ورزازات: محمد إبراهمي
قررت استئنافية ورزازات أخيرا، تأييد الحكم الابتدائي الصادر ابتدائيا على شبكة للنصب والسمسرة، تتشكل من ثلاثة متهمين، من بينهم امرأة تم ضبطهم في حالة تلبس وتوبعوا في حالة اعتقال. وتوبع المتهم الرئيس (ي.ا) بالنصب والخيانة الزوجية، فيما المتهمة الثانية (ب.م) بالمشاركة فيها، والمتهم (ت.ع) بالمشاركة في النصب.
وكانت المحكمة الابتدائية بورزازات قد قضت يوم 17 أكتوبر المنصرم، بسقوط الدعوى العمومية في حق المتهم الأول، في شقها المتعلق بالخيانة الزوجية وبمؤاخذة المتهمين من أجل ما نسب إليهم والحكم عليه بأربع سنوات ونصف حبسا نافذا، وغرامة مالية نافذة قدرها 5000 درهم. وأدانت المتهم الثاني بسنتين حبسا نافذا، وغرامة مالية نافذة قدرها 3000 درهم. فيما قضت بحبس المتهمة الثالثة بسبعة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ.
وتعود وقائع شبكة النصب إلى شهر أكتوبر المنصرم، حين أفلح الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات، في تحديد هوية أحد المرتفقين تحوم حوله شبهات التردد على المحكمة بشكل مسترسل لهدف غير التقاضي، لكونه ليس لديه أية شكاية لدى مصالح المحكمة، أو ملفا قضائيا يروج بها كي يداوم على ولوج المحكمة. وتفيد معطيات الملف بأن الوكيل العام وبتنسيق مع وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بورزازات، تمكن الأخير من تتبع خطواته وتنقلاته إلى حين ضبطه متلبسا، وإيقافه داخل المحكمة بمعية المتهمة الثالثة. وتمت إحالة الاثنين على المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بورزازات.
وفتحت الشرطة القضائية أبحاثها وتحقيقاتها مع المشتبه فيهما، ومواجهة المتهم الرئيسي بوثائق تم ضبطها وحجزها من داخل سيارته ومنزله أثناء إجراءات التفتيش التي فعلتها تعليمات وتوجيهات النيابة العامة. وقادت التحقيقات إلى تورط المتهم الثاني، مساعد المتهم الرئيسي في عمليات النصب على المتقاضين بالمحكمة ومحيطها.
وكشفت المسطرة القضائية المنجزة في حق الثلاثة، اعتراف المتهم الرئيسي باحترافه النصب على المتقاضين، وادعائه بعلاقاته النافذة مع القضاة بالمحكمتين الابتدائية والاستئنافية. وأقر بأنه كان يوهم ضحاياه أن لديه إمكانيات التدخل لدى القضاة للوصول إلى الأحكام المطلوبة في القضايا المعروضة على المحكمتين ليحصل مقابل ذلك على مبالغ مالية، معترفا بعلاقته غير الشرعية مع المتهمة التي ضبطت برفقته داخل السيارة أثناء إيقافهما، والتي اعترفت بدورها بذلك. من جهة أخرى، أقر المتهم الثاني والشريك في النصب أنه كان يصطاد الضحايا ويجلبهم إلى المتهم الرئيسي للتدخل لصالحهم في الملفات القضائية المعروضة على العدالة.