حين تألق المنتخب المغربي في مونديال 2022، أو عندما فاز المنتخب الأولمبي المغربي بكأس إفريقيا على نظيره المصري، أو عندما أدخل المدرب الحسين عموتة منتخب الأردن التاريخ من بابه الواسع، ردد محللون مصريون في قنواتهم الإلكترونية والفضائية ملتمسهم: «إذا كان لليبيا نفطها وللجزائر غازها فإنه قد آن الأوان لتصدير المدربين المغاربة إلى دول أخرى».
وقال أحدهم: «يا ناس استعينوا بالمدربين المغاربة، إنهم يملكون وصفة الانتصار، ولا يكلفون خزائن الاتحادات أموالا كثيرة».
صنع كثير من المدربين المغاربة مجد منتخبات عربية وإفريقية، فحين تعاقد المدرب الوطني الحسين عموتة مع الاتحاد الأردني وعين مدربا للنشامى، وهو أول مدرب مغربي يشرف على تدريب منتخب ظل رهينة في يد الألمان والرومانيين والعراقيين، قالت أمينة الاتحاد: «نحن نراهن على التجربة المغربية».
شرع العرب في الاستعانة بالمدربين المغاربة، منذ أن احتل الفريق الوطني المرتبة الرابعة في مونديال قطر، فبادر السودانيون إلى التعاقد مع الناخب الوطني بادو الزاكي، وحين اختنقت الأوضاع الأمنية في السودان وارتفعت ألسنة النيران، لم يتوقف نبض الكرة واستأنف الجهاز الفني المغربي المسار في مدينة أكادير.
قال المفاوض البحريني حين فشلت محاولة التعاقد مع المدرب رشيد الطاوسي: «نحن نبحث عن اللمسة المغربية التي أوصلت الكرة المغربية إلى المربع الذهبي». وفي بداية الثمانينات طلب الأفارقة ود عدد من المدربين المغاربة، أمثال حمادي حميدوش في غينيا الاستوائية وسعيد بناصري الذي أكمل الرسالة وحفظ الأمانة.
يضيق المجال للكشف عن لائحة المدربين المغاربة الذين وضعت فيهم الثقة وتسلموا المفاتيح التقنية لمنتخبات تبعد عنا مسافة ويجمعنا بها شغف الكرة. لكن كلما تألقت كرتنا فتحت الآفاق أمام مدربينا.
في الملف الأسبوعي لـ «الأخبار» غيظ من فيض سفراء السعادة.
عموتة.. المدرب المغربي الذي أخرج الأردنيين من ديارهم
تفاعل العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، مع تأهل المنتخب الأردني إلى نهائي بطولة كأس آسيا بعد فوزه على منافسه الكوري الجنوبي بهدفين نظيفين، وكتب الملك في حسابه عبر منصة «إكس»، فور انتهاء المباراة الحاسمة: «قدها النشامى، رفعتوا راسنا، مبارك لكم ولكل الأردنيين وصولكم لنهائي آسيا.. راية الأردن مرفوعة دوما بهمة أبنائه وعزيمتهم، حيا الله النشامى».
سيتحول المدرب المغربي الحسين عموتة في غضون أسابيع من طريد للانتقادات والشكوك إلى رمز نجاح في الأردن وصانع فرحة جماهيرية كبرى، بعد أن قاد «النشامى» إلى إنجاز غير مسبوق وهو الوصول إلى نهائي كأس آسيا لكرة القدم للمرة الأولى في التاريخ.
حين تعاقد الاتحاد الأردني لكرة القدم مع المدرب المغربي الحسين عموتة، مدربا لـ «النشامى» لمدة ثلاث سنوات، قال في مؤتمر صحفي بمقر الاتحاد الأردني، إنه يراهن على محطتين: تصفيات كأس العالم 2026، ونهائيات كأس آسيا التي تقام في قطر، معبرا عن امتنانه للثقة التي حظي بها من قبل الاتحاد الأردني لكرة القدم، برئاسة الأمير علي بن الحسين، مؤكدا أنه يحمل الكثير من الحماس والشغف لتدريب «النشامى» في الاستحقاقات المقبلة.
