الإنسانية، والمثل الديمقراطية».
وأكد الملك أن رحيل الفقيد الكبير يعد خسارة فادحة للمغرب أيضا، لما كانت تربطه- رحمه الله- ببلده الثاني من وشائج المودة والتعلق والوفاء. حيث كان صديقا مخلصا، شديد الحرص على تعزيز أواصر الأخوة والتقدير والتضامن بين الشعبين الشقيقين، السوري والمغربي. رسالة مماثلة من رئيس الجمهورية الفرنسية، أعربت عن تعازيها للسلطات المغربية، إثر مقتل القنصل الفخري للمملكة بحلب، الذي لا يعرفه مغاربة سوريا ولا مصالح الخارجية المغربية في الرباط، رغم أن الراحل كيالي (المزداد سنة 1961) ظل يشغل منصب القنصل الفخري للمملكة المغربية في حلب، منذ أبريل 2001، دون أن يتوصل برسالة شكر على عمله التطوعي.
عبيد وبوستة والمدناوي ديبلوماسيون رغم أنف مزوار
حين وشح فاليري فوروبييف، سفير فيدرالية روسيا لدى المغرب، في مدينة أكادير، عبد اللطيف عبيد، القنصل الشرفي لفيدرالية روسيا، بوسام الصداقة الذي منحه له الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس فيدرالية روسيا، في حفل رسمي بمقر الولاية، حضره عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي والمنتخبين ورؤساء الغرف المهنية والفاعلين الاقتصاديين والفنانين والمثقفين، لاحظ الجميع غياب وزير الخارجية، أو من ينوب عنه، رغم أن القضية تهم بلدا اسمه روسيا يملك حق الفيتو في المنتظم الدولي.
قدم فاليري فوروبييف، سفير روسيا الاتحادية بالمغرب، إشارات حول أهمية الحدث، وتحدث عن «التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين، والنمو المتزايد في المبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية»، مشيرا إلى أن المبادلات التجارية بين البلدين تناهز ثلاثة ملايير دولار، فضلا عن وجود علاقات مباشرة بين المقاولات المغربية والروسية في عدد من الميادين. مذكرا بزيارة الملك محمد السادس إلى روسيا الفيدرالية سنة 2002، وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المغرب سنة 2006. وهي إشارات تجعل الخارجية في موقف حرج.
ورغم غياب أصحاب القرار، فقد حضرت النوايا الحسنة، إذ كشف السفير عن وجود مسودة اتفاقية توأمة بين أكادير ومدينة روسية سيتم تحديدها لاحقا، مشددا في الآن ذاته على أهمية فتح خط جوي مباشر بين موسكو وأكادير، لإعطاء دفعة قوية للتعاون المغربي الروسي في المجال السياحي.
من جانبه، شدد عبيد على ما تعرفه العلاقات الثنائية من تطور، لاسيما في الصادرات الفلاحية المغربية نحو فيدرالية روسيا، وتزايد تدفق أعداد السياح الروس على المغرب، مبرزا أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين تضاعف بنسبة 24.5 في المائة وأصبحت مجالات المبادلات تتميز بالتعدد والتنوع، وظل يسرد أوجه التعاون وهو يمسح القاعة بعينيه، وحين انتهى الحفل لم يتلق الرجل ولو رسالة نصية من الوزير.
ولأن اليابان قوة اقتصادية عظمى، فقد استجابت الخارجية لمقترح سفيرها في طوكيو سمير أعرور، القاضي بتعيين تيتسورو كاواكامي (خريج جامعة التجارة بطوكيو، الذي تقلد عدة مناصب، ودرس بجامعة كنساي، وترأس هيئة أرباب العمل بالمنطقة، كما سير عدة منظمات مهنية)، قنصلا شرفيا للمغرب في أوساكا، التي تعد العاصمة الاقتصادية لمنطقة كنساي. قال أعرور، خلال الحفل، إن هذا التنصيب «يندرج في إطار تعزيز حضور المملكة، والنهوض بإشعاعها في منطقة كنساي» مبرزا أن «هذه المبادرة الدبلوماسية الجديدة ستسهم في مد جسور التبادل والتعاون مع منطقة كنساي على المستوى الاقتصادي والتجاري والثقافي».
كما تم تعيين مصطفى بوستة قنصلا شرفيا لتركيا في ولاية طنجة، وخصصت السفارة التركية مكتبا تمثيليا يدير ويسهل شؤون الجالية التركية بالمنطقة وتسند رئاسته إلى شخصية معروفة من الجهة ذاتها بصفة شرفية ليس حاملا للجنسية التركية، وهو الرئيس السابق للمجلس الجهوي للسياحة بالجهة.
قال بوستة، إن اختيار قنصل شرفي لدولة تركيا في جهة طنجة تطوان، جاء بناء على أهمية هذه المنطقة، التي تشكل أرضية ملائمة لإبرام شراكات مع مستثمرين أتراك.
وفي الغابون، تم تسليط الضوء على محمد المدناوي الفيلالي، القنصل الشرفي لجمهورية الغابون بمدينة الدار البيضاء، خلال زيارة الملك محمد السادس إلى ليبروفيل، إذ حوصر بلقاءات صحفية محورها العلاقات المغربية الغابونية، قبل أن يختفي بانتهاء الزيارة. رغم أن الضرورة تقتضي تكثيف عدد القناصلة الشرفيين، للدول الإفريقية دون استثناء، «لأن الدول التي غرر بها وسارت في اتجاه يضر بمصالح المغرب لم يحرمها من حبه، إنه لا يغير مواقفه تجاهها لأنه مؤمن أشد الإيمان بكونها مغرر بها، وهذه الطريقة في التعامل ستكون لها انعكاسات إيجابية على بلادنا، مما يعكس تراجع دول إفريقية عن معاداة الوحدة الترابية للمملكة عبر سحب اعترافها بالبوليساريو»، يقول المدناوي.
نوال المتوكل.. ألعاب القوى قبل العمل الإنساني
لجأت منظمة الأمم المتحدة للتعاون مع شخصيات عامة ومشاهير في مختلف المجالات من أجل القيام ببعض الأعمال الإنسانية، حيث يطلق عليهم في هذه اللحظة مسمى «سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة»، وهي صفة ليست دبلوماسية كالتي يحملها سفراء الدول حول العالم، بل هي صفة وتكليف تشريفي للمساعدة في دعم القضايا المختلفة التي تدعمها الأمم المتحدة، مثل قضايا اللاجئين، والصحة، والغذاء.
هناك العديد من الهيئات التابعة للأمم المتحدة لها سفراء للنوايا الحسنة، لعل أبرزها اليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومفوضية شؤون اللاجئين، وصندوق السكان، واليونيسيف، ويونيدو، وصندوق تنمية المرأة، ومنظمة الصحة العالمية. لكن العنصر النسوي يظل حاضرا من خلال شخصيات عامة، كفيكتوريا بيكهام، مصممة الأزياء وزوجة نجم كرة القدم الإنجليزية السابق ديفيد بيكهام، ولاعبة التنس الروسية ماريا شارابوفا، والأمريكية سيرينا ويليامز، والبلجيكية جوستين هينين، والعداءة المغربية السابقة نوال المتوكل.
لأنها أول امرأة عربية وإفريقية تحصل على الميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز بالألعاب الأولمبية، فقد استطاعت نوال المتوكل أن تجعل لنفسها كاريزما خاصة غيرت مسارها، حيث انتقلت للدراسة في ولاية أيوا الأمريكية لتستمر في ممارسة رياضة الجري إلى جانب متابعتها لدراستها الجامعية، عملا بنصيحة والدها الذي توفي قبل أن يشاهد ابنته على «بوديوم» التتويج.
اعتزلت نوال المتوكل سباقات العدو إلا أنها لم تبتعد عن المجال الرياضي، بل وجدت لنفسها مجالا فسيحا في الإدارة فتولت العديد من المناصب، بدءا من منصب نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، ثم عضو اللجنة الأولمبية المغربية، وصولا إلى منصب كاتبة الدولة للشباب والرياضة عام 1997، وعلى المستوى الدولي تم انتخابها عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى عام 1995، ثم عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية عام 1998. وعينت رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2012، حيث التقت برؤساء وملوك دول العالم مما وضعها في مصاف السفراء والوزراء، قبل أن يتم انتخابها نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي، جاك روغ، لتصبح ثالث امرأة تتبوأ هذا المنصب في تاريخ اللجنة الأولمبية الدولية.
لكن أجندة الوزيرة السابقة للرياضة تسيطر عليها المهام الرياضية، في ما يظل نصيب العمل الإنساني ضئيلا، لذا تحتاج إلى مستشار يذكرها بين الفينة والأخرى بصفتها كسفيرة للنوايا الحسنة.
ورطة القنصل الشرفي لبولونيا
يحمل سعيد ضور، صفة قنصل شرفي لبولونيا في أكادير، لكن اعتزام ناشطة بولونية صاحبة فكرة «الماراطون الجنسي»، استعمال مطار المسيرة بأكادير كنقطة عبور إلى المغرب في إطار جولتها العالمية، وضع البرلماني في موقف صعب، وهو الذي يحمل صفة «الحاج»، ناهيك عن مركزه كقنصل شرفي.
حين طلب سعيد توضيحات حول نشاط الفاعلة الجنسية البولونية، أحيط ببيانات حول جولتها العالمية التي تسعى من خلالها إلى تحطيم «الرقم القياسي العالمي في عدد المضاجعات الجنسية»، مما جعل دخولها المغرب عبر بوابة أكادير القنصل في موقف لا يحسد عليه.
بحكم ما تقتضيه المراسيم والأعراف الدبلوماسية التي تفرض عليه التحضير لاستقبال الشخصيات العامة والعالمية القادمة من الدولة التي يمثلها، دون اعتبار لموضوع الزيارة ولا لصفة وسلوكيات الشخص، فإن المسؤول السياسي بالمنطقة أعلن الفيتو وهو الذي شغل منصب رئيس لجنة الداخلية بالبرلمان المغربي، منطلقا من النخوة المغربية الأمازيغية التي جعلته يصطف إلى جانب الرافضين لدخولها إلى أكادير، مما قد يعتبر لدى دولة بولونيا إخلالا بأداء المهام المنوطة به.
ومن غرائب الصدف أن يكون
ضور متحدرا من منطقة سوس المعروفة بمدارسها العتيقة ومدارس العلم وحفظ القرآن الكريم، ويزاول في الوقت نفسه مهمة قنصل شرفي لأكبر دولة مساندة للمثليين والحريات الفردية للأشخاص.
