شوف تشوف

الدوليةالرئيسيةسياسية

سباق الأمتار الأخيرة إلى البيت الأبيض

سبع ولايات تعد الحاسمة بين ترامب وهاريس

بدأ العد التنازلي في السباق الرئاسي الذي يعد الأشد احتداما بين المترشحين الديمقراطي والجمهوري. فتواصل كامالا هاريس تجمعاتها الانتخابية، لحصد أصوات الناخبين، بينما يحظى دونالد ترامب بدعم بمليارات الدولارات من الميليارديرات الداعمين له. وتتجه الأعين إلى الولايات المتأرجحة، التي تعد الحاسمة في السباق لاختيار الفائز بالبيت الأبيض.

 

إعداد: سهيلة التاور

 

لم تتبق سوى ثلاثة أيام فقط على انتخابات الخامس من نونبر الجاري، التي ستكشف الفائز بالبيت الأبيض والرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية. وقد أدلى أكثر من 41 مليون أمريكي بأصواتهم ضمن التصويت المبكر، وانضم إليهم، الاثنين، الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، الذي أدلى بصوته في مسقط رأسه ويلمينغتون بولاية ديلاوير.

وكتب بايدن على منصة إكس: «أنا فخور بالتصويت لكامالا هاريس و(مرشحها لمنصب نائب الرئيس) تيم وولز».

ويتزايد التوتر في سباق تظهر استطلاعات الرأي أنه متقارب جدا، بسبب المخاوف من أن يرفض ترامب مرة أخرى الاعتراف بالهزيمة، كما فعل عام 2020. ويواصل الجمهوريون التأكيد أنه تعرض للغش، وصارت خطاباته تتضمن العنف والتهديدات.

وقال ترامب خلال تجمع حاشد، الاثنين الماضي، في أتلانتا بولاية جورجيا: «أنا لست نازيا، أنا نقيض النازي»، وذلك بعد أيام عدة من الجدل الذي أثارته تصريحات سابقة منسوبة إليه.

وكان جون كيلي، أحد كبار المسؤولين في البيت الأبيض خلال عهد ترامب، قال إن المرشح الجمهوري ينطبق عليه تعريف الفاشي، وهو اتهام رددته أيضا هاريس. ووفقا لكيلي، فإن ترامب قال إن الديكتاتور النازي أدولف هتلر «فعل أشياء جيدة».

ومن جهتها، وصفت هاريس (60 عاما) ترامب بأنه «غير مستقر ويفتقد للاتزان بشكل متزايد». وحضته على الخضوع لاختبار القدرات المعرفية، قائلة إنها «ستخضع للاختبار نفسه».

ومع بدء العد العكسي، فإن التحدي الذي يواجه هاريس وترامب هو تحفيز المؤيدين الأساسيين، وجذب العدد الضئيل من الناخبين القابلين للإقناع الذين قد يرجحون الكفة، خصوصا في الولايات السبع المتأرجحة، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن نتائجهما متقاربة جدا.

وهاريس التي أمضت، الأحد الماضي، في بنسلفانيا، الولاية الحاسمة أيضا، وألقت، الثلاثاء المنصرم، في واشنطن ما تصفه حملتها بأنها «المرافعة الختامية» في إشارة إلى مسيرتها المهنية كمدعية فيدرالية. وستعقد ثلاثة تجمعات انتخابية في ميشيغن، فيما يعقد ترامب تجمعين في جورجيا، وهو نمط سيتكرر في مختلف أنحاء البلاد في الأيام المتبقية.

أما ترامب، الذي اكتسح ولايات الجدار الأزرق الثلاث في فوزه بالرئاسة في العام 2016، قبل أن يعيدها جو بايدن للديمقراطيين بعد أربع سنوات، فيخطط لاستعادة واحدة أو أكثر من الولايات الثلاث والفوز بما يسمى الولايات المتأرجحة الأخرى في الجنوب، والتي تطلق عليها تسمية «حزام الشمس»، للعودة إلى البيت الأبيض.

ويتزايد التشويق في سباق تظهر استطلاعات الرأي أنه متقارب جدا، بسبب المخاوف من أن يرفض ترامب مرة أخرى الاعتراف بهزيمة محتملة، كما فعل عام 2020. ويواصل الجمهوريون التأكيد أن خطاباته باتت مشحونة بالعنف والتهديدات.