اشترط عموتة الاستعانة بطاقم تقني مغربي مكون من مصطفى الخلفي وحسن لوداري وهشام الإدريسي، وقالت أمنية الاتحاد الأردني سمر نصار، إن التعاقد مع عموتة يأتي في سياق الاستفادة من التجربة المغربية، واعتبارا لمساره الغني بالإنجازات، على مستوى الأندية والمنتخبات، بعد أن حقق عددا من الإنجازات والألقاب، أبرزها لقب دوري أبطال إفريقيا مع نادي الوداد 2017، وكأس الاتحاد الإفريقي مع نادي الفتح الرباطي 2010، فضلا عن عدد من الألقاب المحلية مع السد القطري (2013-2015) والوداد (2016-2017) والفتح (2010)، إلى جانب درع البطولة الاحترافية مع فريق الجيش الملكي المغربي 2023، دون إغفال لقب كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين 2020.
لكن العلاقات بين المغرب والأردن علاقات متجذرة تتجاوز حدود الرياضة والدبلوماسية الكلاسيكية إلى آصرة النسب الشريف، فقد كان الملك محمد الخامس سباقا إلى زيارة الأردن مباشرة بعد استقلال المغرب، في جولة قادته إلى فلسطين والعراق، وظل الملك الحسين بن طلال حريصا على زيارة صديقه الحسن الثاني على متن طائرته الملكية الخاصة، حتى فاقت زياراته إلى بلادنا مجموع رحلاته إلى باقي الدول العربية، أما العاهل الأردني الحالي عبد الله الثاني فزار المملكة المغربية عدة مرات. بل إن العاهل الأردني الملك حسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، كان عاشقا متيما بالكرة المغربية، ففي سنة 1960، وفي أول زيارة له للمغرب، أصر على حضور نهائي كأس العرش في كرة القدم بين المولودية الوجدية والفتح الرياضي، على أرضية الملعب الشرفي بالدار البيضاء، وسلم الكأس للمولودية.
حميدوش مدربا لمنتخب غينيا الاستوائية بقرار ملكي
بين حمادي حميدوش والحسين عموتة العديد من نقط التلاقي. تجمعهما قبيلة زمور المناضلة وهم الجمع بين الدراسة والتدريب، وهما معا لعبا في الاتحاد الزموري للخميسات وكانت تسكنهما حاسة التهديف، واحترفا خارج المغرب ودربا المنتخب المغربي ومنتخب خارجي، مع اختلاف في الزمن.
حمايد ابن منطقة تيداس بضواحي مدينة الخميسات، كانت بداياته مع كرة القدم في فرق الأحياء ولعب لفريق الاتحاد الزموري للخميسات، الحظ لعب دوره، لينتقل حميدوش لفرنسا في زيارة عائلية، هذه الأخيرة مكنته من التعرف على المحيط الكروي هناك، ليتلقى أول عرض من أحد أندية الهواة (فيندوم)، ليخوض أول مباراة مع المجموعة لكن تسجيله لخمسة أهداف وتألقه، جعل حميدوش يصبح تحت مجهر أندية عديدة، أبرزها «ريد ستار» الذي يمارس في دوري المحترفين الفرنسي ليوقع حمادي حميدوش أول عقد احترافي له ويجاور مواطنه اللاعب العربي شيشا.
عاد حمادي إلى المغرب ليوقع مع فريق النادي المكناسي الذي حقق معه بطولة القسم الثاني بالإضافة إلى لقب كأس العرش لموسم 1966، وينتقل للجيش الملكي، ثم يصبح أحد أبرز هدافي المنتخب.