الكروج سفير المعاقين الذي اكتفى بالتعيين
يحمل هشام الكروج لقب سفير للنوايا الحسنة للأولمبياد الخاص، وهو التعيين الذي وشحته به الراحلة الأميرة لالة أمينة، حين كانت قيد حياتها رئيسة للأولمبياد الخاص المغربي والعربي، حسب قرار التعيين، فإن هشام الكروج سيقوم «بشكل تطوعي، بدعم أنشطة الأولمبياد الخاص المغربي، والمشاركة في نشر قيمه العالمية، والمساهمة في النهوض بأوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي». وقبل أن يقبل الكروج القرار خاطبته الأميرة: «من أجل إعطاء دفعة قوية لمهمتنا الإنسانية، ارتأينا تجنيد سفراء للنوايا الحسنة، وفي هذا الصدد قررنا تعيينكم سفيرا للنوايا الحسنة للأولمبياد الخاص المغربي، اعتبارا لما تتحلون به من خصال حميدة، والتزام، وتجند دائم لفائدة الأشخاص في وضعية صعبة، فإننا على يقين، بأنكم ستكرسون جزءا من وقتكم للتعريف بأهداف ومبادئ الأولمبياد الخاص على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي». ظل التعيين يكتسي دلالة رمزية، تكمن في كونه بطلا دأب على رفع العلم المغربي في المحافل الرياضية الدولية، وراكم رصيدا من «الطيبوبة على الصعيد العالمي، تجعل منه الشخص المناسب للقيام بهذه المهمة الإنسانية النبيلة، وتوظيف هذه المؤهلات والمنجزات أحسن توظيف للتعريف بمبادئ الأولمبياد الخاص المغربي وأنشطته، ودوره في النهوض برياضة ذوي الإعاقة الذهنية، من خلال مشاركته في مختلف المؤتمرات والمنتديات والتظاهرات الوطنية والإقليمية والدولية». منذ ذلك الحين اختفى الكروج عن الأنظار وغاب عن زيارات دور الأشخاص المعاقين وقاطع ندوات الإعاقة، وتحولت الصفة إلى مجرد وسام انتهت صلاحيته مباشرة بعد التقاط صورة الحدث. وفي آخر ملتقى لهذه الفئة غاب سفير النوايا الحسنة، كما غاب كثير من الذين التصقوا بالأولمبياد الخاص تقربا من الأميرة.
نسي الكروج ما قاله بعد التعيين، وما صرح به للقناة الأولى، حين وعد ببذل كل ما في وسعه للاضطلاع بهذه المهمة النبيلة على أكمل وجه، والمساهمة في تحقيق الحلم، الذي يراود الرياضيين من هذه الفئة، والذي يتمثل في الصعود إلى منصة التتويج في مختلف المحافل الدولية والقارية والجهوية، واستعداده «لوضع خبرته وتجربته في مجال ألعاب القوى رهن إشارة رياضيي الأولمبياد الخاص المغربي». يمكن أن نسأل نوال المتوكل التي حضرت اللقاء بصفتها عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية، والاتحاد الدولي لألعاب القوى، عن وعود الكروج التي ماتت بعد وفاة لالة أمينة.
الشرقاوي.. ابن وادي زم حامل لواء السلام
حاز الحقوقي هشام الشرقاوي على شهادة تقديرية من المنظمة الدولية للتربية والعلوم «اليونيسكو» ومنحته اللجنة الأوربية صفة سفير للسلام، وذلك بعد أن اجتاز بنجاح دورة تكوينية نظمت بتركيا بمشاركة 30 دولة حول موضوع التسامح.
ويعتبر المغربي هشام الشرقاوي من الشخصيات التي تحظى باحترام العديد من المنظمات الدولية، كما سبق له أن اشتغل في عدة مسارات للسلام في أوغندا وسيراليون وسيريلانكا والكامبودج وبروندي.. وهو أستاذ متخصص في القانون الجنائي الدولي والعدالة الانتقالية، ورئيس مركز السلام والعدالة.
وحصل الشرقاوي على دكتوراه فخرية من المعهد الدولي للسلام العالمي، بالإضافة إلى شهادة تقديرية من الجامعة الأمريكية للسلام. ودبلوم الدراسات العليا في العلاقات الدولية، وماستر في تاريخ الزمن الراهن، وشهادة من المركز الدولي لحقوق الإنسان بستراسبورغ، وشهادة من المركز الدولي للعدالة الانتقالية بنيويورك، ثم شهادة بالمركز الدولي للاجئين بأوغندا، وعدة شهادات أخرى. وتعهد الخبير الدولي، هشام الشرقاوي، بالعمل على تعزيز ونشر ثقافة السلام والعدالة استنادا إلى القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وما يتصل بهما من إعلانات ومبادئ وتوصيات، مع ربط جسور التعاون وتبادل الخبرات مع المجموعات الدولية والوطنية لحقوق الإنسان، بما في ذلك أجهزة نظام الأمم المتحدة ومجلس أوربا والمنظمات الإقليمية الحكومية وغير الحكومية في إفريقيا وآسيا، مع توثيق الصلات العلمية والثقافية مع تجارب دولية راكمت خبرات مهمة في نشر ثقافة السلام والعدالة.
ومن المفارقات الغريبة في تتويج ابن مدينة وادي زم هشام، الذي ينحدر من أصول شرقاوية، في نفس اليوم الذي توجت فيه «شرقاوية» أخرى، في شخص رجاء الشرقاوي، بجائزة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، نتيجة مساهمتها في واحد من أكبر الاكتشافات في علم الفيزياء والمتمثل في الدليل على وجود «هيغز بوسون»، الجسم المسؤول عن تكون الكتلة في الكون.
فاطمة فائز.. ملتقى السياسة والجمال والنوايا الحسنة
من النادر أن تعثر على فتاة ريفية تشارك في مسابقات اختيار ملكة الجمال، فالتقاليد الصارمة في المنطقة تجعل الكشف عن الحسن والجمال فتنة، لكن فاطمة فائز المنحدرة من مدينة الحسيمة، كسرت هذا العرف ونالت في أول مشاركة لها لقب ملكة جمال المغرب سنة 2011، كما حصلت على لقب وصيفة ملكة جمال المغرب لسنة 2013، فضلا عن حصولها على لقب سفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، كما شاركت في مسابقة ملكة جمال الكون بروسيا كممثلة وحيدة للعالم العربي. لكن فاطمة تتأبط مشروعا اجتماعيا قدمته خلال التظاهرة ودافعت عنه بلغة إنجليزية سليمة.
لذا كان من المنطقي أن تتفوق على كثير من المشاركات، خاصة حين تمزج بين السلام والعمل الخيري، في مقاربتها لأطفال النازحين إلى المغرب من جنوب الصحراء، أو من دول عربية تعيش اضطرابات أمنية، وحين ارتجلت كلمة أمام لجنة التحكيم قالت: «ما ينقصني هو أن أرى السلام يعم الشعوب إلى آخر خريطة، أن أرى نشر الخير في مجتمعاتنا إلى آخر نفر، أن يسود العالم الحب والحب وحده إلى آخر شارع، وهذا ما أشتغل عليه بوصفي سفيرة النوايا الحسنة والسلام».
تمارس فاطمة العمل السياسي، إذ تعد من قياديات حزب الأصالة والمعاصرة، قبل أن تجمد عضويتها لتتفرغ للنوايا الحسنة الحقيقية، لكنها لا تتردد في القول بأنها لم تنسحب من السياسة، لكنها تغيب عنها للاهتمام بمشاريعها الخيرية «التي أصرف فيها الكثير من وقتي، والسياسة في حاجة إلى من يتفرغ لها». تقول فاطمة في أكثر من لقاء صحفي. لكن العارفين ببواطن الأمر يصرون على أن غيابها ناتج عن التزامات فنية، بعد أن تلقت عروضا من منتجين ومخرجين، ووقعت عقدا لخوض تجربة سينمائية كبطلة لفيلم «لحوم البشر».
ومنذ تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة، تلقت دعوات تكريم من مؤسسات ومجالس منتخبة، وتم تكريمها أيضا بمصر من طرف المستشار فوزي العجمي رئيس المركز العربي للإعلام والتكنولوجيا ونقيب الإعلاميين بالجيزة بمصر، حيث منحت لها الدكتوراه الفخرية، ولقب سفيرة الخير والعطاء، عن مجمل أعمالها في المجالات الخيرية.
فاطمة فائز تنشغل حاليا بالتحضير لإطلاق أول ناد للفلك في المغرب، بعدما أنهت دراستها في العلوم الفيزيائية والإلكترونيات وعلوم الطيران والفلك. وأيضا في التسيير والأعمال بالإمارات العربية المتحدة كما أصبحت أجندتها تعرف ضغطا للمواعد، بسبب التزامها بأنشطة مكثفة عديدة داخل وخارج المغرب، لكن هذا لا يمنعها من مزاولة هواية الركض الصباحي وتفحص الصحف وتوقعات التيليسكوب للاطلاع على أحوال النجوم.