النعمان اليعلاوي
لم يثن الدعم الذي خصصته الحكومة لمهنيي النقل، لمواجهة الارتفاع المتزايد في أسعار المحروقات، شركات نقل المسافرين عبر المدن عن الرفع من أسعار تذاكر السفر، على بعد أسبوعين من عيد الأضحى المبارك، والذي يشهد حركية كبيرة للمسافرين، فقد سجلت أغلب المحطات الطرقية إقرار مهنيي النقل لزيادات متفاوتة في أسعار التذاكر، مع رواج التذاكر في السوق السوداء خارج الأكشاك المخصصة لها، في الوقت الذي اشتكى المسافرون من الزيادة الكبيرة في أسعار التذاكر، والتي تجاوزت نسبة 50 في المائة بالنسبة إلى بعض الخطوط .
وفوجئ عدد من المسافرين المتوجهين إلى الأقاليم الجنوبية ومدن الجنوب الشرقي من الارتفاع المهول لتذاكر السفر بالحافلة، على بعد أيام معدودات من عيد الأضحى، ما خلف حالة من الاستياء العارم لدى رواد المحطة الطرقية «القامرة» بالرباط، وفجر غضبا لدى المسافرين بعد اطلاعهم على أسعار تذاكر السفر والتي تجاوزت الزيادة فيها ضعف التسعيرة الرسمية، وطالبوا وزارة النقل واللوجستيك بالتدخل لوقف فوضى تذاكر السفر، التي قارب بعضها مبلغ 400 درهم لرحلة الذهاب الواحدة في الحافلات من الصنف الأول، بينما تجاوز 300 درهم بالنسبة إلى الحافلات من الصنف الثاني، بالنسبة إلى الخطوط الطويلة الرابطة بين (الرباط – وجدة) و(الرباط – زاكورة).
من جهتها، أعلنت وزارة النقل واللوجستيك قرار الحكومة رفع قيمة الدعم المقدم لمهنيي النقل الطرقي منذ مارس الماضي، بنسبة 40 في المائة، في ما يخص الحصة الرابعة. وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أنه «في ظل استمرارية الظرفية الراهنة التي تتسم بارتفاع أسعار المحروقات، قررت الحكومة الرفع من قيمة الدعم المقدم لمهنيي النقل الطرقي بنسبة 40 في المائة في ما يخص الحصة الرابعة التي من المقرر تقديمها، خلال يوليوز المقبل»، وذلك بعدما كانت الحكومة قد أطلقت، في مارس الماضي، عملية الدعم لفائدة مهنيي النقل الطرقي، بهدف الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، في ظل استمرار ارتفاع أسعار المحروقات، حيث سبق للمهنيين أن استفادوا من حصتين من الدعم المخصصة لهم حسب الفئات، في حين ما زالت عملية الدعم في إطار الحصة الثالثة قيد التنفيذ.