 

الولايات المتأرجحة

تتركز الأنظار في السباق على الولايات المتأرجحة السبع التي تشهد أشد المعارك، وهي أريزونا، جورجيا، ميشيغن، نيفادا، كارولاينا الشمالية، ويسكنسن، وبنسلفانيا.

وتعتمد نتيجة الانتخابات الأمريكية التي تشهد سباقا متقاربا للغاية غير مسبوق منذ عقود، على المرشح الذي سينجح في كسب تأييد عدد قليل من الناخبين، الذين لم يحسموا قراراتهم، كما المرشح الذي سينجح في دفع قاعدته الانتخابية إلى التصويت.

وتتوقع استطلاعات الرأي أيضا انقساما تاريخيا على أساس الهوية الجنسية بين ناخبي المرشحين، إضافة إلى انقسامات كبيرة بناء على العرق والسن.

وفي الأيام الأخيرة قبل الاقتراع، ستنفق الحملتان مئات ملايين الدولارات على الإعلانات، بينما يعتمد الطرفان أيضا على النجوم لدعمهما.

 

مليارات الدولارات لدعم ترامب

كشفت الإيداعات الفيدرالية الأمريكية أن الملياردير إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، قد قدم للمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب 43.6 مليون دولار أخرى حتى منتصف أكتوبر الماضي، من خلال لجنة العمل السياسي الخاصة به لمساعدة الرئيس السابق على إعادة انتخابه.

وبحسب ما ذكرت مجلة «فوربس»، فإن إجمالي ما أنفقه ماسك، رئيس مجلس إدارة شركة «تسلا» للسيارات الكهربائية، بلغ حتى الآن أكثر من 118 مليون دولار، ليصبح واحدا من أبرز الداعمين لترامب، في الوقت الذي أثار فيه جدلا حول قانونية جائزة المليون دولار، التي أعلنها للناخبين المسجلين في الولايات الرئيسية.

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فقد أصبح ماسك ثاني أكبر متبرع فرد لترامب في هذه الدورة الانتخابية، بعد الملياردير تيموثي ميلون، الذي قدم حتى الآن 150 مليون دولار لمساعدة الرئيس السابق. وتكون هذه التبرعات موجهة للجان عمل سياسي مستقلة وليس لحملة ترامب نفسها.

وقدم ماسك 43.6 مليون دولار للجنة «أمريكا باك»، في الفترة بين الأول من أكتوبر و16 أكتوبر المنصرم، وفقا لتقارير لجنة الانتخابات الفيدرالية، وهي المرة الأخيرة التي سيتم فيها الإعلان عن تبرعات لجان العمل السياسي قبل يوم الانتخاب.

ويأتي هذا بالإضافة إلى 75 مليون دولار قدمها ماسك بالفعل إلى لجنة العمل السياسي الأمريكية حتى 30 شتنبر، وتشكل أمواله ما يقرب من كل مبلغ 130.3 مليون دولار الذي جمعته لجنة العمل السياسي الأمريكية بشكل عام.

 

قضايا كبرى

الاقتصاد

بعد ثلاث سنوات من التضخم المرتفع، أصبحت القدرة الشرائية مصدر قلق رئيسي للعديد من الأمريكيين.

ووعد ترامب – الذي خفض معدل الضريبة على الأثرياء والشركات عندما كان رئيسا- بفرض رسوم جمركية بأكثر من 10 في المائة على جميع الواردات، مما سيمكنه من تمويل تخفيض كبير في الضرائب.

كما التزم المرشح الجمهوري بجعل الولايات المتحدة «عاصمة العالم للبيتكوين والعملات المشفرة».

ومن جانبها، تقدم هاريس نفسها مرشحة للطبقات المتوسطة وخلق ما تسميه «اقتصاد الممكن».

ورغم أنها تنتهج طريق بايدن بشأن فرض الضرائب على الثروات الكبرى، فإنها خففت من حدة هذا التوجه بحملتها.

كما وعدت بوضع ائتمان ضريبي عند الولادة، ومساعدة في الوصول إلى ملكية العقارات، ودعم إنشاء الشركات.