اختار الالتحاق بعالم التدريب، وبدأ كمساعد مدرب بفريق النادي المكناسي عام 1974 ثم أصبح مدربا أول سنة 1976 واستمر في هذا المنصب إلى غاية عام 1988.
حين عاد المنتخب المغربي من الجزائر مهزوما بثلاثية ضمن تصفيات أولمبياد موسكو، تلقى أعضاء الفريق أمرا بالتوجه، فور وصولهم إلى المطار، مباشرة إلى مراكش لأن الملك الحسن الثاني كان يريد لقاء الفريق. هناك علم بتعيينه مساعدا للمدرب الفرنسي جيست فونتين، لكن هذا الأخير سيغيب عن تدريب المنتخب بسبب حادثة سير، وسيكون حميدوش وزميله جبران في اختبار حقيقي في دورة كأس أمم إفريقيا في نيجيريا سنة 1980.
قال حميدوش لـ»الأخبار» إن أغلب المتتبعين كانوا يتوقعون إقصاء المنتخب، «بلغنا نصف النهائي ولولا أن القرعة رمت بنا في مواجهة منتخب نيجيريا مستضيف الدورة لوصلنا إلى المباراة النهائية، رحلنا إلى المجهول بفريق واعد، ولم يكن يخطر على البال أننا سنقوم بانتزاع الميدالية النحاسية إثر تفوق منتخبنا في مباراة الترتيب على منتخب الفراعنة بهدفين نظيفين».
بعد هذا الإنجاز، تلقى حمادي دعوة للالتحاق بغينيا الاستوائية في مهمة تدريب منتخب هذا البلد. تبين أن العرض لا يقبل التفكير أو الرفض، لأن الرئيس الغيني وجه الملتمس للحسن الثاني، الذي حوله لوزير الرياضة. تفاوض الغينيون مع حمادي وولوه الإدارة التقنية لمنتخب كان محاصرا في جزيرة، قبل أن يتحول إلى قاهر للكبار، وحين غادر مدينة «باطا» ترك المشعل لمدربين مغاربة آخرين، أبرزهم سعيد بناصري الذي أكمل الرسالة وحفظ الأمانة.
الاتحاد الصومالي لكرة القدم يستنجد بمدرب مغربي
تعاقد الإطار الوطني رشيد لوستيك مع الاتحاد الصومالي لكرة القدم، وتم توقيع العقد في العام الماضي، والذي تمتد مدته الزمنية الى شهر غشت 2025، حيث سيشرف على تدريب المنتخب الأول ومنتخب أقل من 23 سنة، وسيكون الرهان الأول تصفيات القارة الإفريقية المؤدية لمونديال أمريكا والمكسيك وكندا، ومنافسات كأس العرب، وحين أنهى رشيد إجراءات التعاقد عين مساعديه يوسف اللاعب الدولي الصومالي السابق ومدرب الحراس حسن محمد فرح ومدرب اللياقة إبراهيم غسان، وشرع في مهمة البحث عن منتخب يعيد الصومال إلى دائرة التنافس.
وحين حضر رشيد مباراة برسم كأس الجنرال داوود، فوجئ بأعداد الجماهير الصومالية التي حلت بملعب العاصمة مقديشو، وحجم الترحيب الذي لازم المدرب المغربي سليل منتخب أخرج الصوماليين من بيوتهم خلال مونديال قطر، فأنساهم غضبهم من وصفات صندوق النقد الدولي وهشاشة الحياة.
صفق الجمهور طويلا للمدرب المغربي، ورحبوا بالتجربة المغربية، أكثر من ترحابهم بقوافل المساعدات الغذائية وزيارات هيئات أطباء بلا حدود. حينها تيقن رشيد أنه أكثر من مجرد مدرب، بل هو سفير معتمد في بلد ظل سكانه يعيشون لسنوات تحت لظى الحروب الأهلية.
