تعززت طنجة بساحة عمومية جديدة، والتي أقيمت فوق عقار مرفق للمحطة الطرقية في نسختها القديمة، وذلك كمتنفس جديد لسكان المدينة. وتم تسييج هذا العقار منذ قرابة سنتين، حيث انطلقت فيها الأشغال، ليتم إخراج هذه الساحة إلى الوجود خلال الأيام الماضية، والتي تنضاف إلى سلسلة مساحات عمومية موجهة إلى سكان عاصمة البوغاز، خاصة وأنها توجد في قلب وسط المدينة، الذي يعرف ضغطا عمرانيا على جميع الصعد، كما تمتاز هذه المساحة بوجود مرابد ومواقف للسيارات أسفلها، وذلك باستثمار وصل إلى حدود خمسة ملايير سنتيم.
وتدخل محمد امهيدية، والي جهة طنجة، في وقت سابق، لتجميد عملية بيع هذا العقار الذي كان في ملكية جماعة طنجة، ذي موضوع الرسم العقاري عدد 3.716/G، الكائن بجوار المحطة الطرقية القديمة، حيث كانت جماعة طنجة تستعد لبيعه، مما حدا بمصالح وزارة الداخلية إلى الدخول على الخط ورفض العملية، مع تقديم وعود لفائدة المجلس الحالي عن حزب الأصالة والمعاصرة، بدعم مالي مهم لفائدة ميزانية المدينة، بغرض تجاوز عملية البيع، مع العلم أن المجلس السابق عن حزب العدالة والتنمية سبق وأن أعلن تحويل هذا العقار إلى منطقة خضراء ومتنفس طرقي عبر وضع ممر تحت أرضي، لتفادي الازدحام الواقع على مستوى قنطرة طريق تطوان.
وسبق أن فتحت هذه المساحة العقارية المهمة شهية اللوبيات العقارية بالمدينة، والتي تتربص بهذه المساحة الأرضية الضخمة، والمسجلة باسم الأملاك الجماعية، لوجودها في منطقة مهمة. وسبق أن أشارت فرق المعارضة بمجلس جماعة طنجة إلى ضرورة تخصيص هذه المساحة لمنطقة خضراء، حتى تكون متنفسا طبيعيا للسكان، وبجوار مسجد السوريين التاريخي، إذ كانت وقتها الجماعة تسارع الزمن لتحضير ملف هندسي كامل خاص بهذه المساحة الأرضية، والشروع في تسييجها، في أفق تحويلها إلى عمارات سكنية ضخمة، سيتم عرضها للمنعشين العقاريين مقابل مبالغ مالية تشجيعية، حتى يتسنى للجماعة سد الثغرة المتعلقة بمشروع ميزانيتها.
وتجدر الإشارة إلى أنه سبق أن تم إحداث محطة طرقية جديدة بمنطقة الحرارين، في إطار برنامج التنمية المندمجة والمتوازنة لطنجة الكبرى الذي أعطى الملك محمد السادس انطلاقته، ليتم إغلاق المحطة القديمة، وهو ما مكن من تحسين انسيابية حركة السير بالمدينة، وتعزيز بنية عاصمة البوغاز بمنشأة عصرية في مجال النقل، كما أنها تعتبر جزءا من الجيل الجديد للمحطات الطرقية التي استفادت من هندسة معمارية جديدة.
طنجة: محمد أبطاش