 

الهجرة

بالنسبة إلى ترامب، تبقى قضية تأمين الحدود «الموضوع الأول» الذي يركز عليه في كل تجمعاته.

كما أن الهجرة غير النظامية تمثل القضية الأكثر حساسية في الحملة، علما أنه في ولاية بايدن شهدت البلاد زيادة كبيرة في نسب الهجرة.

وذهب المرشح الجمهوري -الذي كان تعهد لدى ترشحه في 2016 ببناء جدار على طول الحدود المكسيكية- أبعد بكثير هذه المرة، إذ وعد بأكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير النظاميين في تاريخ الولايات المتحدة.

وغالبا ما يكرر ترامب في خطاباته المعادية للمهاجرين مصطلحات من قبيل «غزو» و«جحافل» و«يُسممون دماء أمريكا».

وفي المقابل، تعهدت هاريس بأنها ستتبنى سياسة صارمة حيال القضية، معتبرة أنه يجب أن تكون هناك «عواقب لمن يدخلون بشكل غير قانوني».

ودعمت هاريس مشروعا لتشديد سياسة الهجرة والتي يتبعها بايدن، والتي تتضمن استثمارات في الحواجز الحدودية.

 

الإجهاض

قد تؤدي قضية الإجهاض إلى تحفيز المواطنين الذين عادة ما يكونون أقل انخراطا سياسيا، على الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وخاصة النساء، مما قد يفيد الديمقراطيين. ففي موازاة الانتخابات الرئاسية، تُجرى استفتاءات حول هذا الموضوع في عشر ولايات.

وجعلت هاريس من هذه القضية عنصرا مركزيا في نيابتها وحملتها. واتهمت منافسها بأنه مسؤول عن الوضع الحالي الذي وصفته بأنه «فظيع ومفجع».

وعلى العكس من ذلك، يتلاعب ترامب في هذه القضية، إذ قال إنه فخور بأنه أعادها إلى الولايات، بفضل قرار المحكمة العليا، لكنه صرح بأن البعض «ذهبوا بعيدا للغاية».

ووعد بأن إدارته ستكون «رائعة للنساء»، لكن البعض يخشون، بعد تصريحات غامضة منه، أن يستخدم سلطته الرئاسية للحد من الوصول إلى الأدوية المستخدمة في حالات الإجهاض الطبي.

 

المناخ

رغم أن الولايات المتحدة هي ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم بعد الصين، فإن القضية بقيت غير ذات أهمية من قبل المرشحين، اللذين لديهما رؤى متناقضة تماما.

ووعد ترامب، الذي يشكك في التغير المناخي، بإلغاء الدعم للطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، كما خطط الرئيس السابق «للحفر بأي ثمن»، في إشارة إلى استخراج البترول والفحم الحجري، والخروج مجددا من اتفاقية باريس.

ومن جانبها، تعهدت هاريس «بمواصلة وتطوير القيادة الدولية للولايات المتحدة بشأن المناخ».

وبوصفها نائبة للرئيس، دعمت الخطة الكبرى للتحول الطاقي لجو بايدن، وكما كانت سيناتورة عن ولاية كاليفورنيا، دعمت «الصفقة الخضراء الجديدة»، وهي قرار يدعو إلى خفض كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

 

السياسة الخارجية

أوكرانيا

أكدت هاريس للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال زيارته إلى واشنطن، في شتنبر، دعمها «الثابت» لأوكرانيا.

ولا يمكن لهاريس أن تخالف هذا الخط، إذ إنها تشارك في جميع قرارات بايدن الذي تولى قيادة تحالف الدول الداعمة لأوكرانيا، بعد اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير 2022.

ومن المتوقع أن تستمر في هذا النهج وتواصل إمداد أوكرانيا بالأسلحة، منددة ضمنا بدونالد ترامب الذي يدعو إلى «الاستسلام» أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويعتقد المرشح الجمهوري ترامب، الذي تربطه علاقات متوترة مع زيلينسكي، أن «هذه الحرب ما كان ينبغي أن تحدث»، ويحمّل «الرئيس جو بايدن مسؤوليتها».