حين حل المدرب المغربي بالعاصمة الصومالية مقديشو، التمس منه المسؤولون عن الكرة في هذا البلد، إعادة فريق بلادهم لدائرة الضوء، والقطع مع مصطلح «الصوملة» الذي أضحى استعارة مجازية تسللت إلى المشهد الكروي لتدل على فشل البلد الغارق في بحر الاضطرابات والفوضى.
قال رشيد في حوار صحفي عقب التعاقد مع المنتخب الصومالي، إنه لم يفكر مرتين حين سنحت له هذه الفرصة، «ليس متاحا كل مرة أن تدرب منتخبا مهما كان اسمه وحجمه، لذلك وافقت على الفور، سأتولى مهمة الإشراف على منتخب الصومال الأول، ولدي تحد كبير في تصفيات مونديال 2026، كما سأقود المنتخبين المحلي والأولمبي، وسأشرف رفقة خبراء مغاربة وأفارقة على تأهيل مدربي الصومال من أجل الحصول على بعض الدبلومات».
ليس رشيد لوستيك هو المدرب المغربي الوحيد الذي اختار ركوب صهوة الأهوال، واختراق حاجز الخوف والتوغل إلى العمق الإفريقي، وهو يتأبط وصفة التجربة المغربية، فهناك عشرات المدربين الذين اختاروا الحل الإفريقي، حين تبين لهم أن كثيرا من رؤساء الفرق المغربية يؤمنون بالقول المأثور: «مطرب الحي لا يطرب».
براء.. مدرب مغربي يشرف على منتخب الفيلبين
حين وقع اتحاد الكرة الفيلبيني عقدا رسميا مع المدرب المغربي براء جروندي، وأوكل إليه مهمة الإشراف على تدريب المنتخب الأول، وذلك انطلاقا من الاستحقاقات الخاصة بالموسم الرياضي 2022/2023. دار نقاش حول قلة تجربة الإطار المغربي، الذي قبل التحدي وآمن بأن السن ليس مهما في حسم التعاقدات.
بعد أن تعاقدت الجامعة الفيلبينية مع براء صاحب 29 عاما من أجل الإشراف على تدريب المنتخب الأول، استحضر الفيلبينيون عبور هذا الفتى الطموح داخل الاتحاد القطري لكرة القدم ونادي الاتفاق السعودي والعديد من الأكاديميات والأندية العربية الأخرى.
طلب من المدرب المغربي براء جروندي، قراءة متأنية في الرصيد البشري لمنتخب يمارس خارج دائرة الأضواء، وطلب منه إيجاد وصفة ناجعة لمواجهة منتخبات الكويت والأردن في إطار استعدادات المنتخبات للاستحقاقات القارية القادمة.
قال براء في أول لقاء صحفي: «قرار موافقتي على تدريب منتخب الفيلبين أعتبره موفقا، لأنها تجربة جديدة ومختلفة، كما أنني اتفقت مع اتحاد الكرة هناك، على أن أواصل في الوقت نفسه، مهمتي كمحاضر آسيوي في الاتحاد القطري لكرة القدم. التحاقي بمنتخب الفيلبين، جاء بعد أن اقترحني مدرب أشرف عليه في إحدى الدورات التدريبية، ووافقت على العرض».
وأصاف المدرب المغربي الشاب براء جروندي، إنه قبل العرض كي يبصم على مسيرة تدريبية ممتازة، دون إغفال رغبته الجامحة في التتويج بالألقاب رفقة منتخب الفيلبين وتحقيق إنجازات غير مسبوقة بداية من الموسم الكروي الحالي.
