شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

سبع سنوات سجنا لدركي متهم باغتصاب نساء وتعريضهن للسرقة

يستدرج عاملات الأحياء الصناعية وخادمات البيوت لمنزله وغابات بتمارة

الأخبار

بعد ساعات من المداولة، أسدلت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط الستار، في وقت متأخر من مساء أول أمس الخميس، على ملف الدركي المثير للجدل الذي تخصص في اغتصاب النساء والفتيات بالعنف، بعد استدراجهن إلى بيته بتمارة وغابات مجاورة للمدينة، من أجل هتك أعراضهن وسرقة ممتلكاتهن.

وأيدت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية الحكم الابتدائي الصادر في حق المتهم، في يوليوز الماضي، وهو 7 سنوات سجنا، وأداء تعويض مالي قدره 8 ملايين سنتيم.

وحسب مجريات جلسة المحاكمة التي ترأسها، أول أمس الخميس، القاضي العزوزي بغرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط، وجد الدركي نفسه في مواجهة تهم جد خطيرة تتعلق بالاغتصاب بالعنف والافتضاض والسرقة الموصوفة، وردت تفاصيلها الصادمة على لسان النساء الضحايا اللواتي حضر بعضهن إلى قاعة المحكمة، من أجل الإدلاء بشهاداتهن مجددا، ومواجهة المتهم بشكل مباشر، تأكيدا لمواجهات سابقة أشرفت عليها الضابطة القضائية بسرية الدرك الملكي بتمارة، وكذا قاضي التحقيق الذي تكلف بالبحث التفصيلي في التهم المنسوبة للدركي المتهم.

وتعود تفاصيل هذه القضية المثيرة إلى نهاية شهر أبريل الماضي، بعد أن توصلت مصالح الدرك الملكي بتمارة بشكاية رسمية من فتاة تتهم فيها دركيا أربعينيا يشتغل بمصحة الدرك الملكي بشارع المهدي بن بركة بالرباط، بتعريضها للاغتصاب والسرقة تحت التهديد، وبعد تفاعل مصالح الدرك الملكي بسرية تمارة مع الشكاية بالجدية والسرعة اللازمتين، تمكنت بتنسيق مع عناصر الأمن الوطني بتمارة من إيقاف المتهم، وهو في وضعية تلبس باستدراج ضحية أخرى الى إحدى الغابات عبر سيارته، من أجل تعريضها للسرقة والاغتصاب.

اعتقال الدركي وإخضاعه لتدابير الحراسة النظرية والبحث، فجر فضيحة من العيار الثقيل، تتعلق بارتكابه جرائم اغتصاب متكررة مرفوقة بالافتضاض والسرقة الموصوفة وتحت التهديد أحيانا، حيث توافدت على مقر الدرك الملكي بتمارة ثماني ضحايا تتراوح أعمارهن بين 20 و37 سنة، يتحدرن من مدن الرباط وتمارة وعين العودة وسلا وورزازات، وقد جرى الاستماع إليهن حول تفاصيل تعريضهن لجرائم الاغتصاب والسرقة.

ووفق معطيات البحث، ظل الدركي المتهم يتعقب الفتيات والسيدات العاملات بالأحياء الصناعية بتمارة والرباط، ويقدم نفسه موظفا أعزب، مع الحرص على ظهوره بالأناقة اللازمة، حيث بات يمتلك مع مرور الوقت قدرة كبيرة على فرز واستهداف نوعية خاصة من الفتيات اللواتي ينتقلن من مدن بعيدة إلى العاصمة الرباط والنواحي، من أجل البحث عن عمل، حيث يستغل هشاشتهن لينقض عليهن بشكل بشع، بعد استدراجهن إلى منزله بتمارة، أو إحدى الغابات المجاورة للمدينة، ويقوم باغتصابهن تحت التهديد وسرقة ممتلكاتهن. كما كشفت التحريات أن المتهم استهدف أحيانا نساء استقدمهن إلى بيته من أجل التنظيف والكنس، قبل أن يجدن أنفسهن ضحية لممارسات جنسية شاذة تحت العنف والتهديد، ما خلف انطباعا لدى المحققين مع انطلاق البحث، وعطفا على التصريحات الصادمة للضحايا، أنهم أمام حالة مرضية شاذة، تبرر فظاعة الجرائم المرتكبة وطريقة تنفيذها، وهو ما تأكد عندما أجرت الضابطة القضائية المواجهة المباشرة بينه وبين الضحايا، حيث أصيبت فتاة ثلاثينية بالإغماء بمجرد رؤيتها المتهم وهو يقف بجانبها، مؤكدة أنها منذ ثلاث سنوات، تاريخ وقوع الاعتداء الجنسي والسرقة، وهي تتردد على طبيب نفسي من أجل العلاج، ناهيك عن تجارب وقصص أخرى جد قاسية، وردت على لسان ضحايا أخريات، إحداهن تتحدر من إقليم ورزازات، تم الاستماع إليها هي الأخرى بخصوص الجريمة التي تعرضت لها من طرف المتهم، وهي الاغتصاب المقرون بالسرقة.

وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط قد أشرف شخصيا على كل التفاصيل المرتبطة بهذه القضية المثيرة، حيث استنفر رجال الدرك والأمن الوطني بتمارة، من أجل إيقاف المعتدي، بمجرد توصله بأول شكاية ضد الدركي المتهم، وفور توصله بمخرجات البحث التمهيدي، أحال المتهم على قاضي التحقيق، ثم جلسات المحاكمة، التي انتهت بإدانة الظنين ابتدائيا واستئنافيا بسبع سنوات سجنا، وتعويض مالي قدره 8 ملايين سنتيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى