طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر متطابقة أنه تم رصد غلاف مالي إجمالي يناهز 9,4 ملايين درهم، لمشروع تأهيل وتثمين الموقع البيئي لبحيرة «الرهراه»، وسط مدينة طنجة، وذلك بعدما طوقها الزحف العمراني، وأضحت مهددة بالطمر في أية لحظة، مع العلم أنها بالأساس مصنفة ضمن خط الفيضانات بطنجة، لكونها تستقبل مياه الأودية المجاورة لحي مسنانة، وبالتالي فإن عملية طمرها في غفلة عن السلطات المختصة، من شأنها أن تشكل خطرا على القاطنين بجوارها خلال مواسم التساقطات المطرية.
وأكدت المصادر أن الكل أشاد بهذه الخطوة، رغم أنها جاءت متأخرة، حيث كان من الأجدر تسييجها مباشرة مع بداية المشاريع العقارية بجوارها، وذلك لتفادي الوضعية التي وصلت إليها، سيما وأن عددا من الشركات العقارية المجاورة لها، ترمي جانب من الردم بمحيطها، مما يهددها بالطمر في أية لحظة، وبالتالي تهديد حقيقي خلال التساقطات المطرية حيث تشكل نقطة تجمع لمياه الأودية القادمة من أحياء مسنانة بشكل سنوي.
وقد أعطيت بشكل رسمي انطلاقة أشغال تأهيل وتثمين بحيرة «الرهراه» أول أمس الإثنين، حيث بدأت حاليا أشغال المنطقة المحيطة تمهيدا للشروع في باقي مراحل العملية .ووفقا للمصادر، فإن مشروع تهيئة وتأهيل البحيرة المذكورة يعد من بين المشاريع المهمة التي تهدف إلى حماية الرأسمال البيئي للمدينة، وإعادة الاعتبار لمنطقة ذات قيمة جمالية وسياحية مهمة، ستعود بالنفع على جودة حياة الساكنة المحلية.
وقد خصص لمشروع أشغال التهيئة المشهدية وتأهيل البحيرة المذكورة، الكائنة بحي الغولف على طريق الرهراه، غلاف مالي بقيمة 9,4 ملايين درهم. ويمتد الفضاء على مساحة 4,5 هكتارات بما يشمل البحيرة، حيث ينتظر أن تمتد الأشغال على مدى ستة أشهر كأقصى تقدير.
ويشمل المشروع عمليات تهييء المنطقة الخضراء، وإحداث فضاء الألعاب الخاص بالأطفال، بالإضافة إلى أشغال التأثيث الحضري وتهيئة الممرات، إلى جانب تهيئ نافورة داخل البحيرة، بما سيُمكن من تغيير وجه المنطقة نحو الأفضل وإعطائها جمالية خاصة. وقد جرت كل الدراسات التقنية وتم إنجاز مختلف التصاميم الخاصة بالمشروع من طرف جماعة طنجة، التي ركزت على أن تحافظ المنطقة على هويتها البيئية، وأن تكون جميع الأشغال منسجمة مع خصوصية الموقع باعتباره فضاء عموميا طبيعيا يشكل متنفسا للسكان ومزارا للسياح.