مصطفى عفيف
لازال سكان سطات ينتظرون تدخل باشا المدينة لتحرير الملك العمومي المحتل من طرف أصحاب الدور السكنية بعدد من الأحياء، خاصة منها «الكمال ودلاس، وبام والسلام، البطوار وميمونة»، الذين حولوا الملك العمومي أمام منازلهم إلى حدائق مسيجة دون موجب حق، حتى أضحت هذه الظاهرة حقا مكتسبا بالنسبة لأصحاب الدور السكنية، سيما حين يكونون في مراكز القرار، من مسؤولين ومنتخبين، كما هو حال عدد من المنازل التي استولى أصحابها على واجهاتها في استغلال للملك العمومي ومنع مرور المواطنين، مع الاستحواذ على جانب من الطريق العام، ومنهم من منع وقوف السيارات أمام واجهات تلك المنازل.
وعبر عدد من المواطنين من سكان سطات عن استغرابهم للحملة التي تباشرها السلطات المحلية لتحرير الملك العمومي، منذ أسابيع، بإشراف مباشر من باشا المدينة، والتي لم تشمل لحد الساعة عددا من أحياء المدينة، حيث أقدم أصحاب دور سكنية على تحويل الملك العمومي إلى ملكية خاصة، ومنهم من استولى على الطريق العام أمام أعين السلطات المحلية والمجلس البلدي، مع إحداث سياجات حديدية وتحويل تلك الفضاءات إلى حدائق خاصة وإقامة بنايات عشوائية في تحد للقانون.
ولم يأبه الساهرون على تدبير الشأن المحلي بسطات لنداءات المواطنين بخصوص هذه الظاهرة التي ابتليت بها المدينة، والتي غدت تنعكس بشكل سلبي على الفضاء العام، وهي فوضى تقع تحت أنظار المسؤولين ومصالح الجماعة المحلية الذين يتردد بعضهم على تلك الأحياء يوميا ويشاهدون حجم المعاناة التي يواجهها المارة مع احتلال الملك العمومي.
