مانسيناكش
عزيز الكانة (مدافع الوداد الرياضي)
رغم تعيينه سفيرا للمغرب في لاهاي ظل مكوار رئيسا فعليا للوداد
حسن البصري
هل صرف مكوار النظر عن الوداد بعد تعيينه سفيرا للمغرب في لاهاي؟
حين تلقى، وهو على رأس إدارة مكتب التسويق والتصدير، قرارا ملكيا يقضي بتعيينه سفيرا للمغرب في مدينة لاهاي الهولندية، حيث يوجد مقر محكمة العدل الدولية التي عرض عليها آنذاك ملف النزاع حول الصحراء بين المغرب وإسبانيا، استجاب عبد الرزاق مكوار للمقترح وحمل حقائبه وأوراق اعتماده وتوجه إلى هولندا، لكن رغم الابتعاد ظل رئيسا لنا يتابع أدق تفاصيل النادي، بل إنه نظم معسكرات ومباريات ودية في هولندا وتعاقد مع بيتشو وربط علاقات مع الفرق الهولندية، هذا يعني أنه لم يفكر في الابتعاد عن الوداد حتى وهو يتقلد مسؤوليات دبلوماسية كبرى.
كيف كنتم تتواصلون مع رئيس في المهجر؟
للوداد رجالاتها، في زمننا كان هناك أعضاء في المكتب المسير للوداد ينوبون عن الرئيس المتواجد في لاهاي، لكن هذا لا يعني أن الأمور التسييرية توقفت بل على العكس تماما، استمرت كما لو أن مكوار لازال في المغرب، علما أنه كان يفاجئ اللاعبين والجمهور حين يحضر إلى الملعب لمتابعة الحصص التدريبية أو المباريات. لقد ظل عبد الرزاق حاضرا بيننا ويناقش معنا أدق تفاصيل حياتنا.
ستغير وظيفتك من مكتب التسويق والتصدير إلى مؤسسة بنكية، ما السبب؟
في بداية الثمانينيات، دخل الاحتضان الكرة المغربية، عبر شركات التمويل، وكانت البداية، بالطبع، مع الأندية العريقة التي تحظى باهتمام نسبة كبيرة من المشجعين ولها قاعدة جماهيرية واسعة، حيث ارتبط البنك المغربي لإفريقيا والشرق الأوسط مع نادي الرجاء البيضاوي آنذاك، في حين قرر الوداد البيضاوي الاستفادةَ من تمويل بنك الوفاء، فيما استفادت بعض الأندية من وجود ممولين بنفس مدينة الفريق، على غرار شباب المحمدية الذي كانت تدعمه شركة لاسمير لتكرير البترول، وأولمبيك خريبكة الذي حمل لسنوات طويلة ومازال يحمل اسم المستشهر نفسه: المكتب الشريف للفوسفاط. أعتقد أن الاستثناء الوحيد هو فريق الجيش الملكي الذي لا يتعاقد مع أي مستشهر لأنه تابع لمؤسسة عسكرية.
ألهذا السبب غادرت مكتب التسويق والتصدير؟
لست الوحيد الذي التحق ببنك الوفاء الذي كنا نحمل شعاره في الأقمصة، هناك أسماء عديدة، من قبيل بنعبيشة وفاضل وأسماء أخرى، عينت في قسم يخص معاملات الجالية المغربية، وكنت سعيدا بهذا التحول الوظيفي، حتى بعد أن رحل المستشهر فإن اللاعبين حافظوا على مناصب شغلهم وهذا مهم جدا، سيما بعد الاعتزال.
هل صحيح أن رئيس الوداد، عبد الرزاق مكوار، أهداك مطعما؟
صحيح اشترى لي عبد الرزاق مكوار مطعما في الدار البيضاء، أو بالأصح اشترى السجل التجاري لمطعم من صاحبه، لكني طلبت من البائع أن يقوم بتدبير المطعم لأنه يعرف طريقة العمل أكثر مني، إلا أنه تبين لي أن الرجل سلمنا نسخة من السجل التجاري واحتفظ لنفسه بنسخة أخرى. وصل المشكل إلى المحكمة وقضيت سنوات في التقاضي من أجل استرجاع حقي الذي حاول هذا الشخص تجريدي منه، حكيت الوضعية لمكوار الذي ساندني قبل أن يقول القضاء، مشكورا، كلمته ويعيد لي حقي. ومن هذا المنبر أود التنويه برجال القضاء الذين عرضت عليهم قضيتي ولولاهم لما استرجعت مطعمي.
هل صحيح أن مكوار كان يشتري لكل لاعب متألق سيارة؟
مكوار اشترى لي سيارة جديدة، بعد مباراة هامة أبليت فيها البلاء الحسن، طلب مني التوجه في اليوم الموالي إلى شركة «أوطو هال» لاختيار سيارة وضعها رهن إشارتي. التقيت هناك اللاعب الدولي السابق حمان، مهاجم الرجاء البيضاوي، وكان موظفا في هذه الشركة، فساعدني على انتقاء سيارة هي أول سيارة أمتطيها. وأتذكر أنني كنت خلال تنقلاتي أستمع للفنان رويشة من خلال شريط ظل يلازمني إلى أن بعت تلك السيارة.
رغم طول مقامك في الوداد، إلا أنك لم تحمل قميص المنتخب الوطني الأول؟
كنت دائما حاضرا في معسكرات المنتخب الوطني، لأن الصحافة كانت تختارني كل أسبوع في التشكيلة المتألقة، رغم وجود مدافعين من الطراز العالي في تلك الفترة، لكن داخل الوداد كنا نتوفر على قطع غيار عديدة ومتنوعة وكنا حاضرين في معسكرات المنتخب المغربي، إلا أنه لا يمكن للناخب الوطني أن ينادي على عشرة مدافعين في مركز واحد، لهذا كانت الأفضلية للاعبين الذين يشرف على تدريبهم، خاصة من الجيش الملكي.
هل شعرت يوما بأن فاريا يفاضل بين اللاعبين؟
أكيد، فالاختيارات الأولى تكون للاعبي الجيش، ربما لأنه يعرفهم أكثر من باقي العناصر، كليزو أو فاريا، نفس المسار، نفس الأفكار. فقد دربا الجيش والفريق الوطني وعاشا العصر الذهبي للفريق العسكري، إلا أن هناك فرقا كانت تفرض نفسها عليه، على غرار الوداد والرجاء، والمغرب الفاسي والنادي القنيطري.
من هو المدرب الأكثر تأثيرا في عزيز الكانة؟
بداية لا ننكر دور با سالم، ولا يمكن أن ننسى الدور الكبير الذي لعبه البطاش والخلفي والسطاتي، فضلا عن المدربين الأجانب، أبرزهم مايكل إيفيريت، المدرب الإنجليزي الذي أشرف على تدريب الوداد بين سنتي 1985 و1987، وكان وراء صعود العديد من اللاعبين، ممن يوصفون اليوم بالجيل الذهبي، أمثال الداودي والنيبت وبويبويض، عزمي، فرتوت، وآخرين. من مميزات مايكل إيفيريت اعتماده على اللياقة البدنية، كان يعلمنا اللعب الواقعي الذي لا يكتمل إلا بلياقة بدنية وانضباط تكتيكي. لقد كان مكوار يجلب مدربين من العيار الثقيل، من منا لا يذكر جون فانسون، المدرب الفرنسي الذي قاد الوداد للتتويج بالبطولة الوطنية موسم 1985-1986. هذا المدرب شارك في نهائيات كأس العالم 1954 وتمكن من تسجيل أول هدف للمنتخب الفرنسي في شباك المنتخب المكسيكي، وهي المباراة التي شارك فيها لاعب ودادي سابق هو بلمحجوب.