- فاس: محمد الزوهري
كانت حوالي ساعة من التساقطات المطرية التي تهاطلت، مساء أمس الثلاثاء، على مدينة فاس ونواحيها، كافية لتعري عن هشاشة الكثير من البنيات التحتية، وفضح مظاهر «الغش» التي طالت مجموعة من الأشغال العمومية التي اُنجزت أخيرا بعدد من الأحياء السكنية.
ولحقت الأضرار على الخصوص العشرات من الأزقة والشوارع التي سرعان ما غمرتها المياه، فتكونت برك واسعة من الأوحال والمياه، ما جعل بعض السائقين والراجلين يجدون صعوبة في اختراق بعض الممرات، خاصة تلك الواقعة بأحياء النرجس وعوينات الحجاج والرصيف وبنسودة وصهريج كناوة وسيدي بوجيدة وبن دباب.
وطالت الأضرار أشغال إعادة تهيئة بعض الشوارع والأزقة وسط المدينة، وتبليط بعض الأرصفة والساحات العمومية، حيث امتلأت الحفر بالماء، وامتزج الوحل بمواد البناء، وتحولت بعض الأزقة إلى وديان جارية
ورغم أن هذه الأمطار لم تكن مباغتة، إلا أنها عرقلت حركة السير في العديد من المحاور الطرقية، نتيجة سوء تصريف تدفقات المياه، بعدما عجزت قنوات الصرف الصحي والمجاري عن استيعاب مياه التساقطات، بسبب اختناقها بعد تراكم القمامة والنفايات بها طيلة الأشهر الأخيرة.
وتتكرر مثل هذه المشاهد على الأخص، مباشرة بعد هطول الأمطار الأولى، حيث «يتم إهمال قنوات الصرف ولا يتم صيانتها خلال الأيام المشمسة، ما يجعل النفايات تتراكم بها وتخنقها، كما أن بعض مجاري الصرف الصحي تعرف عيوبا واختلالات بسبب سوء الإنجاز»، يقول تقني سابق بالجماعة الحضرية.
ولوحظ عمال الوكالة المستقلة لتوزيع المياه والكهرباء بفاس يسارعون الزمن لتصريف مياه البرك وشفط الأوحال التي أعاقت حركة السير في عدد من المحاور الطرقية، بينما عمد بعض المارة إلى نزع أحذيتهم لعبور البرك التي حاصرت بيوتهم، خاصة ببعض المواقع بـ«المدينة العتيقة» و«سيدي بوجيدة» و«المسيرة»… وتسربت المياه إلى مجموعة من المحلات التجارية، وهو الحادث الذي يتكرر باستمرار، ويشكل كابوسا مرعبا للعشرات من التجار كلما تهاطلت الأمطار، نتيجة تدهور قنوات التطهير وعدم استيعابها للتدفقات الطارئة.