مطالب بتعويض النقص الحاصل بالتزامن مع فصل الشتاء
محمد أبطاش
بادر الفريق الحركي بمجلس النواب إلى طرح سؤال على شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حول حيثيات سحب مصالح الداخلية، عبر مجلس جهة طنجة، لأسطول ضخم من سيارات النقل المدرسي على مستوى إقليم الحسيمة، دون المبادرة بتعويض جماعات قروية سيعاني تلامذتها مع هذا النقص.
وقال الفريق الحركي إن معظم الجماعات القروية، وبالخصوص على مستوى إقليم الحسيمة والشاون، تعيش خصاصا مهولا على مستوى توفير النقل المدرسي، خاصة بعد سحب مجلس الجهة للنقل المدرسي الذي كان متوفرا في السنوات الماضية، الأمر الذي سيكون له انعكاس سلبي على تمدرس تلامذة هذه المناطق، الذين تبعد مساكنهم عن المؤسسات التعليمية بمسافات طويلة، كما أنه سيساهم في تفاقم ظاهرة الهدر المدرسي.
وتساءل الفريق عن الإجراءات والتدابير التي ستتخذها الوزارة لمعالجة هذه الإشكالية، من أجل الحد من الهدر المدرسي بسبب صعوبة التنقل، خصوصا وأن المنطقة في فصل الشتاء وما يعرفه هذا الفصل من تقلبات جوية قاسية تكون لها انعكاسات سلبية على العملية التعليمية برمتها.
وجاء تحرك الفريق البرلماني المذكور مباشرة بعد قيام مصالح الداخلية بسحب العشرات من حافلات النقل المدرسي، بناء على الاختلالات المرصودة في صفقة سابقة تكفل بها مجلس جهة طنجة، حيث سارعت وزارة الداخلية إلى سحب هذه الحافلات في أفق ترتيب الجزاءات القانونية، خصوصا في ظل توجه الدولة نحو تأسيس شركات للتنمية المحلية لتدبير هذا القطاع، بفعل تحوله إلى ما يشبه «بقرة حلوبا» لبعض الجماعات، واستغلاله سياسيا خلال كل موسم انتخابي.
وكانت هذه المصالح، ولتعويض جزء من النقص الحاصل، قامت بتوزيع 35 حافلة جديدة للنقل المدرسي على الجماعات الترابية التابعة للإقليم إلا أنها تبقى غير كافية. وأشرف عامل إقليم الحسيمة على توزيع هذه الحافلات التي تم اقتناؤها بشكل استعجالي في إطار برنامجي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالوسط القروي، بعد أن تم سحب أسطول حافلات النقل المدرسي للشركة المكلفة في إطار عقدة مع المجلس الجهوي طنجة تطوان الحسيمة.
وكان بلاغ لعمالة الإقليم قد أكد بأن هذه المبادرة ستمكن من تعزيز جميع الجماعات الترابية التابعة لإقليم الحسيمة بحافلة واحدة إضافية وستليها ثلاث دفعات جديدة في غضون هذه السنة استجابة لطلبات آباء وأولياء التلاميذ بالجماعات الجبلية بالوسط القروي والأحياء الهامشية بالوسط الحضري التي تشكو من الخصاص في هذه الخدمة التي تساهم في تشجيع التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي.