محمد وائل حربول
خرج عدد من سائقي سيارات الأجرة من النوع الكبير، بالقرب من منطقة باب دكالة بمدينة مراكش، للتعبير عن غضبهم من تواصل ارتفاع ثمن المحروقات حيث أكدوا أن الأمر «مس بقدرتهم المعيشية بشكل كبير خاصة في شهر رمضان مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل مهول في المدينة الحمراء»، قبل أن يطالبوا بتدخل عاجل من طرف الحكومة للحد من «الضياع والنزيف» الذي تعرضوا له منذ أزيد من سنتين بسبب عوامل مختلفة ومتداخلة فيما بينها.
واعتبر سائقو «الطاكسيات الكبيرة» بمراكش أن عددا منهم سيقوم بتسليم مفاتيح سيارات الأجرة التي يشتغلون عليها لأصحابها إن استمر الوضع على ما هو عليه، وذلك بسبب عدم تنازل أصحابها من جهتهم ولو على سنتيم واحد من التعريفة التي يخصصونها يوميا للسائق، وفي ظل ثبات أسعار نقل الزبناء خاصة بالخطوط المعروفة، قبل أن يهددوا بعمل إضراب وشل حركة النقل بالمدينة مرة أخرى إلى حين إيجاد حلول عادلة لهم باعتبارهم الطرف الأضعف في كل هذه المعادلة.
وأوضح السائقون أنفسهم أنه وبعد انتعاشة طفيفة بعد الجائحة، جاء ارتفاع أسعار المحروقات «ليقسم ظهورهم»، قبل أن يتطرقوا لملف الدعم الذي تم تخصيصه لهذا القطاع، حيث وصفوه بـ «الدعم المهزلة» كون ثمن الوقود الذي كانوا يستعملونه خلال اليوم الواحد تضاعف، إذ انتقل تقريبا من 150 درهم إلى 250 درهما، معتبرين أن هذا الدعم «خلق الفتنة» بين المستغل وبين السائق المهني المساعد، حيث كشفوا في هذا الصدد أن بعض المستغلين لم يقدموا ولو درهم واحد للسائق المهني المساعد حيث اعتبروا أن الدعم منذ البداية خرج من أجل المستغلين، وهو ما أدخل بعضهم في دوامة من الخصومات والاشتباكات إلى حدود اليوم.
وأشار السائقون إلى أنه وعوض تقديم هذا الدعم الحكومي، كان من الأولى تخصيصه لدعم المحروقات حتى تعود أثمنتها في حدود المعقول، ويكون الكل مستفيدا منه دون استثناء فئة عن أخرى، وكي لا تقع مشاكل مع المستغلين منذ البداية والتي وصل بعضها لأقسام الشرطة، كما أشاروا إلى أن مدينة مراكش تعد المدينة الأولى على صعيد المملكة التي تضرر فيها المهنيون بشكل كبير بسبب ارتباط اقتصادها بشكل وثيق بالسياحة والأجانب.
وجاءت دعوة سائقي سيارات الأجرة من النوع الكبير للتدخل من أجل إنقاذهم متزامنة مع الدعوة التي كان قد توجه بها أصحاب سيارات الأجرة من النوع الصغير، حيث وجه ائتلاف جمعيات سائقي سيارة الأجرة الصغيرة بمراكش، طلبا خاصا إلى والي جهة مراكش آسفي من أجل النظر في مسألة الزيادة في التسعيرة المتعلقة بـ «العداد والمطار والفنادق والجولة السياحية»، إذ أوضحوا أنهم يتابعون «بقلق شديد ما آلت إليه الأوضاع، من غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وكذلك الارتفاع الصاروخي والسريع للغازوال، المادة الحيوية التي يعتمد عليها السائق المهني، والتي أثقلت كاهل السائقين وأصبحت تجهز على أكثر من نصف من مدخوله اليومي».