العربي بن مبارك يهدي مسدسا للمقاومة الجزائرية أثناء مهمة تدريب
تعددت لقاءات اللاعب والمدرب العربي بن مبارك بالملك محمد الخامس وولي العهد مولاي الحسن، حيث تردد العربي كثيرا على القصر الملكي بالدار البيضاء، هناك مارس لعبة كرة السلة مع ولي العهد آنذاك الحسن الثاني، بمشاركة اللاعب المغربي طاطوم، وكان العربي لاعبا للوداد فرع كرة السلة ولليسام فرع كرة القدم، كما كان يتابع مباريات التنس في ملعب القصر الذي شهد زيارة المندوب العام الفرنسي للرياضة والتعليم جون بورترا إلى جانب المقيم العام الفرنسي شارل نوغيس، في لقاء كان العربي أحد ضيوفه الشرفيين بحكم انتمائه حينها للمنتخب الفرنسي الذي عاش آنذاك فترة عطالة بسبب الحرب العالمية، كما أورد منصف اليازغي الباحث في الرياضة المغربية.
بعد الحصول على الاستقلال أصر ولي العهد مولاي الحسن على تعيين العربي بن مبارك مدربا للمنتخب المغربي الذي تلقى دعوة للمشاركة في أول بطولة عربية سنة 1959، وبعد استشارة مع الملك محمد الخامس وجهت دعوة للعربي، المشرف حينها على تدريب الفتح الرباطي، وطلب منه انتقاء اللاعبين القادرين على المشاركة في هذا الحدث الكروي العربي الأول من نوعه.
من المواقف التي سجلها الملك محمد الخامس في مرمى العلاقات المغربية الجزائرية، دعوته للعربي بن مبارك نجم الكرة المغربية، للالتحاق بالجارة الشرقية لتدريب فريق سيدي بلعباس، وحين حل جوهرة الكرة المغربية بالمدينة الجزائرية سلم مسؤولي الفريق هدية عبارة عن مسدس، نال على إثره شهادة من مكتب جبهة التحرير الجزائرية في الرباط، تتضمن شكرا للمدرب على حسه القومي الكبير. قضى العربي فترة مع الفريق الجزائري، وحين بزغ فجر الاستقلال قرر العودة إلى المغرب، وظل يتلقى دعوات من مسيري سيدي بلعباس، إلا أن أسلم الروح لباريها.
الزاكي.. ذهب لتدريب السودان فوجد نفسه محاصرا بالدخان
حين سمع صوت الرصاص في سماء الخرطوم، وتوقفت الكرة عن الدوران وتوقفت البطولة بقرار، حينها تذكر المغاربة بادو الزاكي المشرف على تدريب المنتخب السوداني بمساعدة المغربي يوسف فرتوت، وكان حديث العهد بالمهمة.
فجأة انزلقت الأمور وتدحرجت في منحنى حرب أهلية، وتاه السودانيون بين مناصر لبرهان ومشجع لحمدان، بعد أن كان فريقا الهلال والمريخ وحدهما القادرين على تقسيم السودانيين إلى فئتين.
طمأن الزاكي استفسار المغاربة، وتبين أنه ركب آخر طائرة صوب المغرب رفقة مساعده المغربي يوسف، قبل أن يملأ الدخان سماء الخرطوم وأم درمان، ففي مثل هذه الظروف يمكن لبرهان أن يكون منتخبا للكرة وينافسه غريمه حمدان بمنتخب يقتسم معه قلوب السودانيين.
في الوقت الذي كان فيه السودانيون ينتظرون مواجهة قوية بين الغريمين الهلال والمريخ، استيقظوا فجأة على مواجهة بالرصاص الحي بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، بعد احتدام الخلاف بين قطبي السلطة العسكرية في البلاد.
المدربون المغاربة المعتمدون في دول إفريقية مهددة بالانقلابات، لا ينامون إلا بعد أن يضعوا تحت وسادتهم جوازات السفر، ويضبطون ساعاتهم على مواعيد فتح وإغلاق سفارات المملكة، وأحيانا يتم إجلاؤهم وهم لا يملكون إلا جوازا وبذلة رياضية.