وهو يشيد بـ«علاقته الجيدة للغاية» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منددا بمنح واشنطن مبالغ طائلة لكييف. ويتعهد بإنهاء الحرب، من غير أن يقدم تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك. وقال أخيرا عبر برنامج بودكاست: «أوكرانيا لم تعد أوكرانيا».

 

الشرق الأوسط

يرى ترامب أن بلاده لم تعد تحظى بالاحترام الذي كانت تتمتع به من قبل في العالم، وتبدي هاريس حزما في الدبلوماسية، مع السعي لاعتماد موقف أكثر توازنا حيال غزة.

لكن المرشحة الديمقراطية تتفق تماما مع خط بايدن حيال هذا الملف أيضا، ولم تصدر أي إشارة تفيد بتغير جذري لاستراتيجيتها، سيما بشأن الدعم الأمريكي لإسرائيل. وهي تدافع بشدة عن «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، لكنها تتعهد «بالتحرك ليتمكن الفلسطينيون من الحصول على حقهم في الكرامة والحرية والأمن وتقرير المصير».

وخلافا لترامب الذي حض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على «إنهاء المهمة»، تدعو هاريس إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار.

ويؤكد ترامب أن «السابع من أكتوبر ما كان ليحدث»، لو كان هو رئيسا، وذلك في إشارة إلى الهجوم الذي نفذته حركة حماس في إسرائيل والذي أشعل الحرب في قطاع غزة. وتعهد بأنه في حال فوزه «سيعم السلام من جديد العالم، هذا مؤكد».

ويتهم ترامب هاريس بأنها «تكره إسرائيل»، ويؤكد أن غزة «قد تصبح أفضل من إمارة موناكو». وقال: «إذا أصبحت (هاريس) رئيسة أعتقد أن إسرائيل ستزول، خلال عامين».

وحول الملف الإيراني، يظهر كلاهما موقفا متشددا، لكن ترامب اتهم إدارة بايدن بالسماح لطهران، العدو اللدود للولايات المتحدة، «بالإثراء»، على الرغم من العقوبات، وبأن ضعفها سمح لطهران بمهاجمة إسرائيل مرتين، في أبريل ومطلع أكتوبر.

 

الخصومة مع الصين

يرى المرشحان أن الصين هي الخصم الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة، إلا أن نائبة الرئيس اعتبرت أن ترامب عندما كان في السلطة، «باعنا إلى حد كبير، في حين كان يتعين اتباع سياسة تجاه الصين تضمن تفوق الولايات المتحدة في المنافسة في القرن الحادي والعشرين».

ومن جهته، أشار الرئيس الأمريكي السابق إلى أن إدارة بايدن حافظت على الرسوم الجمركية التي فرضها على بعض السلع الصينية.

وفي حال فوزها في الانتخابات، من المرجح أن تواصل هاريس السياسة الحالية المتمثلة في تحقيق الاستقرار في العلاقات بين واشنطن وبكين، والتعامل مع خلافاتهما «بشكل مسؤول».

وإذ أظهر ترامب نفسه أكثر عدوانية تجاه دولة يصفها بأنها عدوة، إلا أنه شكك في قيام الولايات المتحدة بدعم تايوان، في حال تعرضها لهجوم صيني.

 

الناتو والتحالفات

تشيد هاريس بترميم الولايات المتحدة تحالفاتها في عهد بايدن، بما في ذلك داخل الحلف الأطلسي «الناتو»، بعدما شابتها خلافات خلال ولاية ترامب. وهي تعتبر أن خصمها «أضحوكة» لقادة العالم، حسب تعبيرها.

وأثار المرشح الجمهوري ضجة عندما قال إنه سيشجع بوتين على «فعل ما يشاء»، في حال لم تفِ أي من دول الناتو بالتزاماتها المالية تجاه الحلف الذي تقوده واشنطن.

وشهدت ولاية ترامب انسحاب واشنطن من اتفاقيات متعددة الأطراف، مثل تلك المتعلقة بالمناخ والاتفاق حول برنامج إيران النووي، وحروبا اقتصادية ولقاءات غير معتادة على غرار اجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في حين تعهدت هاريس بعدم عقد صداقات مع «الطغاة»، حسب تعبيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى