محمد اليوبي
تحولت القاعة التي احتضنت الاجتماع الأخير للفريق الاستقلالي، بمجلس النواب، إلى حلبة لتبادل السب والشتم والتراشق بقنينات الماء، بسبب حالة الاحتقان التي يعرفها الفريق، احتجاجا على التعديلات المقترح إدخالها على النظام الأساسي للحزب، والتي تستهدف حرمان البرلمانيين من العضوية بالصفة داخل المجلس الوطني للحزب.
وشهد اجتماع الفريق، الذي ترأسه عمر حجيرة نيابة عن رئيسه السابق، نور الدين مضيان، بعد إلغاء مقعده البرلماني بالحسيمة، غليانا غير مسبوق، بعد مطالبة بعض النواب بمقاطعة جلسة الأسئلة الشفوية التي عقدها مجلس النواب، يوم الاثنين الماضي، كشكل احتجاجي على التعديلات المقترحة على النظام الأساسي للحزب، والتي سيتم التصويت عليها في المؤتمر الاستثنائي المقرر عقده خلال الشهر الجاري. وتنص هذه التعديلات على تقليص عدد أعضاء المجلس الوطني من ألف إلى 500 عضو، وإلغاء العضوية بالصفة داخل المجلس، حيث سيتم انتخاب جميع الأعضاء.
وأعلن جل البرلمانيين رفضهم لهذه التعديلات، ووصلت المشادات الكلامية في اجتماع الفريق إلى تبادل السب والشتم، كما قام نائب برلماني يمثل أحد أقاليم جهة مراكش آسفي، برشق عمر حجيرة بقنينة ماء، فيما وصف برلماني آخر من الجهة نفسها، شبيبة الحزب بـ”الشماكرية”، بعدما رفض اعتماد أسلوب الانتخاب للحصول على عضوية المجلس الوطني، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة، ومن المنتظر أن تكون لها تطورات في الأيام المقبلة، حيث قام برلمانيون بتأسيس مجموعة مستقلة عبر «الواتساب» للتنسيق في ما بينهم.
ويسود استنفار وغضب كبيران في أوساط قواعد حزب الاستقلال لرغبة قيادة الحزب في تعديل قوانين الحزب في المؤتمر الاستثنائي، حيث يتم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تداول نسخة من مشاريع تتعلق بتعديلات في القانون الأساسي للحزب، وتهدف هذه التعديلات إلى سحب الاختصاصات من الأمين العام للحزب، وفرض منصب نائب للأمين العام للحزب، وتقليص عدد أعضاء المجلس الوطني للحزب، والرفع من عدد أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، وحذف عضوية المجلس الوطني بالصفة لأعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس المستشارين. ويطالب البرلمانيون أعضاء مجلس الرئاسة وقيادة الحزب السابقة بالتدخل العاجل لتوقيف ما وصفوه بـ”العبث” ليحافظ الحزب على مناعته ضد الأفكار الهدامة. وكشفت المصادر أن جهاز المفتشين الذي حافظ على كيان الحزب أصبح مستهدفا من هذه التعديلات، وكذلك الروابط والهيئات الموازية التي تضم أغلب أطر الحزب، أصبح أعضاؤها محرومين من التمثيل في مؤسسة المجلس الوطني.