لكن قبل أن تنقلب الأمور، سيحقق الزاكي مع المنتخب السوداني انتصارا صعبا ومهماً على نظيره الغابوني، بهدف دون مقابل، في اللقاء الذي جمع المنتخبين، على ملعب «الجوهرة الزرقاء»، ضمن منافسات الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية الكوت ديفوار 2024.
واستطاع المدرب المغربي بادو الزاكي، تحقيق انتصاره الأول مع المنتخب السوداني، عقب الخسارة أمام منتخب الغابون في لقاء الذهاب بنتيجة (1-0)، كما أنه تمكن من كسب 3 تحديات في بداية تجربته الجديدة مع «صقور الجديان»، حين نجح في كسب ثقة لاعبي منتخب السودان بسرعة، رغم قصر مدة التعاقد، وذلك بعدما جرى تعيينه مدرباً للمنتخب الأول، خلفاً للمدير التقني السابق، برهان تية، الذي أقيل من منصبه عقب إقصاء «صقور الجديان» من الدور الأول لبطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين التي أقيمت بالجزائر.
حين اختنقت الأوضاع انتقل المنتخب السوداني إلى المغرب، حيث أقام معسكرا في أكادير، لكن تبين أن أذهان اللاعبين مسافرة إلى السودان وأجسادهم في سوس. سينهي الزاكي تعاقده مع «صقور الجديان»، ويعود إلى الوطن قبل أن يخوض تجربة أخرى في النيجر.
مؤطر
+++
بعيدا عن الكرة.. مغاربة أشرفوا على تدريب منتخبات عربية وإفريقية
عويطة يضع تجربته رهن إشارة منتخب الإمارات
قبل عشر سنوات خلت، عين الاتحاد الإماراتي لألعاب القوى، البطل الأولمبي المغربي السابق سعيد عويطة، مديرا فنيا للمنتخب الإماراتي لألعاب القوى، خلفا للسوري غازي السمكري. في مؤتمر إعلامي لتقديم عويطة قال أحمد الكمالي، عضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي لألعاب القوى ورئيس اتحاد الإمارات للعبة: «إن تولي سعيد عويطة هذه المسؤولية، إلى جانب مهمته التنسيقية بين اللجنة الأولمبية الوطنية والاتحاد، سيعزز من «نجاحات اللجنة الأولمبية والاتحاد معا، وسيصب في خانة مصلحة اللعبة، خاصة ونحن على أبواب المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بريودي جانيرو 2016 في غشت المقبل بما يملكه من خبرة وحنكة كبيرتين».
قدم عويطة مشروعه ودعا إلى منحه مزيدا من الوقت لظهور كفاءات، لكن سيدب الخلاف بين الطرفين في دورة الألعاب الآسيوية بجاكارتا، وسيعلن سعيد استقالته من التدريب. وأعرب الاتحاد عن استيائه الشديد للمخرجات والنتائج، لاسيما أن الألعاب الآسيوية إحدى أهم محطات الإعداد الفعلي للألعاب الأولمبية، في الوقت الذي وفر فيه الاتحاد كل الإمكانيات للجهاز الفني واللاعبين من خلال معسكرات طويلة المدة، وبإشراف مدرب كبير له سمعته وقيمته الفنية مثل عويطة.
النجاري..15 سنة في تدريب منتخبي السعودية والإمارات
يعد مصطفى النجاري واحدا من أساطير الدراجة المغربية، وأحد رموز هذه اللعبة ممارسة كدراج أو مسؤول تقني في المنتخب المغربي ومنتخبي السعودية والإمارات. قضى أزيد من خمسين سنة في خدمة الدراجة المغربية ،متسابقا،مدربا،مديرا تقنيا وطنيا،مسيرا وإداريا، حيث كانت آخر مهمة ربطته بالجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات هي مهمة مدير تقني والتي غادرها سنة 2021 ،بعد مسار طويل في نفس المنصب، حيث التحق مصطفى النجاري بالجامعة كمدير تقني سنة 2008،أي في نفس السنة التي عقد فيها الجمع العام للجامعة والذي عرف انتخاب محمد بن الماحي رئيسا لها لأول مرة.
