“روح فاس” تحلق فوق رؤوس مسؤولين ومنتخبين
توظيفات مشبوهة تتفجر في وجه فوزي الصقلي وترتيبات للإطاحة بعبد الرفيع زويتن وهكذا خطط رؤساء جماعات لإخراج أنفسهم من الفضيحة
فاس: لحسن والنيعام
وجدت الجماعات الترابية، التي تضخ في كل سنة مبالغ مالية ضخمة في ميزانية مؤسسة «روح فاس»، نفسها في وضع محرج، مباشرة بعد تفجر قضية اختلالات في تدبير شؤون المؤسسة التي ارتبط اسمها بمهرجان الموسيقى الروحية، وقرار النيابة العامة متابعة رئيس المؤسسة الحالي، عبد الرفيع زويتن، والرئيس السابق، فوزي الصقلي، والرئيس السابق للمجلس الجهوي للسياحة، إدريس فصيح، والاستماع لإدريس خروز، المدير السابق للمكتبة الوطنية، والذي كلف في الآونة الأخيرة بمنصب المدير العام للمؤسسة، ومعهم موظفون آخرون. هذا الوضع دفع الجماعات المشار إليها إلى الضغط لعقد اجتماع طارئ ترأسه عبد الرفيع زويتن، أكبر المتابعين في هذه القضية، يوم 5 دجنبر الجاري بمقر مجلس عمالة فاس.
وضم الاجتماع الاستثنائي كلا من عمدة مدينة فاس، إدريس الأزمي، والحسين العبادي، رئيس مجلس عمالة فاس، ومحمد عموري، أمين مال المؤسسة، وعبد الحميد بنمخلوف، الكاتب العام للمؤسسة، واعتذر امحند العنصر، رئيس مجلس جهة فاس، دون أن يكلف من ينوب عنه، كما اعتذر حسن سليغوة، أحد أعضاء المؤسسة الذين فجروا قضية اختلالات هذه المؤسسة، ومثله عبد الحميد بنمخلوف. وتقرر أن تشكل الجماعات الداعمة لجنة تضم رؤساءها من «أجل الاطلاع على مالية المؤسسة والوقوف على الاختلالات التي قد تكون حدثت بها واتخاذ الإجراءات اللازمة حماية للمال العام، مع إخبار المجلس الإداري للمؤسسة بكل الخطوات» التي سيقوم بها رؤساء الجماعات الممولة، بما فيها «استعانتهم بكل من له خبرة في ميدان المحاسبة العمومية».
هذا وجرت متابعة مسؤولين حاليين وسابقين في المؤسسة من قبل النيابة العامة لمحكمة الاستئناف، وقرر قاضي التحقيق بقسم جرائم المال تحديد جلسة تحقيق في القضية ليوم 24 دجنبر الجاري. وأسفرت التحريات التي باشرتها الفرقة الجهوية للشرطة القضائية عن وجود ثقوب كبيرة في تدبير الشؤون المالية والإدارية للمؤسسة، حيث أثارت طائرة خاصة استعملها الرئيس الحالي، عبد الرفيع زويتن، في سفرية له رفقة ابنته إلى إيطاليا بمبلغ 50 مليون سنتيم، الكثير من الجدل، وظهرت ضمن القضايا التي شملتها التحقيقات. كما ظهر استقبال مؤسسة فندقية في ملك الرئيس السابق للمجلس الجهوي للسياحة، إدريس فصيح، لضيوف المهرجان الكثير من الجدل، باعتباره عضوا في المجلس الإداري للمؤسسة، وبالنظر إلى ما يشكله ذلك من استغلال للنفوذ في احتكار استقبال الضيوف، مما يضر بمؤسسات فندقية أخرى. كما سئل الرئيس السابق للمهرجان، فوزي الصقلي، عن ملابسات توظيفه لابنته مهندسة في المؤسسة، وقال إنه وظفها بدون إعلان سابق وبدون إجراء مباراة مفتوحة في وجه العموم، ودافع عن هذا التوظيف بالنظر إلى أن المعنية به تتوفر على كفاءات ومؤهلات، كما سئل عن توظيف أقارب له يحملون نفس الاسم، فنفى معرفته بهم، رغم أنه عمل بجانبهم لسنوات عديدة.
وقالت المصادر إن جل الجماعات المعنية وجدت نفسها في وضع محرج أمام صرف مبالغ كبيرة لفائدة جمعية تبين أنها تعاني من اختلالات، دون أن تعتمد على مساطر للتحقق في مصير الدعم الذي تقدمه لهذه الجمعية، خاصة وأنها تعتبر عضوة في المجلس الإداري للمؤسسة وتحضر لتفاصيل النقاشات والطرق التي تقدم بها الحسابات.
ورغم إثارة قضية تحقيق الفرقة الجهوية للشرطة القضائية في الملف، فإن كلا من عمدة فاس ورئيس مجلس الجهة قدما في هذه السنة دعما يقدر بـ400 مليون سنتيم لفائدة المؤسسة.
وإلى جانب الخبرة المحاسبية للجماعات المعنية بتمويل المهرجان، يرتقب أن تعقد مؤسسة روح فاس جمعا عاما استثنائية سيطيح برئيسها الحالي الذي يجري التحقيق معه في قسم جرائم المال بمحكمة الاستئناف رفقة الرئيس السابق فوزي الصقلي، وأحد أذرع المؤسسة، إدريس فصيح. وقالت المصادر إن المؤسسة ستكون مطالبة بإجراء تغييرات جوهرية في الأسماء التي ستتولى مسؤولية تدبير شؤونها وطرق عملها، وذلك حتى لا تؤدي هذه الفضيحة التي نشرت غسيل سوء تدبير شؤون المؤسسة إلى موت مهرجان الموسيقى الروحية، أحد أشهر المهرجانات في المغرب التي تحظى بالرعاية الملكية وتساهم في دعمها العديد من مؤسسات القطاعين الخاص والعام.