أشرف النجاري على الإدارة التقنية الوطنية لسباق الدراجات، وعندما قامت الجامعة بتعيين مدير تقني من ألمانيا ثم آخر من فرنسا فإنها كانت تعود له واضعة ثقتها في كفاءته وفي خبرته الواسعة كدراج وكمدرب وإطار تقني.
استفادت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من مصطفى النجاري المدرب وعينته مديرا تقنيا لمنتخباتها، وكان إلى جانبه مجموعة من الأطر المغربية أبرزها بلقاضي وأيت أوفقير وآخرون.
ساهم النجاري في تنظيم طواف دبي الدولي، حين كان مدربا للمنتخب الإماراتي، وحوله إلى ملتقى لا يقل من حيث المستوى عن أشهر سباقات الدراجات في العالم، وفي مقدمتها طواف فرنسا وإيطاليا، مستلهما أفكاره من طواف المغرب الذي انطلق منذ عام 1937.
بولامي يقود منتخب البحرين إلى منصات التتويج
حين التحق خالد بولامي كمدرب بالبحرين، نال صفة المدير التقني وكبير المدربين بالاتحاد البحريني لألعاب القوى، وبسرعة قاده إلى حيازة ميداليتين أولمبيتين، كما سجلت ألعاب القوى البحرينية حضورها بقوة في جل المسابقات بريو دي جانيرو 2016.
ورغم التألق الذي حققه المدرب بولامي في البحرين، إلا أن اللجنة المؤقتة التي كانت مكلفة بتسيير اتحاد ألعاب القوى المغربي، ستقرر إيقافه ومنعه من مزاولة أي نشاط رياضي يرتبط بألعاب القوى في المغرب، فيما عرف بقضية «تجنيس بعض العدائين المغاربة ومساعدتهم على الهجرة خارج البلاد».
وقال بولامي في تصريح صحافي «لقد فوجئت في أول الأمر بقرار إحالتي على وزارة الشباب والرياضة لكنني ذهلت حينما علمت بقرار إيقافي مدى الحياة من قبل لجنة مؤقتة غير مؤهلة بتاتا لاتخاذ قرار بهذا الحجم وبهذه الخطورة».
ونفى خالد بولامي، 33 سنة، وصيف بطل العالم في مسابقة 5000متر عامي 1995 في غوتبورغ و1997 في أثينا، نفيا قاطعا الاتهامات التي وجهتها إليه اللجنة المؤقتة وعبر عن استعداده التام للمثول أمام لجنة لتقصي الحقائق بل حتى أمام المحاكم إن اقتضى الأمر.
يونس طاطبي يصنع أفراح الكنغوليين
تألق يونس طاطبي ابن درب غلف والرابطة البيضاوية لكرة اليد مع المنتخب الوطني لسيدات الكونغو في بطولة العالم لكرة اليد التي جرت في إسبانيا. وحقق أصغر مدرب وطني للمنتخب المغربي لكرة اليد على مر التاريخ، نتائج تستحق التقدير والافتخار، بعدما استطاع رفقة المنتخب الوطني للكونغو برازافيل سيدات، التأهل إلى الدور الموالي من منافسات بطولة العالم.
ونجح اللاعب الدولي السابق في كرة اليد والإطار الوطني في قيادة منتخب الكونغو برازافيل لكرة اليد سيدات بشكل لافت، حيث استطاع أن يصنع منه منتخبا قويا على المستوى الإفريقي. وسبق لابن الرابطة البيضاوية لكرة اليد أن صعد بمنتخب الكونغو إلى أعلى التصنيفات، كما حقق نتائج إيجابية في بطولة إفريقيا للأمم لكرة اليد سيدات بالسنغال.